الراديو

لماذا غضبت أم كلثوم من رياض السنباطي؟.. وكيف خضعت له في “الأطلال”؟

يقدمها المؤرخ الفني: وجيه ندا

متابعو راديو صوت العرب من أمريكا في كل مكان، أهلاً ومرحبًا بكم في حلقة جديدة من برنامج “حكايات فنية جدًا”، ونجمنا اليوم هو الملحن المصري الكبير الموسيقار “رياض السنباطي”.

هو واحد من الموسيقيين المبدعين، فهو قامة فنية كبيرة تنتمي إلى جيل العمالقة، وهو أحد أبرز أسماء الموسيقى العربية عامة والمصرية تحديدًا، وقد ارتبط بعلاقة صداقة خاصة جدًا مع كوكب الشرق أم كلثوم، التي لحن لها عددًا كبيرًا من الأغنيات الهامة، وحصدا نجاحها معًا، وقد واستمرت هذه الصداقة قرابة 40 عامًا، إلا أن هنا كما عكر صفو هذه العلاقة لمدة 4 سنوات، وهو ما سنتعرف عليه خلال هذه الحلقة من برنامج “حكايات فنية جدًا”، والتي نسرد لكم فيها أهم المحطات في حياة الموسيقار الكبير رياض السنباطي، كما يرويها لنا المؤرخ الفني “وجيه ندا”.

بداية فنية

اسمه الحقيقي محمد رياض محمد السنباطي، من مواليد فارسكور عام 1906، وقد عمل في فرقة والده الخاصة بالسهرات الدينية والموشحات، مثلما عملت أم كلثوم مع والدها، حيث كانت الفرقة تذهب إلى جميع أرياف مصر.

وعمل رياض السنباطي في بداية حياته مديرًا فنيًا لشركة أوديون للأسطوانات في مواسم 1934 و1935، وغنى من ألحانه العديد من المطربين، مثل عبد الغني السيد ونجاة علي وأحمد عبد القادر.

خلافه مع السروجي

وتمر السنين، وفي عام 1936 كان أول أفلام أم كلثوم “وداد”، وغني في أحداث الفيلم المطرب عبده السروجي، حيث غنى من ألحان رياض السنباطي لحن “على بلد المحبوب وديني” صوت وصورة، من هنا أعجبت أم كلثوم باللحن، وطلبت من رياض السنباطي أن يسجله ويطبعه بصوت أم كلثوم على أسطوانات، وبالطبع نفذ رياض السنباطي طلب أم كلثوم من أول مرة، وهذا كان سبب الخلاف بين عبده السروجي والسنباطي طيلة حياتهم الفنية، ولم يتعاملا مع بعضهم البعض.

غضب أم كلثوم

كما حدث خلاف بين أم كلثوم والسنباطي في عام 1962، عندما قدم رياض السنباطي لحن “يا ناسيني وأنا عمري ما أنسى حبك” للمطربة شهرزاد، وصاحبها بالعود على المسرح، مما أغضب أم كلثوم، واستمر الخلاف حوالي أربع سنوات، وقد عللت أم كلثوم غضبها من السنباطي بأنه لم يصاحب أم كلثوم بالعود على المسرح، ومع ذلك صاحب هذه المطربة الجديدة.

مشكلة الأطلال

وبعد الصلح عاد التعاون بين أم كلثوم والسنباطي، وعرضت عليه قصيدة الأطلال، وبعد فترة عرض السنباطي على أم كلثوم اللحن لكنها اعترضت على الكوبليه الأخير”لا تقل شئنا فإن الحظ شاء”، وكان سبب اعتراضها أن الطبقة عالية وطلبت منه تعديلها فغضب السنباطي غضبًا شديدًا، ورمى العود، وخرج من عند أم كلثوم رافضًا التعديل، وصمم على أن تغنيها أم كلثوم بدون تعديل فوافقت لأنها تتعامل مع ألحانه من 40 عامًا.

أشهر ألحانه

وكما غنت أم كلثوم لرياض السنباطي، فقد غنى له العديد من المطربين الكبار، مثل إبراهيم حمودة في “دويتو أنا وأنت ” مع أم كلثوم في فيلم “عايدة”، وغنى عبد الغني السيد من ألحانه  “آه من العيون”، وغنى عادل مأمون أيضًا من ألحانه “كنز الهنا” من نظم مأمون الشناوي، كما غنى له عبد الحليم حافظ دويتو “لحن الوفاء” مع شادية، وغنى له عبد المطلب “مخاصمنا ومش بيكلمنا”، كما غنت له المطربة فايدة كامل “اتصالحنا أنا وانت”، وهو أول كتابات المؤلف مصطفى الضمراني.

أحسن موسيقى في العالم  

فاز السنباطي بجائزة أحسن موسيقى في العالم عام 1977، حيث قالت عنه لجنة التحكيم بمنظمة اليونسكو والمجلس الدولي للموسيقى، إنه استطاع التعبير بلغته الموسيقية الوضاءة عن مشاعر الشعب العربي وأفكاره وآماله في كل مكان، بأصالة متناهية، قلما توافرت عند غيره، فهو الوحيد الذي لم يتأثر بأي موسيقى أجنبية، وقال عنه محمد عبد الوهاب لو لم يغني السنباطي غير قصيدة “أشواق” لَحَقّ له أن يُعتبر مطربًا كبيرًا.

تكريم ورحيل

وقد منحه الرئيس الراحل السادات في حياته الدكتوراة الفخرية، وقدم له شهادة من اليونسكو كأعظم موسيقار خدم الموسيقى.

وفي هدوء تام رحل الموسيقار رياض السنباطي عن عالمنا في يوم الأربعاء 9 سبتمبر من عام 1981، عن عمر يناهز 75 عامًا.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى