الراديو

كيف نتجنب تأثير مرض السكري على صحة العيون؟

السكري يتسبب في حدوث 12% من حالات العمى في العالم سنويًا

د. عبادة الزحيلي: السكري مرض خارج السيطرة وربع سكان العالم مهددون بالإصابة به

د. سعيد عيسى: إهمال زيارة طبيب العيون يزيد المشاكل ويجعل من الصعب علاجها

قدمت الحلقة: ليلى الحسيني- أعدتها للنشر: مروة مقبول

يتسبب مرض السكري في حدوث العديد من المضاعفات على الجسم، وبصفة خاصة على العين، حيث يُعد أحد أكثر الأسباب شيوعًا لفقدان البصر، وذلك نتيجة لمضاعفات هذا المرض على العين بشكل مباشر، مثل إصابة شبكية العين بالاعتلال، والمياه البيضاء والمياه الزرقاء.

ويؤكد الأطباء أن اكتشاف تأثير مرض السكر على العين مبكرًا واتخاذ الخطوات العلاجية المناسبة، يحد كثيرا من المضاعفات التي قد تصيب العين، وذلك من خلال متابعة فحص قاع العين دورياً للتأكد من سلامة الإبصار.

في حلقة جديدة من برنامج “سوا على الهوا” استضافت الإعلامية ليلى الحسيني كلاً من الدكتور عبادة الزحيلي، أخصائي أمراض الغدد الصماء والسكري، والدكتور سعيد عيسى، أخصائي طب وجراحة العيون، حيث ناقشت معهما موضوع تأثير مرض السكري على صحة العيون، وسبل الوقاية والعلاج.

مرض خارج السيطرة

* نبدأ معك دكتور زحيلي، هناك إحصاءات تشير إلى أن مرض السكري يتسبب في حدوث 12% سنويًا من نسبة الإصابة بالعمى في العالم، فما تعليقك على هذه النسب؟

** مرض السكري مرض خطير جدًا، وينتشر بشكل كبير، وهو المرض الوحيد تقريبًا في أميركا وفي أنحاء العالم الذي لم تتم السيطرة عليه، وتوقعاتي أنه سيكون هناك 80 مليون شخص قد أصيبوا بالسكري في الـ 20 سنة القادمة، وسيكون هناك نسبة من 20 إلى 25% من سكان العالم قد أصيبوا بالسكري.

فإذا ألقينا نظرة على الموقع الالكتروني الخاص بمعهد “السيطرة على الأمراض Center of Disease Control “، أو ما يسمي بالـ  “CDC” فسنجد أن هناك رسم بياني بالأمراض يوضح أمراضًا تتحسن طرق علاجها، وأمراضًا تزيد خطورتها، حتى أن بعض السرطانات أصبح لها نسب شفاء، وهناك تحسن فيما يتعلق بأمراض القلب ومعظم الأمراض، إلا أن مرض السكري هو المرض الوحيد الذي تزيد خطورته بنسبة كبيرة جدًا.

خطورة المرض

والمشكلة أن المريض في الغالب لا يفهم خطورة هذا المرض، وتأثيره على أعضاء الجسم على المدى الطويل، بالإضافة إلى أن هذا المرض في بعض الأحيان لا يكون له أعراض واضحة. والسكري مرض صعب تحديده، فهو يُحدّد من خلال رقم معين، وهذا الرقم هو تخزين السكر على مدة 3 أشهر، وهو السكر الصباحي.

وإذا كانت هذه الأرقام مضبوطة فليست هناك مشكلة، أما إذا لم تكن مضبوطة فإنها ستؤدي إلى حدوث مضاعفات منها فقدان البصر أو بتر الأرجل أو الفشل الكلوي أو الجلطة القلبية أو الدماغية.

وهذه المضاعفات الخطيرة كلها يمكن تجنبها بسهولة، وذلك من خلال ضبط نسبة السكر في الجسم. فعلى سبيل المثال السكر ليس المسبب الأول لفقدان البصر في الولايات المتحدة، لكنه السبب الأول في الفشل الكلوي وبتر الأرجل، فهو يلعب دورًا رئيسيًا في العديد من الأمراض، ومشكلته تكمن في أن معدل السكر قد يكون عاليًا عند الإنسان ولا يشعر بالأعراض إلا متأخرًا، ومن المهم أن يشعر المريض بأهمية هذا المرض، لأنه إذا سيطر عليه سيستطيع السيطرة علي باقي الأمراض الخطيرة، والسؤال الأهم هو كيف يمكن الوقاية من هذه المضاعفات

السكر وأمراض العيون

* دكتور عيسي، هناك دراسة صدرت هنا في الولايات المتحدة تقول إن عدد المكفوفين في العالم حاليًا بين 30 إلى 35 مليون شخص، فهل هذه الأعداد صحيحة برأيك، وهل للسكري دور في زيادتها بهذا الشكل؟.

** عندما تحدث بعض أمراض العيون المتعلقة بمرض السكري لا يشعر الإنسان بأعراض ما يحدث بالعين إلا بعد فترة، فهناك نوعين من السكري هما السكري الأول Type1 والسكري الثاني Type2، وقد أثبتت الدراسات أنه في نوع السكري الأول فإن 99% من المصابين سيعانون بعد مرور 20 سنة من أمراض بالعيون، وفي نوع السكري الثاني فإن أكثر من 60% سيعانون بعد 20 سنة من نفس الأمر.

وطبعا التأثير التدريجي على العين يمكن أن يحدث بأكثر من طريقة، ولكن الطريقة الأساسية هي عدم السيطرة على السكري، والتي قد تسبب خطأً في قياس النظر.

فعلى سبيل المثال، عندما يذهب المريض إلى طبيب العيون ويقوم بعمل قياس للنظر لعمل نظارة، وعند استخدامه لتلك النظارة بعد أسبوعين أو ثلاثة يشعر بأنها ليست مناسبة له، والسبب الرئيسي هنا ليس خطأ اقترفه الطبيب عند قياس النظر، ولكن اختلاف مستوى السكر وتأثيره على العين خلال هذه المدة.

وأنا كطبيب عيون دائمًا أسأل المريض الذي يأتيني: ما هو رقم تخزينك، فأهمية هذا الرقم لا تقل عن أهمية أي رقم آخر مهم في حياة المريض، فهو يدل على مدى سيطرته على المرض،  وبالتالي تجنب أمراض العيون والكلى وغيرها من الأمراض.

ويجب أن ندرك أن شبكية العين من المناطق الحساسة، ويمكن مقارنتها بالفيلم الموجود داخل كاميرا التصوير والتي لا تعمل بدونه. ومن ضمن أمراض الشبكية “سيلان شريان في قاع العين”، ووجود أورام بمناطق حساسة بالشبكية. وتوجد الآن أدوية خاصة لعلاج أمراض قاع العين، من ِشأنها أن تعوض تلك المادة التي تفرزها العين وتتوقف بسبب تأثير مرض السكري.

علاجات جديدة

* دكتور زحيلي، اكتشف الباحثون مؤخرًا علاجين جديدين يساعدان في تقليل خطر تدهور البصر وفقدانه لدي الفئة الأكثر تعرضًا للعمى بين مرضى السكري في الفئة الثانية، وهو اكتشاف يعتبر الأكبر من نوعه حتى هذه اللحظة، هل لك أن تطلعنا على هذا الأمر؟

** هناك دراسات عديدة في مجال مرض السكري، وطرق عدة لعلاج  معظم الآثار الجانبية له، وبصفة خاصة تأثيره على بنية الأوعية الدموية للعين، وهو ما يؤدي لما يمكن أن نصفه بالتسرب أو السيلان في شريان الدم بقلب العين، ويؤدي أيضًا إلى حدوث أورام في المناطق الحساسة بالشبكية والنزيف وتسرب في أوعية العين نفسها.

ونتيجة لذلك سيحدث عدم تركيز في العين، ويمكن أن يتطور الأمر إلى العمى، ولكن تلك العملية تتطور إلى حالات أسوأ، حيث يمكن أن يفقد المريض النظر كله وأيضًا القرنية. فإذا تخيلنا القرنية كفيلم في كاميرا، فبدون هذا الفيلم لا يمكنك أن تستخدم الكاميرا، ونفس الأمر بالنسبة للعين، فالقرنية هي واحدة من المفاتيح الأساسية لتمكينك من رؤية ما تراه.

وفي إحدى الدراسات المتعلقة بالموضوع قام الباحثون باستخدام الليزر ليبطئوا من فقدان النظر في النوع الثاني من السكري. والشيء الثاني الذي أريد أن أتكلم عنه هو مركب الـ vegf، وهو مركب يتم إفرازه في العين نتيجة لتأثير السكري، والآن توجد أدوية نقدمها بقاع العين تعالج وتخفف كل الأسباب المتعلقة بالسكري في العين، فهذه الأدوية تعمل ضد الـ vegf.

وهذه الأدوية تم استخدامها أولاً وثبت أنها تفيد العين، والآن أكثر أطباء العيون، وبالتحديد في مجال الشبكية، يستخدمون هذه الأدوية بقاع العين لأمراض السكري، والتي تسبب التورم بالشبكية والسيلان الذي يحدث في الشريان بالشبكية.

أهمية الاكتشاف المبكر

* دكتور زحيلي أريد أن أسالك سؤالاً من الأسئلة التي وردتني.. وهو كيف يمكن أن نسيطر علي تأثير مرض السكري على الإصابة بالعمى، وكيف يمكن للمصاب بالسكري أن يتجنب خطورة فقدان بصره أو إصابته بأي من الأمراض الأخرى بسبب السكري؟

** دكتور عيسي تحدث عن الأمراض التي تحدث للعين، والمضاعفات التي نتكلم عنها مثل نزيف الشبكية وتطوراتها بدرجاتها المختلفة. فأنا مثلا أقابل خلال اليوم 30 أو 40 مريضًا من مرضى السكري، وأسألهم: هل ذهبت إلى طبيب عيون؟، فيجبيني: نعم منذ أربع أو خمس سنوات وأخبرني أن كل شيء جيد، فأقول له: لما لم تذهب كل سنة؟، فيقول لي أنه لم يشعر بشيء يستدعي ذهابه للطبيب.

فالنقطة المهمة هنا هي لماذا ينتظر المريض حتى يشعر بشيء، فالسكري يمكن الوقاية من أضراره إذا تم اكتشافها في بدايتها، ولكن عندما تزيد المضاعفات يكون من الصعب علاجها. وهنا تجد المريض يشتكي ويقول إن حالة عينه ساءت، وعندما يذهب إلى طبيب العيون يقول له أن الأمر يتطلب إجراء عملية، وطبيب آخر ينصحه باستخدام الليزر وهكذا، فيكون ردي أن هذا الأمر لم يكن ليحدث لو كان ذهب إلى طبيب العيون منذ فترة طويلة قبل أن تحدث كل هذه المضاعفات.

فلو كان هناك مثلا نزيف بسيط مثل نقطة في شريان العين يستطيع طبيب العيون علاجه بشكل سهل بالليزر أو باستخدام القطرة، ولكن عندما ننتظر حتى تصبح النقطة 100 نقطة سيصعب علاجها، خاصة أننا نتكلم عن موضوع حساس جدًا وهو العين، فكلما زاد المرض كلما زادت الخطورة.

وهناك شيء أسميه glucose toxicity  و glucose memory ، فالجسم يملك ما يسمي بذاكرة للسكري، فعندما يظهر السكري يرتب في الجسم أشياء تسمي بالبروتينات السكرية، مثل الهيموجلوبين الذي نقيس من خلاله معدل السكر، ولكن بمجرد ارتفاع السكر تتكون تلك البروتينات السكرية وتهاجم الجسم كله، وبعد فترة يشعر المريض أنه قد ضبط سكره، ولكن الحقيقة أن تلك البروتينات مازالت موجودة في الجسم تهاجم العين والأعضاء والكلي.

الوقاية خير من العلاج

ويجب أن نؤكد هنا أهمية الوقاية وزيارة الطبيب بشكل متكرر، وخاصة أننا في الولايات المتحدة لا نتحمل تكلفة لمجرد زيارة الطبيب، فمعظم الزيارات الوقائية مغطاة بالتأمين. فمثلاً عندما تذهب إلى طبيب الأسنان وينصحك بأن تأتي كل ثلاثة أو أربعة أشهر لتنظيف أسنانك فيتعين عليك أن تذهب إليه حتى لو دفعت شيئًا بسيطًا، ولا تنتظر حتى تفقد أسنانك، أو حتى يخبرك أنك تحتاج إلى زراعة أسنان. فالتكلفة المدفوعة هنا في التنظيف والوقاية ستزيد عشرات الأضعاف عند معالجة الضرر.

فالوقاية تحمي من كل شيء ضار، وإذا كانت الأسنان يمكن تعويضها فإن الأعضاء التي يضرها السكري من الصعب تعويضها، لأنك لا تملك إلا كليتين ورجلين وعينين، لذلك فالضرر من زيادة السكر لا يمكن علاجه أو السيطرة عليه.

ويتعين على مريض السكري أن يزور الطبيب كل ثلاثة أشهر، ليعرف نسبة الهيموغلوبين وسعة التخزين لديه، والذي لابد أن يكون تحت الـ 7% دائمًا، ولا يجب أن يزيد السكر فوق الـ 90 صباحًا، وأن يكون تحت الـ 140 في وسط النهار. فإذا كان هناك خلل يجب أن يتم علاجه، لأن استمرار الخلل يمكن أن يسبب اضطرابات، فالمريض دائمًا يجب أن يقوم بتحليل الكولسترول وضبط مستوي الضغط، وزيارة طبيب العيون مرة على الأقل كل سنة، أو مرة كل 6 أشهر إذا كان هناك أي مشكلة، ويجب أن يزور طبيب القدم وطبيب الكلي، حتى لو كانت تلك الأعضاء سليمة.

فزيارة الطبيب تساعد على اكتشاف المرض مبكرًا، وبالتالي سيكون علاجه سهل جدًا، ولكن عندما لا نزور الأطباء إلا في مرحلة متأخرة بعد حدوث المضاعفات – وللأسف معظمنا يفعل هذا – فإن العلاج يكون صعبًا. وهناك مرضى أصيبوا بالمرض لمدة سبعين عامًا ولم يعانوا من أي مضاعفات، وأشخاص آخرين ظهرت لديهم أعراض خطيرة بعد عامين فقط من إصابتهم بالسكري.

الاستجماتيزم

* دكتور لدي سؤال من أحد متابعينا بمنطقة الشرق الأوسط يقول: ابني في العاشرة من عمره، واكتشفنا أن عنده إستجماتيزم وراثي، وأنا لا أريده أن يلبس النظارة؟ فهل هذا ممكن؟

** مستقبلاً سيكون هناك طريقة تجعله لا يرتدي النظارة، ولكن الاستجماتيزم يعتبر خطأ في النظر، ومن بين نسب ضعف النظر الذي يكون عند الإنسان العادي فإن 80 إلى 90% منه يكون بسبب الإستجماتيزم، ولكي أشرح هذا المرض بشكل سهل فه عبارة عن أن العين بدلاً من أن تأخذ شكل كرة (كروي) يكون شكلها بيضاوي، وتتراوح نسبة الاستجماتيزم وفقًا لدرجة نزوح شكل العين من الشكل الدائري إلى البيضاوي.

وهذه الحالات يتم علاجها باستخدام نظارة  أو بعدسات لاصقة مطابقة، أو مستقبلاً عن طريق تجليس سطح القرنية بالليزر. ولا يمكن أن نقوم بهذه العملية في عمر هذا الولد وهو 10 سنوات، ولكن يجب أن يكون في عمر معين، حيث تأخذ العين شكلها حتى سن الـ 18، ونقوم قبلها ببعض القياسات حتى نتأكد أن كل التغيرات في العين قد تمت، ثم يمكن بعدها أن نباشر بالعملية.

أعراض مهمة

* دكتور زحيلي.. كيف يشعر مريض السكري بتأثير المرض على العين، وما هي المضاعفات التي تستدعي أن يزور المريض بسببها طبيب العيون؟

** مثلما قلت سابقًا فإن مشكلة السكري أن مضاعفاته وأعراضه قليلة، فمثلا يمكن أن يذهب المريض إلى طبيب العيون إذا شعر بالتهاب، ويمكن أن يكون سببه هو السكري، لكن ليس في كل الأوقات، لأن هناك التهابات تكون أخطر وتأخذ وقتًا أطول، وفي بعض الأوقات تحدث مشكلة للشخص في النظر سواء بقرب أو بُعد النظر، وهذا يكون له علاقة بالعمر أكثر من تأثير السكري.

ولكن تأثير السكري علي العين يكون على الشبكية، والتأثير علي الشبكية لا يظهر له أعراض، ولكن بعد فترة طويلة يمكن أن يحدث ما يمكن أن نسميه نقطة سوداء تأتي وتذهب مع الوقت، أو يمكن أن يكون هناك عدم وضوح بالرؤية، ويكون هذا علي حسب مستوي السكر.

إذا فهناك أعراض بالعيون تحدث عند مريض السكري ولا يكون لها علاقة بالسكر، لذلك نحن ننصح مريض السكري ألا ينتظر حتى تظهر الأعراض بالعين، ومن الضروري أن يقوم بفحص ذلك عند طبيب العيون، لأنه حتى يتأكد من صحة كل الشرايين فإن الأمر يستلزم توسيع العين، ويكون هذا من خلال قطرة يضعها طبيب العيون، ويكون عنده جهاز معين يفحص كل الشرايين ويعطينا صورة للقرنية.

ومن الضروري أن يفصل المريض المصاب بالسكري بين طبيب العيون الذي يفحص من أجل تحديد نوع النظارات، وبين طبيب جراحة العيون الذي يمكنه معالجة المضاعفات طبيًا، وهذه نقطة مهمة جدًا.

نصائح هامة

* دكتور عيسى إذا أردنا أن نوجه أهم النصائح عن المضاعفات التي يمكن أن يواجهها مريض السكري بالنسبة للعين، وأهم الأمراض التي تصيب العين نتيجة ارتفاع السكر، وعدم التوجه للطبيب، فماذا تقول؟.

** أنا طبعًا تخصصي في العيون، لكن معي ماجستير في التغذية، ومن ضمن أي فحص أفحصه للمريض الذي يأتيني في العيادة أخصص وقتًا وأتكلم معه عن الوزن والتمارين، لأن السكري ينتشر بطريقة خطيرة، وسنجد أن انتشار السكري يكون قريبًا جدًا من انتشار زيادة الوزن، فقلة المحافظة على الوزن وعدم ممارسة الرياضة في رأيي هما السبب الرئيسي في عدم القدرة على السيطرة على السكري، فمهما أخذت من أدوية فالشيء الأساسي المطلوب هو أن تحافظ علي الوزن والتمارين الرياضية.

 الشيء الثاني هو عدم إهمال زيارة طبيب العيون والانتظار حتى تحدث مشاكل بالعيون، لأنه عندما تصل للمرحلة التي تشعر فيها بضعف في العين ستكون مرحلة متأخرة سنستطيع طبعًا علاجها، ولكن عندما يأتي المريض مبكرًا نستطيع وعلاج تلك المشاكل بشكل أفضل، ونحافظ على النظر أكثر.

استخدام الليزر

* دكتور عيسي هل كلمة الليزر تثير الرعب، لأن بعض الناس يخافون من استخدام الليزر على العين ويرون أنه شيء مستحيل؟

** عندما يتم استخدام الليزر من قِبل طبيب متخصص ولديه خبرة، فليس هناك داعي للقلق. فالليزر أصبح له استخدامات عدة لتصحيح العين ومعالجتها، وهناك أنواع كثيرة منه، فالليزر الذي نستخدمه في الأمراض السكرية يختلف عن الليزر الذي نستخدمه في تجليس سطح القرنية. والليزر عندما يُستخدَم في أيدٍ أمينة ومن ناس عندهم خبرة بهذه الأمور فسيكون آمن جدًا.

* إذا دكتور بعيدًا عن السكري، هل نستطيع في عملية تصحيح الإبصار أن نستغني عن النظارات باستخدام الليزر؟

** طبعًا، وهذا يتوقف على سن المريض الذي يختار العملية، فمن سن الأربعين أو أقل عندما تستخدم الليزر يكون عندك الإمكانية أن تنظر للأشياء البعيدة أو القريبة بكل راحة دون استخدام النظارة، أما بعد سن الأربعين فيكون عندك كمريض حرية الاختيار للطريقة التي تريد أن تستخدم بها العيون.

متابعة الطبيب

* دكتور زحيلي.. في النهاية أود منك ملخصًا لموضوعنا اليوم، وهو مرض السكري وارتباطه بصحة العين؟

**من المهم أن نعرف جيدًا أن مرض السكري لا يتم الشفاء منه، ولكن يمكن ضبطه، بمعني منع مضاعفاته، فإذا ضبطت السكر والتزمت بالحمية وبالرياضة وبجميع التعليمات فستضمن بإذن الله سلامة العيون والكلي وكل الجسم، فضبط السكر يمنع المضاعفات، ومن الممكن أن تكون مصابًا بالسكري لمدة 100 سنة، ولا يحدث لجسمك شيء، لأن السكر بجسمك مضبوط.

ولكن من الضروري أن نلتزم بالفحوصات من فحص القدم والعين والكلى والفحص السنوي، حتى للشخص الذي ليس عنده أي أعراض، ولا ننتظر حتى يحدث المرض وبعدها نحاول أن نصلح ونعالج، لأن وقتها سيكون العلاج صعبًا، فيجب أن نلجأ للطبيب قبل حدوث هذه الأعراض والمضاعفات.

* دكتور عيسي، ما هي نصيحتك لمريض السكري أو أي مصاب بمرض متعلق بصحة العين؟

** بالنسبة لصحة العين إذا شعر أي إنسان بخلل  في النظر يجب عليه الذهاب إلى طبيب العيون، ولكن علم الإنسان أنه مصاب بالسكري فيجب أن يزور دكتور العيون لعمل أول فحص لنرى وضع العيون، وبعدها تختلف فترات الزيارات من ستة أشهر إلى ثلاثة أشهر إلى شهر، لنري وضع العيون والتأثير عليها، وخصوصًا على الشبكية، ولكن على الأقل يجب على كل إنسان مصاب بالسكري أن يذهب مرة كل سنة إلى طبيب العيون لفحص الشبكية.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

لمتابعة الحلقة على اليوتيوب :

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

ولمتابعة الحلقة على  Sound Cloud :

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى