الراديو

“نحن هنا”- الجالية العربية والانتخابات.. هل نربح معركة إثبات الذات؟

عماد حمد: وجودنا كجالية عربية يتحدد بعدد المصوتين في الانتخابات

خليل هاشم: الجالية ذات التصويت الضعيف لا تحصل على خدمات

عادل معزب: التصويت هو وسيلتنا للدفاع عن أنفسنا ومستقبلنا

 راديو صوت العرب من أمريكا- أجرى اللقاء: ليلى الحسيني

أعده للنشر: مروة مقبول- تحرير: علي البلهاسي

في إطار متابعة “راديو صوت العرب من أمريكا” لأجواء الانتخابات النصفية خصصت الإعلامية ليلى الحسيني حلقة الثلاثاء 7 أغسطس من “برنامج سوا على الهوا” لمتابعة هذا الحدث الهام بالتزامن مع حدوثه، حيث استضافت الزملاء خليل هاشم، وعادل معزب، وسامح الهادي، بالإضافة إلى ضيف الحلقة الأستاذ عماد حمد المدير التنفيذي للمجلس الأمريكي لحقوق الإنسان.

وسعت الحلقة للإجابة على العديد من التساؤلات حول الانتخابات التمهيدية التي يتم إجراؤها في العديد من الولايات، خاصة فيما يتعلق بمدى استجابة الناخبين في ولاية ميشيجان لنداء الواجب الانتخابي، وتوجههم لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، كما حدث في الولايات الأخرى، وحرصهم على اختيار المرشحين الذين سيحققون أهداف المجتمع الأمريكي.

وهناك تباين في الأرقام واستطلاعات الرأي حول مشاركة الناخبين، حيث شهدت الأيام الماضية ارتفاعًا كبيرًا في أعداد المشاركين في التجمعات الانتخابية. وتوقع العديد من المحللين أن تشهد ولاية ميشيجان أكبر نسبة تصويت منذ سنوات.

وألقت الحلقة الضوء على أهمية هذه الانتخابات بالنسبة للجالية العربية، حيث تشهد هذه الانتخابات مشاركة عدد كبير من المرشحين ذوي الأصول الشرق أوسطية، ويبلغ عددهم حوالي 16 مرشحًا. لذا كان السؤال المهم الذي طرحته الحلقة هو: هل ستخرج الجالية العربية الأمريكية للتصويت وممارسة حقها الديمقراطي الذي كفله الدستور لكل الأمريكيين.

ويتنافس في هذه الانتخابات مرشحون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري وأحزاب أخرى صغيرة للفوز بأصوات ناخبيهم. وستفرز هذه الانتخابات مرشحين اثنين من بين عدد كبير من المتنافسين، أحدهما من الحزب الديمقراطي والآخر من الحزب الجمهوري، يلتقيان في نوفمبر القادم، ليتنافسا في معركة انتخابية جديدة، يفوز فيها حاكم جديد للولاية، وأعضاء جدد  داخل الكونغرس ومجلس الشيوخ، بالإضافة إلى مناصب أخرى عديدة.

أهمية المشاركة

* نبدأ معك زميلنا خليل هاشم، ونحن نشهد هذا الاستحقاق الديمقراطي، كيف ترى تعامل الجالية العربية مع حق الانتخاب الذي يكفله الدستور؟

** للأسف معظم أبناء الجالية العربية لا يذهبون إلى لجان الاقتراع للانتخاب، وهذا يضرنا كأمريكيين وأبناء هذا الوطن وهذا المجتمع. فمن المهم أن تذهب الجالية إلى الانتخاب حتى لو لم يكن هناك شخص مناسب على قائمة المنتخبين، فليذهبوا ويتركوا الورقة بيضاء دون انتخاب أحد. فالأهم هنا هو المشاركة والتمثيل لأن الولايات المتحدة تعتمد على النظام التمثيلي وإذا لم يكن الشخص ممثلا فهو غير موجود سياسيًا.

ومن الضروري جدًا أن يقوم المواطنون ذوي الأصول العربية والشرق أوسطية بتسجيل أسمائهم أولا ثم يقوموا بالانتخاب. فإذا أراد أحد السياسيين أن يرشح نفسه عن دائرة معينة فهو يفحص الأوراق القديمة، ويدرس مدى مشاركة المواطنين في تلك المنطقة في العملية الانتخابية، وإذا وجد منطقة ذات مشاركة ضعيفة فبالتأكيد لن يقدم لها خدماته. ونفس الشيء عندما يتقدم مواطنو هذه الدائرة إلي مسئول للحصول على طلب معين، سيقوم بالبحث في أوراق الانتخابات لمعرفة مدى مشاركتهم، وهذا سيؤثر سلبًا بالتأكيد على استجابة هذا المسئول لطلبهم.

كما أن النظام التمثيلي في الولايات المتحدة مهم جدًا، والأمر يختلف عن الدول التي قدمنا منها، فلماذا لا نستفيد من هذا النظام.

ثقافة المشاركة

* نأتي إليك أستاذ عماد حمد، هل من المعقول أننا في عام 2018 ولا نزال ندعو المواطنين إلى الخروج للتصويت في الانتخابات؟

** للأسف هذا المشهد يتكرر قبل كل جولة انتخابية، سواء كانت تمهيدية أو نهائية، وهذه المسألة تتعلق بثقافة المشاركة، والتي لا نعتبرها حتى الآن جزءًا من حياتنا اليومية الاجتماعية السياسية في هذا البلد. وهذا يعود لأسباب مختلفة لن نتطرق لها الآن، ولكن للأسف هذا الموضوع يشكل تحديًا كبيرًا في الولايات المتحدة الأمريكية ككل، فعندما نقيس نسبة المشاركين فعليًا في الانتخابات والمؤهلين للاشتراك، نجد أن حجم المشاركة لا يتجاوز النصف، ويزداد الأمر سوءًا عندما نتحدث عن الأقليات، وعلى وجه الخصوص الجالية العربية الأمريكية.

ولكن هذا لا يعني أن نيأس أو أن نرضي بالأمر الواقع، فأنا أعتقد أن هناك تحسن نسبي، وربما لم نصل إلى المستوى المطلوب، لكن أعتقد أننا نلمس هذا التحسن في مشاركة وحراك شعبي أفضل نوعًا ما، بالإضافة إلى ترشح العديد من أبناء الجالية لمناصب مختلفة، على غير المعتاد في السابق.

والتحدي الأساسي أننا كجالية عربية أحيانًا ننساق وراء الخطابات والإعلانات والتصريحات والعواطف الجياشة، دون أن نترجم ذلك إلى الواقع العملي الذي نعبر عنه عبر صناديق الاقتراع. فالنظام السياسي القائم في هذه البلد هو نظام تمثيلي. فكل أقلية أو جالية أو فئة اجتماعية تقاس بأصواتها الانتخابية أو دعمها المالي.

ودائما هناك أمرين مهمين: الدعم المالي الذي تقدمه هذه الفئة للمرشحين، والتصويت العملي الفعلي، لأن هذا في نهاية الأمر هو ما يحدد القيمة السياسية والمعنوية التي يهتم بها المرشح من أصغر إلى أعلى منصب خلال جولة الانتخابات. وقيمة وحجم وجودنا كجالية عربية يتحدد بعدد المصوتين الذين يخرجون للتصويت في هذه الانتخابات

الانتخابات التمهيدية

* دعنا نشرح للناس ما هي الانتخابات التمهيدية.. وما هي أهميتها؟

** الانتخابات النصفية هي انتخابات تتم على مستوى الولايات والكونغرس وبعض الانتخابات المحلية أيضًا. وأهميتها تأتي من أننا نختار من يمثلونا في الولاية وواشنطن، فهم من يشرعون القوانين التي تمس حياتنا اليومية.

وهذا يختلف عن الانتخابات الرئاسية التي نقوم فيها باختيار شخص واحد، فهذه الانتخابات تجمع عدد أكبر من الشخصيات، وعادة ما يقوم الإعلام بالتركيز على شخصيتين أو ثلاثة على الأكثر، ولكن هؤلاء هم من يؤثرون علينا في حياتنا الخاصة من أصغر منصب محلي إلى أعلى منصب في مجلس الشيوخ.

وللأسف هناك انطباع أو فهم خاطئ عند الكثيرين أو الناخبين الذين لا يعطون اهتمامًا كبيرًا للانتخابات التمهيدية النصفية، فالاهتمام الأكبر لديهم غالبًا ما يكون للانتخابات الرئاسية، وهذا خطأ كبير جدًا. فعدد كبير من المرشحين قد يكون فوزه في الانتخابات التمهيدية هو فوز نهائي تلقائي في بالانتخابات النهائية في نوفمبر القادم. لذلك فإن الانتخابات التمهيدية هي بمثابة “الفلتر” الذي يٌصفّي المرشحين حسب نتائج التصويت، ويضع أمامنا صورة أوضح للانتخابات النهائية.

ويؤثر هذا الفهم الخاطئ سلبًا على العملية الانتخابية ويجعل الكثيرين ينساقون وراء الاعتقاد بعدم أهمية تلك الانتخابات، فيؤجلون اشتراكهم إلى شهر نوفمبر. ولهذا السبب عندما نتابع إحصائيًا نسبة المشاركة الفعلية في الانتخابات التمهيدية نجد أنها دائما متدنية جدًا بشكل عام، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمشاركة الجالية العربية والإسلامية.

إمكانية التغيير

* هل نستطيع أن نقول أن تلك الانتخابات ستشكل خارطة الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

** بالتأكيد، فنحن نعتبر انتخابات هذا العام 2018 في غاية الأهمية، خاصة وأننا نعيش في حالة جدل كبير مع الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة ترامب. وهناك الكثير من التحديات التي واجهت المجتمع الأمريكي والجالية العربية بوجه خاص.

وإذا كنا جادين فيما يتعلق بإمكانية التغيير وإعطاء بعض التوازن لمجلس الشيوخ أو النواب فهذه الانتخابات التي تبدأ بالانتخابات التمهيدية الأولى ثم الانتخابات النهائية في نوفمبر قد تغير الموازيين.

فعلى سبيل المثال قد تعطي الديمقراطيين إمكانية إعادة السيطرة وأغلبية ولو بسيطة في مجلس النواب، حيث أعتقد أن مسألة مجلس الشيوخ ستكون مستحيلة، ولكن على الأقل في مجلس النواب هناك إمكانية حقيقية لأن يتمكن الديمقراطيون من أن تكوين أغلبية.

وهذا في حد ذاته يغير المسار السياسي، وتناول القضايا المهمة التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية أو التي يواجهها المجتمع بسبب سياسيات ترامب التي يتم انتقادها في كثير من الأحيان. وأتمنى أن تكون المشاركة في تلك الانتخابات جزء من ثقافتنا وممارستنا العادية، وأن نحرص عليها مثلما نحرص على الذهاب إلى الطبيب أو تجديد رخصة القيادة.

فنحن لا نريد أن نكون ظاهرة صوتية أو إعلامية أو كلامية، فالاستحقاق الحقيقي هو المشاركة الفعالة في تلك الانتخابات، فإما أن نكون قدر المسئولية والكلام والتصريحات التي غزونا بها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها أو لا نكون. وبغض النظر عن النتيجة، لا يمكن لنا كجالية عربية أن نتخلى عن دورنا وأن نظهر بثقل، لأننا سنحاكم ونقاس على أساس عدد الناخبين الذين سيشتركون في التصويت.

حاكمية الولاية

* في هذه الانتخابات يختار الناخبون من يمثلهم في مراكز حكومية عدة، منها مناصب محلية، وبعضها لمجلس النواب ومجلس الشيوخ في ولاية ميشيجان، وبعضها لمقاعد فيدرالية في الكونغرس لمجلس النواب والشيوخ، لكن السباق الأكبر سيكون لحاكمية الولاية، وستسفر الانتخابات عن من يمثل الحزب الديمقراطي والجمهوري.. الإعلامي خليل هاشم، دعنا نبدأ معك بانتخابات حاكمية الولاية.. ماذا عنها؟

** تنافس 9 مرشحين على منصب حاكم ولاية ميشيجان، منهم 4 من الحزب الجمهوري، و3 من الحزب الديمقراطي، و2 من الحزب الليبرالي، وهذه هي المرة الأولى التي تحظى فيها الانتخابات التمهيدية بأكثر من مرشح واحد عن الحزب الليبرالي، لأنه يعتبر من الأحزاب الصغيرة.

وفي نهاية الانتخابات سيكون لدينا فائز واحد عن الحزب الجمهوري وآخر عن الحزب الديمقراطي وأخير عن الحزب الليبرالي. وتقوم فكرة إجراء الانتخابات التمهيدية على أن تقدم الأحزاب السياسية المختلفة مرشحيها ليقوم الناخبون بالتصويت لمن سيمثلهم في الانتخابات العامة.

وإذا ألقينا نظرة على المرشحين المتنافسين، سنجد من بين مرشحي الحزب الديمقراطي عبدول السيد، وهو شاب نشيط، لديه أجندة مهمة، ويحظى باهتمام كبير، وقد أبلى بلاءً حسنًا، حيث كان يتحدث إلى الناس، وكان لديه الشجاعة لنزع تلك الوصمة التي حاول البعض لصقها به بسبب عقيدته الإسلامية. وهناك أيضًا السيد ثانيدار، وهو رجل أعمال من أصول هندية، لديه المال الوفير الذي يجعل اسمه يتردد على الألسنة.

وطالما كنت أقيس مدى نجاح إعلانات الانتخابات بتأثيرها على الأطفال، فابنتي ذات السبعة أعوام تظل تردد ( Shri for governor)، وتعني (شري لمنصب الحاكم)، وهذا يعني أن ذلك الرجل لديه حملة انتخابية رائعة تقوم بتوعية الناس عن من هو شري ثانيدار. أما جريتشين ويتمور فهي ابنة المؤسسة ولديها خلفية سياسية، وبالتالي نرى أن الحزب الديمقراطي قدم مرشحين إما لديهم خلفية سياسية، أو مرشحين جدد مثل عبدول السيد وشري ثانيدار.

أما عن مرشحي الحزب الجمهوري فكلاً من بيل شويت وبرايان كيلي على رأس قائمة المرشحين. وبالنسبة للجانب الجمهوري فالرئيس ترامب هو من بيده أن ترجيح كفة المرشحين. فإذا فاز مرشحه بمنصب الحاكم، سيوضح لنا هذا مدى تأثير الانتخابات الرئاسية التي عقدت في 2016 وتأثير الرئيس ترامب على الانتخابات. ولكن في حال فشل مرشحه في الفوز، سيوضح لنا هذا أن الناس في ولاية ميشيجان لا يدعمون الرئيس ترامب. وهو الأمر الذي سيؤثر حتمًا على انتخابات نوفمبر.

فائز عربي

* أستاذ عماد حمد، كيف ترى حظوظ المرشحين بالنسبة لمنصب حاكمية الولاية؟

** أعتقد أن الأساس في الانتخاب هو الكفاءة، ويمكن اتخاذ مقياس الحكم والتصويت على أساس عرقي أو ديني. فأنا أعتقد أن عبدول السيد من المرشحين المختلفين في الجانب الديمقراطي من المعادلة، وأعتقد أنه خلق حالة من الحراك الشعبي المميز، وبالنسبة لي أعتقد أنه حقق انجازًا كبيرًا، وهو بالفعل فاز، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، لأنه خلق حالة كسر بها جدار الديانة والهوية والأصول العربية والإسلامية، التي طالما كانت تشكل عائقًا انتخابيًا خاصة على هذا المستوى.

وفي تقديري أن ما سيحصل عليه الدكتور عبد الرحمن السيد من عدد الأصوات الانتخابية، سيكون أحد المعايير لقياس مشاركة الجالية العربية والإسلامية بشكل خاص. لأنه إذا لم تعطي كل تلك التصريحات والكلمات الرنانة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أي نتيجة ايجابية فهذا مؤشر ليس جيدًا،  فنحن نتحدث عن ولاية ميشيجان وليس مقاطعة أو مدينة.

وأرى أن الدكتور عبد الرحمن نموذج ناجح، من شأنه أن يعطي دفعة أمل لأبناء الجالية العربية في السنوات القادمة، فلقد أثبت أن الهوية العربية والإسلامية لن تكون عائقًا بعد ذلك. ولهذا السبب بالذات تتجه أعين العالم، وحتى وسائل الإعلام على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها علي ولاية ميشيجان. والرئيس ترامب نفسه تدخل بشكل مباشر لدعم مرشحيه في هذه الانتخابات، وهو ما يوضح أن تصويت أبناء الجالية في غاية الأهمية.

وأود أن أقول إننا نضرب أرقامًا قياسية إذا تعلق الأمر بالتجمهر ورد الفعل، ولكن لا نقوم بواجبنا عندما يأتي الوقت المناسب لتصحيح المسار واختيار المرشحين الأفضل القادرين على التغيير في النهج السياسي ومواجهة التحديات. لذلك أرى أننا أمام فرصة تاريخية، وعلى الجميع المشاركة بشرط ألا يكون التصويت على أساس قبلي، تعصبي، عربي، مسلم، أو إلى آخره، فينبغي أن يكون الاختيار بناءً على الكفاءة، وأن نتذكر جميعًا حديث الرسول عليه الصلاة والسلام :”خيرُ النَّاسِ أنفَعُهم للنَّاسِ”.

مجلس الشيوخ

وعن أهم المرشحين لمقاعد مجلس الشيوخ يقول الإعلامي خليل هاشم أن السباق الانتخابي لهذا المجلس لا تقل أهميته عن انتخابات الكونغرس الأمريكي، حيث يتنافس مرشحان عن الحزب الجمهوري وهما ساندي بينسلر وجون جيمس اللذان يواجهان السيدة ديبي ستيبونا عن الحزب الديمقراطي، والتي ظلت في المنصب، والمرشحان عن الحزب الجمهوري يحاولان استخدام تأثير الرئيس ترامب في المنطقة واستغلال ذلك.

ويوضح خليل أنه في خلال انتخابات 2016، ترك عدد كبير من الديمقراطيين البيض حزبهم، ونخشى أن يتكرر هذا المشهد في تلك الانتخابات، لأن ذلك سيعني أنه بحلول 2020 سيفعلون نفس الشيء ويقومون بالتصويت لصالح الحزب الجمهوري بدلاً من الديمقراطي.

وأضاف أن تلك الانتخابات ستكون بمثابة اختبار جيد لمعرفة تأثير الرئيس ترامب في المنطقة. ويحاول المرشحون تشجيع الناخبين على الاشتراك في تلك الانتخابات ومعرفة النقاط الضعيفة لتجنبها أثناء الانتخابات العامة.

وتختلف تلك الانتخابات عن انتخابات نوفمبر لأن الناخب فيها إما سينتخب لائحة الحزب الديمقراطي وينوع فيها، أو يصوت لمرشح واحد فيها، ونفس الشيء بالنسبة للائحة المرشحين الجمهوريين. ولا يجوز أن يخلط بين لائحة الديمقراطيين والجمهوريين وإذا قام الناخب باختيار أسماء من اللائحتين يتم إلغاء صوته وكأنه لم يصوت.

فوائد المشاركة

* ما الذي سيستفيد منه الناخبون عند التصويت؟

** تعتبر ممارسة حق التصويت الانتخابي في الولايات المتحدة من أسهل ما يكون، وإذا احتاج الشخص إلى مساعدة فسيجد من يساعده. المسألة بسيطة جدًا وواضحة، ولا تستغرق سوى دقائق حتى وإن كان الناخب لا يجيد اللغة الانجليزية. ومن يتوجه إلى لجان الاقتراع سيعرف جيدًا لمن سيعطي صوته.

والمشكلة لا تكمن في هؤلاء الذين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع، وإنما في الغالبية الصامتة التي يمكن أن تكون جزءًا فعالاً من تلك العملية، هؤلاء الذين يرون الانتخابات وكأنها شيء تقليدي لن يقدم شيئًا جديدًا، وهذا المنظور حملناه معنا نحن كعرب من أوطاننا.

وبالنظر إلى تاريخ الانتخابات التمهيدية الماضية فقد وجدنا أن بعض المرشحين ربحوا الانتخابات بنسب أصوات قليلة جدًا، فهناك انتخابات كان الحد الفاصل لفوز المرشح الأفضل لمصالحنا هو عدد قليل من الأصوات، وإذا نظرنا إلى العدد الغائب عن المشاركة سنرى كيف أهدرنا الفرصة في اختيار هذا المرشح. وللأسف بعد نتيجة الانتخابات نشعر بالندم، فمن يذهب إلى صناديق الاقتراع هو من لديه قوة القرار ونحن بعدم اشتراكنا نسمح للآخرين بأن يقرروا من يفوز بالنيابة عنا.

سباق ساخن

* أستاذ عادل معزب.. ما هي المقاعد المتبقية؟

** بالنسبة لولاية ميشيجان، فهي تضم 110 ممثل في مجلس النواب و36 في مجلس الشيوخ. وهناك 15 مرشح عن الدائرة الرابعة التي تضم مدينة هامترامك وأجزاء من مدينة ديترويت وهالين بارك من أبرزهم أيزك روبنسون، وهو ابن العضوة الحالية، وسعد المسمري عضو مجلس مدينة هونترامك، وريكو رازو مدير دائرة في ديترويت، بالإضافة إلى العديد من المرشحين الآخرين الذين يتميزون بالتنوع العرقي.

وفي نفس المنطقة هناك أكثر من 10 مرشحين لمجلس الشيوخ للدائرة الثانية في مدن مقاطعة واين الخمسة وجزء كبير من مدينة ديترويت وهالين بارك، أبرزهم آدام هولير، الذي كان في إدارة عمدة مدينة ديترويت، وبرايان بانكز وهو عضو مجلس نواب سابق قدم استقالته بسبب قضايا فساد، وهناك إبراهيم عياش وهو شاب يمني أمريكي من مدينة هامترامك حاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة ميشيجان ستيت، وجورج كويشنبيري عضو مجلس ديترويت البلدي السابق.

وهناك سباق كبير ساخن في انتخابات مجلس الشيوخ في الدائرة الثالثة بين جيري ورنشاك الذي هو الآن رئيس مفوضية مقاطعة واين، وأيضا الممثلة في مجلس نواب ميشيجن سلفيا سونتانا. أما في الدائرة الثالثة عشر لمقاطعة واين  يترشح لها برايان ستون، وهو صحفي وناشط في مجال العلاقات العامة، وسبق له أن ترشح لمجلس نواب ولاية ميشيجان ولكنه لم يفز، وهناك العربي الأمريكي من أصل لبناني سام بيضون.

الإعلام العربي

* نأتي إلى زميلنا رفعت عبيد وضيفه الأستاذ ماهر عبد القادر، وهو أحد قيادي الجالية الفلسطينية والعربية في نيويورك، وعمل مع المرشحة رشيدة طليب في المنطقة الثالثة عشر. ونعلم أن الانتخابات في نيويورك ستبدأ في الشهر القادم سبتمبر، ولكن يلفت الانتباه التعريف بالمرشحين في الانتخابات هم من أصول عربية، ولكن الحقيقة هم لا يهتمون بالإعلام العربي الموجود داخل أمريكا، فثلاثة مرشحين من ميشيجان قدموا إلى نيويورك لجمع التبرعات ولم يعلم بهم أحد.

أستاذ ماهر أنت كمشارك في الحملة الانتخابية للسيدة رشيدة طليب، ما هو سبب عدم اهتمامكم بالإعلام العربي للتعريف بهؤلاء المرشحين؟

** الجالية العربية والإسلامية في الولايات المتحدة هي جالية مستنيرة ومثقفة، ولديها إمكانيات هائلة، ولكن تفاعلها مع الساحة ليس على قدر حجمها، وبالنسبة للمرشحين العرب بشكل عام نجد في تلك الانتخابات لأول مرة 310 مرشح على مستويات مختلفة في الساحة الأمريكية الذين فازوا في المراحل الأولى، والآن ينتقلون إلى مراحل أخرى. وهذه الظاهرة القوية الايجابية يجب أن تقوم الجالية العربية بدعمها، فهي الجالية الوحيدة التي يتم تشويه وجودها وإمكانياتها.

رسالة هامة

* عادل معزب … رسالة توجهها إلى الشباب الأمريكي؟

** في عام 2016 أثبت الشباب وجودهم بإعطاء ولاية ميشيجان إلى السيناتور بيرني ساندرز، وأعتقد أن مجتمعنا في هذه المرحلة يعاني الأمَرّين عندما لا نذهب في الانتخابات النصفية العامة 2016 للتصويت. فهذا التصويت هو وسيلتنا في الدفاع عن أنفسنا ومستقبلنا، وفرصتنا لنقول نحن هنا، فكل أنظار السياسيين علينا الآن.

* وما هي رسالة عماد حمد إلى الجالية العربية؟

** المقياس الحقيقي لكلماتنا وتصريحاتنا هو التصويت، فقيمتنا كجالية عربية سيتم تحديدها وفقًا لحجم الأصوات الانتخابية .

للمتابعة عبر ال Soundcloud

 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

وللمتابعة عبر اليوتيوب :

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى