صفقة القرن

فلسطين وأمريكا.. إلى أين تنتهي ضغوط صفقة القرن؟

برنامج مراسلون- تقديم: فاطمة الجمالي

تقرير فلسطين: رواء أبو معمر

منذ سبعين عامًا، وتحديدًا في عام 1948، بدأت حرب فلسطين التي سعت لتحرير الأرض ولم تصل لهدفها حتى الآن، فالقضية الفلسطينية لا زالت تراوح مكانها، ولا يبدو أننا سنشهد نهاية لها قريبًا. فعامًا بعد عام يأمل العالم في حدوث انفراجة للقضية، لكن الأمر ينتهي بصدمة تُعقّد الأزمة أكثر وأكثر، وتدفع بها نحو طريق اللا حل.

صفقة القرن هي آخر حلقات مسلسل تعقيد الأزمة، والتي تسعى لوضع نهاية للقضية، حتى لو كان ذلك على حساب الفلسطينيين الرافضين لها، والذين يدفعون كل يوم ثمنًا جديدًا لهذا الرفض، والذي أسفر في النهاية عن إغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن وتوتر غير مسبوق بين الجانبين الفلسطيني والأمريكي.

رواء أبو معمر، مراسلة الراديو من فلسطين، قدمت تقريرًا حول هذا الموضوع، من خلال الحلقة الجديدة لبرنامج “مراسلون”، تناولت فيه تداعيات قرار إغلاق البعثة الفلسطينية في واشنطن، وآثاره على عملية السلام وعلى مصداقية الولايات المتحدة كراعي لهذه العملية بين الفلسطينيين والإسرائيليين

عقوبات متتالية

خطوة جديدة تتخذها الولايات المتحدة الأميركية تجاه الفلسطينيين، هذه المرة هي إغلاق مقر البعثة الفلسطينية في واشنطن، ليضاف هذا الإجراء الجديد إلى سلسلة من العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية على الفلسطينيين منذ بضعة أسابيع.

وتعقيبًا على هذا التطور قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني حسين الأصطل: “بالتأكيد القرار الأميركي يندرج ضمن وسائل العقوبات التي تمارسها إدارة الرئيس ترامب على القضية الفلسطينية وعلى الفلسطينيين لتحقيق الرضوخ والانقياد لموقف الولايات المتحدة المنحاز لإسرائيل، وهو الموقف الواضح والصريح من إدارة ترامب بعد قرار نقل السفارة الأميركية للقدس، وبعد قرار وقف التمويل لوكالة “الأونروا”، ووقف التمويل لمؤسسات شرقية من قبل الإدارة الأميركية، وكل هذه القرارات صدرت خلال أسبوعين فقط، وبعدها جاء القرار بإغلاق منظمة التحرير الفلسطينية ومقر المنظمة في واشنطن”.

 علاقة متأزمة جدًا

وبررت الخارجية الأميركية الخطوة بسبب انتقاد حركة التحرير الفلسطينية للخطة الأميركية للسلام قبل الإطلاع عليها، ورفضهم التحدث مع الحكومة الأميركية بشأن جهودها من أجل السلام.

وقالت السلطة الفلسطينية إن لهذا القرار الأميركي عواقب سياسية وخيمة، فيما أشارت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، حنان شعراوي، في لقاء لها، إلى أن قرارات واشنطن بشأن القضية الفلسطينية تتعارض مع القانون الدولي، وأضافت: “العلاقة مع الولايات المتحدة علاقة متأزمة جدًا، وهي التي اختارت حربًا حقيقية على كل الفلسطينيين”.

ومنذ نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس ساءت العلاقات الأميركية الفلسطينية، ورغم ذالك يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دفع القيادة الفلسطينية إلى المفاوضات، لكن على طريقته، وهي الطريقة طريقة تعتمد على جملة من العقوبات، من ضمنها وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في “أونروا” وإلغاء المساعدات المقدمة إلى المستشفيات الفلسطينية.

تصفية القضية

للتعليق على ما ورد في تقرير الزميلة رواء أبو معمر، قامت الإعلامية فاطمة الجمالي بمناقشة الموضوع مع الأستاذ حسن نعواش”، مدير المكتب السياسي والثقافي في ديترويت – ميشيغان.

* سيد حسن.. غلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، لماذا هذا القرار في هذا الوقت، وما هي تداعياته على تحقيق السلام؟

** في الحقيقة يمكن أن نقول إن التمثيلية قد اتضحت، فرغم محاولة أميركا إظهار أنها تحاول تحقيق السلام، إلا أنها تتصرف كعدو للشعب الفلسطيني، فقد بدأت تصفي القضية الفلسطينية بمختلف أوجهها، واعتبرت أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، كما منعت إعطاء المعونات لهيئة الأونروا رغم أن العالم كله يعرف أنها هي المسئولة عن قضية اللاجئين الفلسطينيين، وهذا يعني أنه لن يكون هناك عودة للاجئين من وجهة نظر أميركا.

والقضية الأخرى أننا نعيش تحت الاحتلال، وليس هناك اعتراف من أميركا أن الاحتلال غير شرعي، مع أن كل العالم يقول إن هذا الاحتلال غير شرعي، كل هذه الأدلة تقول إن أميركا لم تعد صديقة للسلام، وأظهرت أن كل هذا كان تمثيلية حتى يعطي الشعب الفلسطيني أرضه للاحتلال الإسرائيلي.

طرد الشعب

* هل نستطيع أن نقول إنها مجموعة من القرارات الساخنة والحيوية قامت بها أميركا لخدمة اليمين الإسرائيلي؟

** بل نقول في خدمة إسرائيل، سواء اليمين أو اليسار، لأن إسرائيل كلها تصر أن تطرد الشعب الفلسطيني من الأرض، وتؤسس نظام للتميز العنصري، وتحرم الشعب الفلسطيني من أرضه كليًا، وهذا لأنها قامت بقضية اللاجئين في 1948 عمدًا حتى تصبح تلك الأرض بدون شعب كما يدعون، مع أننا منذ أصول الحضارة الإنسانية من زمن الكنعانيين وتلك المنطقة هي منطقتنا منذ اختراع الأبجدية، ويوجد أيضًا أثار وأحافير في فلسطين منذ زمن الكنعانيين، ولكن إسرائيل تريد أن تطرد كل العرب، ولازالت الآن القضية مستمرة، ونحن تحت الاحتلال وهم يحاولون أن يجعلوا الأمور مستحيلة للعيش في الضفة الغربية وغزة.

حصار وتضييق

* هل هناك علاقة بين إغلاق مكتب جبهة التحرير وتوقف المساعدات لوكالة “الأونروا”؟

** بالتأكيد، فمثلا الأونروا هي ممثلة الأمم المتحدة في مهمة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين، تعتمد عليها المستشفيات في الضفة كلها، وخدماتها للاجئين تتأثر عند قطع المعونات عنها، ومن الأمثلة على ذلك إحدى المستشفيات التي تختص في غسل الكلى والسرطان وتخدم 4.5 مليون فلسطيني وهو المستشفى الوحيد الذي يقدم تلك الخدمات.

ومن القضايا الإنسانية أيضا الحصار علي غزة الذي تتأثر بسببه المستشفيات، وأيضًا قضية المياه التي أصبحت شحيحة، والمجاري التي لا تتم أي معالجة لها، كل ذلك جعل المتحدث باسم جنوب أفريقيا يقول: “إن هذا أسوء من التمييز العنصري في جنوب إفريقيا”.

لكن المؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يستكين ولن يستسلم، وأمنيتنا أن يكون  الشعب الفلسطيني متمسك بحق العودة، وهو ما تعترف به الأمم المتحدة وكل العالم ماعدا إسرائيل وأميركا، ومن الجيد أن هذه القضية تجد مناصرين أكثر بالعالم، كما أن مقاطعة البضائع الفلسطينية ومقاطعة إسرائيل تنتشر في كل العالم، والذي يتابع المواجهات التي تحدث ضد إسرائيل في غزة كل أسبوع، والتي اعتقلت فيها عهد التميمي التي أصبحت أيقونة للشعب الفلسطيني كله.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى