الراديوطبيبك الخاص

كيف تتخلص من الوزن الزائد وتحصل على طاقة إيجابية بعد الحجر الصحي

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

استضافت “الإعلامية ليلى الحسينى” الدكتورة “نسرين صوان” ضمن فقرة صحة وحياة، حيث ناقشت خلالها طرق التخلص من الوزن الزائد وبناء الجسم والعضلات والطاقة الإيجابية بعد الحجر الصحي، والأدوية والمكملات الغذائية اللازمة للتخلص من الوزن الزائد.

والدكتورة “نسرين نادر صوان”، هي أخصائية الأمراض العصبية وأمراض الصداع والآلام المزمنة وأمراض اضطرابات النوم، وأيضا مختصة بطب التجميل والليزر وعلاج السمنة.

السمنة مرض
* د. نسرين، نبدأ حوارنا معكِ هذا الصباح استكمالًا للحلقة السابقة، حول طرق التخلص من الوزن الزائد، فقد توقفنا في الحلقة السابقة عند فترة ما بعد الحجر الصحي، والخطوات التي يجب أن نتبعها، فماذا عن الأدوية والمكملات الغذائية للتخلص من الوزن الزائد؟، وهل هناك برامج توجهين عناية مستمعينا لاتباعها؟، أو وسائل أخرى يمكنهم القيام بها للتخفيف من تأثير الحجر الصحي والوزن الزائد الناتج عنه؟

** بداية فإن السمنة أو البدانة هى عبارة عن مرض، ويجب أن يتم النظر إليها على هذا الأساس، فهى مرض يجب أن يتم علاجه من خلال الطبيب، والبعض يلجأون إلى تقليل الأكل وعمل الريجيم بشكل شخصي بدون الاستشارة الطبية، وبالتالي فإن الوزن يقلّ لفترة زمنية معينة، ثم سرعان ما يعود بشكل أكبر مرة أخرى.

ويجب أن يعرف الناس أنهم عندما يخسرون وزنًا فإنهم يخسرونه من خلال الشحوم والعضلات، ولكن عندما يكسبون الوزن فإنهم يكسبونه من خلال الشحوم فقط، والتذبذب في النزول والزيادة في الوزن يعدّ مشكلة.

فالبدانة هو مرض معقد، تتداخل فيه عوامل كثيرة، ومن أهم هذه العوامل: مقاومة الأنسولين، أو وجود أدوية معينة يتناولها المريض، وقلة الرياضة، وقلة النوم، وهناك أمور كثيرة أخرى.

وقت الرياضة والنوم والأكل
* معنا سؤال من أحد مستمعينا، الأستاذ “رعد”، تفضل.
*** أنا أقوم بممارسة الرياضة في المساء يوميًا، أركب الدراجة وأمشي حوالي 3 أميال، ولكن عندما أعود للمنزل أتناول الطعام، فبماذا تنصحوني بالنسبة للوقت المناسب لممارسة الرياضة؟، وإذا جعت ليلًا.. ماذا أتناول حتى لا أكتسب الوزن الذي خسرته مرة أخرى؟

** دعونا أولًا نركز على موضوع الأكل ليلًا، لأنه لا يكون هناك فرصة للشخص كي يهضم هذا الأكل، فالنوم عقب الأكل مباشرةً من الأمور الضارة جدًا، وعلى الشخص أن يتأكد أنه سينام فترة معقولة وكافية، والتي هى من 8 إلى 9 ساعات، وأنا شخصيًا أفضّل أن يكون الأكل في حدود الساعة السادسة أو السابعة مساءًا، وبعدها يعطي الشخص فرصة لنفسه كي يرتاح.

بالنسبة للرياضة.. فالرياضة الصباحية طبعًا أفضل، وإذا أراد أن يلعب رياضة في المساء، فيجب أن تكون قبل 3 ساعات على الأقل من النوم، لأن الرياضة قبل النوم مباشرة يمكن أن تسبب القلق وتحرمه من النوم، وأكرر أنه إذا كانت هناك مشكلة تتعلق بالبدانة، فيجب أن يتم الأمر تحت إشراف طبيب.

أغذية المساء
* د. صوان؛ ما الذي يمكن للشخص أن يتناوله في المساء بحيث لا يؤثر على نظامه الغذائي؟

** هناك الكثير من الأشياء التي يمكن تناولها في المساء، وأنا ضد تناول الكربوهيدرات في المساء، وكذلك الأشياء التي تحتوي على نشويات وسكريات، من الممكن للشخص أن يتناول خضروات مثل: الخيار والفلفل والباذنجان وغيرها، أو يحصل على مشروب أخضر به بقدونس أو نعناع أفضل من تناول الكولا أو مشروبات الطاقة.

يمكن تناول البروكلي أو الخس أو الأفوكادو أو البطيخ وغيرها من الأمور الصحية، ويجب الابتعاد تمامًا عن المأكولات المحفوظة والوجبات السريعة والحلويات، مع ضرورة شرب كميات كبيرة من المياه.

وأذكّر مرة أخرى بضرورة وأهمية أخذ القسط الكافي من النوم، لأنه ـ كما ذكرنا سابقًا ـ خلال النوم يقلّ هرمون الكرتزون، الذي يسبب زيادة في الأكل، ويزيد هرمون اللبتين، الذي يعطي إشارة للدماغ بوجود الشبع، ويقلّ هرمون الجريلين، الذي يتسبب في زيادة الأكل، ولذا نسميّه هرمون الجوع.

الأدوية والمكملات الغذائية
* دائما ما نبحث لإنقاص الوزن عن الحلول البديلة، مثل المكملات الغذائية، فهل لنا أن نعرّف ما هو المقصود بالمكملات الغذائية؟، وما هى الأدوية التي هى الآن متبعة لإنقاص الوزن؟

** دعونا نتفق أولًا على أن البدانة أو السمنة هى عبارة عن مرض، إذن على الشخص البدين أو السمين أن يراجع الطبيب المختص، فهناك بعض الأدوية التي تساعد في عمليات علاج السمنة.

أما بالنسبة للمكملات الغذائية كتلك الموجودة بالصيدليات، والتي يتناولها البعض بدون وصفة طبية، فهى إما أن تكون مستحضرات مضرّة بالجسم، أو مستحضرات تجارية غير مضرّة ولكنها غير فعّالة، ومن الممكن أن تكون هناك مستحضرات مفيدة ولكنها لا تقدم حلولًا سحرية، ومن الممكن أن تحدث تذبذبًا في الوزن، وهذا ينتج عنه تأثر العضلات أو زيادة الشحوم.

لذلك أن لا أنصح الناس بأخذ هذه المكملات الغذائية دون استشارة الطبيب، لأنها إما أن تنقص الشهية أو تقلل امتصاص الدهون أو الكربوهيدرات، أو تزيد إذابة الدهون، لكن في نفس الوقت قد يكون لها آثار جانبية كثيرة.

بالنسبة للأدوية؛ هناك أدوية تكون FDA Approved ويمكنها أن تساعد الكثير من المرضى أن يخسروا من 7% إلى 10% من وزنهم، ولكن تحت إشراف الطبيب، لأن بعضها يمكن أن تكون له آثار جانبية، والدواء الذي يساعد مريضًا معينًا، لا يكون مناسبًا لمريض آخر.

على سبيل المثال؛ هناك دواء اسمه ميتفورمين (Metformin)، وهو دواء لمعالجة مرضى السكري، وكذلك لأصحاب الوزن الزائد، لأنه يساعد في تقليل مقاومة الأنسولين، ويزيد من حساسية الخلايا للأنسولين، وهناك دواء آخر اسمه فِنتِرمين (Phentermine)، وهو دواء يمكنه أن يخفف الشهية، ويزيد من معدل الحرق، ولكن لا يمكن وصفه لجميع المرضى، خاصة مرضى القلب.

إذا كان مؤشر كتلة الجسم للمريض 27؛ يمكن أن نبدأ بالأدوية، ولكن من المهم أن نراجع الأمراض الأخرى التي تكون موجودة لدى المريض، والمتعلقة أيضا بالبدانة، مثل السكري وغيره، لذلك لابد من التأكد من هذا الأمر لكي يتمّ وصف الدواء بدقة للمريض.

هناك دواء آخر، وهو عبارة عن خليط من دوائين معًا، وهما: فِنتِرمين وتوباماكس، وهذا الدواء يساعد المرضى على خسارة الوزن، وهو FDA Approved، وتوباماكس هو دواء يوصف للمرضى الذين لديهم تشنجات، وفي نفس الوقت هو من الأدوية المانعة لمرض الشقيقة (Migraine)، ولكن في نفس الوقت فإنه يخسس الوزن.

* ما هى المكملات الغذائية الموجودة بالأسواق، والتي تعدّ هى الأقل خطرًا؟

** برأيي فإن المكملات الغذائية تحتاج إلى حلقة كاملة، ولكن هناك دواء أودّ أن أذكره أيضًا هو الزنتال (Alzental)، وهو يساعد على امتصاص الدهون، ولكن في نفس الوقت قد تكون له آثار جانبية تتعلق بالجهاز الهضمي، إذا ما حدثت مشكلات في إخراج هذه الدهون أو التخلص منها.

* إن شاء الله تكون لنا حلقات أخرى قادمة عن السمنة والسيطرة عليها، ونتحدث باستفاضة عن المكملات الغذائية، وأيضاً مناعة الجسم.. شكرًا لكي د. نسرين.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى