الراديو

لماذا ظهرت أسمهان بصوتها فقط في الأفلام.. وما حقيقة حادث وفاتها؟

حكايات يقدمها المؤرخ الفني: وجيه ندا

 متابعو راديو صوت العرب من أمريكا في كل مكان، أهلاً ومرحبًا بكم في حلقة جديدة من برنامج “حكايات فنية جدًا”، والتي ستكون نجمتها اليوم الفنانة والمطربة الشهيرة “أسمهان”.

هي مطربة وممثلة سورية، اسمها الحقيقي “أميلى فهد فرحات إسماعيل الأطرش”، وهي من عائلات الأطرش المعروفة، والموجودة في جبل الدروز الواقع بين سوريا ولبنان.

عاشت طفولتها في سوريا، وعندما بدأت الثورة السورية الكبرى انتقلت إلى مصر، وبدأت فيها وبين أهلها مشوارها الفني، وقد حصلت على الجنسية المصرية، لكنها  فقدتها بعد زواجها من ابن عمها الأمير حسن الأطرش.

وقد انتهت حياتها في عمر الـ 32 عامًا في مصر، وذلك بسبب حادث غامض دارت حوله الكثير من الشكوك، وأشارت أصابع الاتهام إلى أشخاص بعينهم، وبُنيت الكثير من النظريات عن سبب هذا الحادث.

برنامج “حكايات فنية جدًا” يسرد لكم أهم المحطات في حياة الفنانة أسمهان، كما يرويها لنا المؤرخ الفني “وجيه ندا”.

مشوار فني

بدأت أسمهان مشوارها الفني في مصر، وهي أخت الفنان فريد الأطرش، الذي أخذ بيدها لعالم الفن، ولحن لها الكثير من الأغنيات، كما جعلها نجمة غناء لامعة وسط مجموعة من الفنانات الشهيرات في هذا الوقت، مثل أم كلثوم ونجاة على وليلى مراد.

وقد تزوجت أسمهان من ابن عمها الأمير حسن الأطرش، وأنجبت منه ابنتها “كاميليا” التي ما زالت موجودة على قيد الحياة.

بداية بالصوت

ومن شدة حبها للفن تركت أسمهان جبل الدروز، ورحلت إلى مصر، وظهرت في عدد من الأفلام بصوتها فقط، وبصورة مطربات أخريات، حتى لا يعلم أهلها في جبل الدروز أنها احترفت الفن.

وقد كان أخوها فريد الأطرش موجودًا قبلها على الساحة الغنائية والفنية، وكان يعمل مع “بديعة مصابنى” صاحبة  أكبر محلات الغناء في مصر، ومعه الملحن السكندري محمود الشريف، حيث غضب فريد منها غضبًا شديدًا بسبب تركها الجبل وامتهانها للغناء، لكنه أقتنع فيما بعد بضرورة تواجدها في الساحة الفنية، وبالذات في القاهرة.

وحتى تأتي أسمهان إلى القاهرة كان يجب أن تقترن بشخص مصري لتحصل على الإقامة، وقد اقترنت بأكثر من فنان وكاتب مصري، منهم  الصحفي محمد التابعي، والمطرب فايد محمد فايد، والمخرج أحمد سالم.

الملك نازلي

أحبت أسمهان “أحمد حسنين باشا” ياور الملك، والذي كانت تحبه أيضًا الملكة نازلى والدة الملك فاروق، وكانت تقابله بقصره، وهو مكان قسم الدقي بالقاهرة الآن،  وأرادت الملكة نازلي الكيد لأسمهان فمنحت “أم كلثوم” وسام الكمال، ووافقت على عقد قرانها من أخوها شريف صبري في حفل عام بالنادي الأهلي، وذلك يوم 14/6 عام 1944، وذلك قبل شهر من وفاة أسمهان.

المكيدة

وفى ذلك الوقت كانت أم كلثوم تقدم المعونات لأهلها بجبل الدروز، والتي كانت تحصل عليها من الإنجليز والألمان، وقد شك الألمان والإنجليز أن تكون أسمهان جاسوسة للفرنسيين، فدبروا لها مكيدة، وجاءوا لها بسيارة ألماني كانت ملك تحية كاريوكا، وسائق من طرفهم، وطلبوا منه توصيل أسمهان ووصيفتها ماري قلادة إلى رأس البر، وذلك بعد استئذان يوسف وهبي لأنها لم تكمل فيلم “غرام وانتقام”.

نهاية الرحلة

**- وبالفعل صباح يوم الجمعة أخذت أسمهان السائق ووصيفتها ماري قلادة، وفي الطريق عندما وصلوا إلى طلخا (مدينة مصرية بالقرب من القاهرة)،أغلق السائق الأبواب عليها وقفز من السيارة، وعندما سألوا تحية كاريوكا لماذا ذهبت إلى المشرحة، هل من أجل سيارتك أم من أجل أسمهان، فقالت لهم بالتأكيد من أجل أسمهان.

وبعدها لم يتكلم فريد الأطرش طوال حياته الفنية عن أسمهان، وكأن شيئا لم يحدث         .

وهكذا غادرت أسمهان عالمنا وتركت لنا ابنة من الأمير حسن في جبل الدروز تسمى كاميليا، ومازالت ابنتها على قيد الحياة وتعيش في لبنان.

قال عنها يوسف وهبي بعد رحيلها :” يجب أن نترحم على هذه الفنانة التي فقدنا برحيلها موردًا هائلًا من موارد النجاح في السينما العربية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى