طبيبك الخاص

سن اليأس المبكر.. هل يعني فقدان الأمل في الحمل؟

د. نيكولاس شما يكشف أسباب انقطاع الطمث، وعلاقته بالعقم، وطرق العلاج

قدم الحلقة: ليلى الحسيني- أعدها للنشر: محمد سليم

تمر كل النساء بفترة انقطاع الطمث أو ما يُعرَف بـ”سن اليأس”، وهو من الأمور الطبيعية التي تحدث للمرأة، ويصاحبه ظهور الأعراض الخاصة بتراجع معدل الخصوبة.

وعادة ما يبدأ انقطاع الطمث ودخول المرأة في سن اليأس في سن 51 عامًا, ومعظم النساء يصلن إلى سن اليأس في الفترة مابين سن 45 و55 عامًا تقريبًا.

ولكن في بعض الحالات، يبدأ سن اليأس في وقت مبكر، حيث يحدث انقطاع الطمث قبل موعده الطبيعي، فتنقطع الدورة الشهرية في سن الـ35 أو قبل هذا بقليل، وهو ما يمكن أن يؤشر لوجود مشاكل صحية لدى المرأة، ويؤثر بشكل سلبي على حالتها النفسية.

وقد يؤدي انقطاع الطمث المبكر إلى عدم قدرة المبيض على إنتاج البويضات وهرمون الأستروجين اللازم للحمل، ويرجع هذا لبعض الأسباب التي يجب الوقوف عندها وعلاجها.

فما هو انقطاع الطمث المبكر؟، وما هي أسبابه؟ وهل له علاج؟، وهل تعني الإصابة به فقدان الأمل في الحمل؟، وما هي علاقته بالعقم؟. تساؤلات عديدة ناقشها برنامج “طبيب وراء الميكرفون”، عبر أثير راديو صوت العرب من أمريكا، مع الدكتور فائق نيكولاس شمّا، الحاصل على البورد الأميركي في أمراض العقم، وأخصائي الغدد الصماء والأمراض التناسلية.

* مرحبًا بكم أحبتي في حلقة جديدة من برنامج “سوا على الهوا” وفقرة “طبيب وراء الميكرفون”.. وحديث مهم مع الدكتور فائق نيكولاس شما، حول موضوع جديد وهو بداية انقطاع الطمث المبكر وعلاقته بالعقم، وهل يعنى الدخول في سن اليأس المبكر فقدان الأمل في الحمل؟. تساؤلات عديدة نجيب عليها هذا الصباح، لكن دعونا أولاً نرحب بضيفنا العزيز.. صباح الخير دكتور شما.

** صباح الخير عليكِ ليلى وعلى كل المستمعين.

يأس أم قلق

* دكتور.. هذا الموضوع الهام وردتنا حوله العديد من التساؤلات، لكن نريد أن نعرف بداية كم نسبة السيدات اللاتي يمكن أن يصلن إلى “سن اليأس” المبكر، وهذه الكلمة أكرهها كثيرًا؟

** أريد أن أقول لك أنه ليس من الضروري أن نستعمل كلمة “سن اليأس”، وتصوري أنه بالانجليزية يسمى the age of anxiety  أي “سن القلق”، لأنه بعد سن الخمسين تصبح حياة المرأة مليئة بالاضطرابات.

ولكن في اللغة العربية يسمونه “سن اليأس”، وهذا بالفعل أم يثير الإحباط، ويجعلني أقول لك إن حالة نفسية سيئة يمكن أن تصيب المرأة عندما تشعر أنها فعلاً ستصل إلى هذا العمر.

لذلك ليس من الضروري أن نستعمل كلمة “سن اليأس”، ويمكن أن نسميه كيفما شئنا، كأن نسميه سن انقطاع الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث مثلاً.

* أنا قصدت أن أستخدم هذا الاسم حتى تصحح لنا هذه المعلومة الخاطئة، التي تصيب المرأة بإحباط نفسي شديد، فبمجرد أن تذكر كلمة “يأس” فإن هذا يعزز هذه الحالة النفسية السيئة، فهل هذا صحيح دكتور؟

** بالتأكيد، فبعدما تنقطع العادة الشهرية يكون سن المرأة تقريبًا 51 عامًا، وهو العمر الذي يحدث فيه انقطاع للدورة الشهرية، بمعني أنه في هذا الوقت تتوقف البويضات عند المرأة عن الخروج.

والآن أغلب النساء تستمر معهم الدورة الشهرية بين الـ 45 والـ 55، وهناك من تستمر معهم حتى الـ60 أو بعد ذلك، وما سنتكلم عنه اليوم هو ما الذي يحدث، وما هي الأسباب التي تؤدى إلى توقف العادة الشهرية في عمر أصغر من المعدل وهو 51 عامًا.

المشاكل الصحية

* دكتور وردنا سؤال يقول: إذا تأخرت الدورة حتى تنقطع إلى ما بعد الـ 55، هل هذا أيضًا دليل على أن المرأة تعاني من مشاكل صحية؟.

** أبدً، فهذا أمر طبيعي، لأن المرأة تظل بصحتها، وليس لديها مشاكل في العظام أو في القلب أو الجهاز البولي، والمبيضان يعملان ويفرزان الهرمون اللازم، فهناك حالات كثيرة يستمر فيها الطمث حتى الستين، وتكون السيدات صحتها جيدة.

* دكتور أريد أيضًا أن أسأل هل حضرتك مع الرأي الذي يرى أن تأخذ المرأة هرمونات لإطالة فترة الطمث معها قبل الانقطاع؟

**هذا السؤال يحتاج إلى أكثر من حلقة للإجابة عليه، ولكن بصورة مختصرة هناك حوالي من 75% إلى 80% من النساء يحدث لهم ما يسمى بالإنجليزية (Hot Flash)، وهذه الحالات تأخذ هرمونات حتى لا يحدث لها هشاشة عظام. وهناك أسباب كثيرة تمنع المرأة من أن تأخذ هذه الأدوية .

أسباب انقطاع الطمث

* إذا نترك هذا لحلقات قادمة للتوسع فيه، وذلك حتى نستطيع التركيز في موضوعنا اليوم والذي تنتظره الكثير من مستمعاتنا. فإذا بدأنا بتعريف الانقطاع المبكر للطمث عند النساء، فما هي أسبابه؟

** نبدأ أولاً بتعريف سبب العادة الشهرية للمرأة: فالمرأة يوجد عندها بالمبيض حوالي من مليون إلى 2 مليون بويضة، تفقد منهم حوالي 300-400 ألف قبل سن البلوغ، وعند سن البلوغ يكون هناك 400 دورة شهرية تفقد فيها المرأة حوالي 1000 بويضة كل شهر، حتى تنتهي البويضات في حوالي سن الخمسين، فتنقطع الدورة الشهرية.

من هنا نقول إن أسباب انقطاع الدورة الشهرية هو عدم وجود بويضات في المبيض. وأغلب السيدات ينقطع عندهن الطمث في سن 50-51 عامًا، بينما 10% من النساء ينقطع الطمث لديهن في سن 40-50 ، و1% من النساء ينقطع الطمث لديهن في سن 30-40، بينما واحد في الألف من النساء ينقطع عندهم الطمث في سن الـ 60.

* علميًا..هل ترى أن هذه النسب كبيرة أم لا؟

** تكون النسبة كبيرة عندما نجد أن هناك امرأة من كل مائة امرأة ينقطع عندها الطمث، فبالنسبة للمرضى عندي أجد أن هناك ثلاث إلى خمس مريضات يعانين من الانقطاع المبكر للطمث في سن الأربعين.

أسباب جينية

* نعود مرة أخرى إلى أهم أسباب انقطاع الطمث دكتور.. فما هي؟

** هناك نوعان من الأسباب: الأولى أسباب جينية، فقد تولد المرأة ولديها عيب خلقي، وهو نقص في الكروموزوم. فالمرأة لديها 46 كروموزوم منها 2 كروموزوم  (X)، إذا نقص واحد منهما في كل الخلايا فهذه المرأة لا تأتيها العادة الشهرية أبدًا ولا تستطيع تكوين بويضات.

وهناك حالات خُلقت بنقص في جزء من الكروموزوم (X) في بعض الخلايا فقط، وهذه الحالات تأتيها العادة الشهرية لفترة قصيرة وتنقطع في سن مبكرة جدًا.

ففي هذه الحالة إذا وجدنا مريضة في سن صغيرة جدًا انقطع عنها الطمث، فيجب أن نجرى لها فحص كروموزومى للتأكد من عدم نقص جزء من الكروموزوم لديها. وهذا السبب هو الأهم، لأن المريضات بانقطاع الطمث المبكر لهذا السبب تكون لديهن مشاكل صحية أخرى يجب معالجتها قبل الاتجاه إلى التفكير في الحمل.

* بالنسبة للمرأة التي تعانى من هذا المرض من أين تبدأ.. من طبيب أمراض النساء أم من عندكم، وما هي التحاليل والفحوصات التي تنصحونها بها؟

** عادة هؤلاء النساء يعانين من هذه المشكلة في سن مبكر، ويكون تكوينهن وشكلهن غير الفتاة الطبيعية، فهي تكون قصيرة جدًا، ورقبتها بها عيوب، وتكون هناك عيوب في شكل الأيدي والأرجل والأذنين.

وهذه الحالات يجب أن يتم معالجتها مبكرًا وهي في سن 5-10 سنوات، لأنها إذا لم تُعالج في سن مبكر لن يزداد طولها. كما أن العلاج لن يكون بالهرمونات فقط، ولكن يجب أن يتم عرضها على متخصصين مثلنا أو أطباء أطفال متخصصين في الغدد.

* هذا يعنى أنه يجب أن يتم اكتشاف الحالة مبكرًا ويبدأ علاجها منذ الصغر، أليس كذلك؟

** نعم بالفعل، فهناك واحدة من كل 1000 إلى 4000 تولد بهذا المرض. فإذا تحدثنا عن مستشفى بها 5000 حالة ولادة في السنة، سنجد أن هناك من 1-3 بنات ولدن بهذه المشكلة.

أسباب وراثية

* نأتي إلى النوع الثاني من أسباب انقطاع الطمث، ماذا عنه؟

**النوع الثاني من الأسباب هو أسباب وراثية، فمن الأسباب التي تؤدي للانقطاع المبكر للطمث هو أن أحد الجينات الموجودة على الكروموزوم (X) تكون خطأ، مما يؤدى للانقطاع المبكر للطمث.

والفتاة التي يكون عندها هذه الحالة غالبً ما تكون أمها عندها نفس الحالة، فعلى سبيل المثال هناك أسرة كانت ابنتها الكبيرة عندها هذه الحالة، فنقلت بويضة من أختها الأصغر منها، وحدث ذلك لأختها فأخذت بويضات من أختها الأصغر منها، وعندما حدث ذلك للأخت الأصغر لم تجد أحد لتأخذ منه بويضات.

لذلك إذا ظهر هذا العيب الجيني لدى إحدى الفتيات فيجب عمل فحص لباقي أخواتها حتى نستطيع الكشف المبكر لهذا المرض. فإذا ثبت ذلك عند أي واحدة منهن، يتم تفريز(تجميد) البويضات مبكرًا قبل انقطاع الطمث.

* دكتور في حالة عدم وجود عملية (التفريز) أو التجميد في إحدى البلدان، هل هناك حلول أخرى؟

** ليس هناك حلول أخرى سوى أنها إن كانت متزوجة تُسرع بالإنجاب. لكن المشكلة هنا ليست في عملية الإنجاب، المشكلة تحدث بعد ذلك. ففي حالة إنجاب أولاد ذكور، فهم لن يعانون فقط من مشاكل بالخصوبة، بل سيولدون بأمراض عقلية. فأغلب حالات التخلف العقلي عند الذكور في أوروبا والولايات المتحدة تكون لهذا السبب .

توقف جزئي أم كلي

* بعض المعلومات دكتور أحيانًا صادمة للأسف، فإحدى المستمعات كانت تأمل في إجابة مختلفة، وأنا بالتأكيد أشعر برد فعلها، ولكن هذه هي الحلول.

** نعم، فعلى الرغم من وجود حلول غير اللجوء إلى استعمال بويضات من شخص آخر، إلا أن هذا هو الحل البديهي والأسهل، والذي يمكن أن يؤدى إلى نتيجة. فقد كان الأطباء في السابق يستخدمون مصطلح علمي يسمى (premature ) للدلالة على أن المبيض توقف عن العمل كليا. أما الآن فتسمى هذه المشكلة primary ovarian insufficiency، وتعني أن المبيض لم يتوقف عن العمل كليًا، ولكن توقف بشكل أكثر من جزئي.

وفي هذه الحالات يستطيع فقط من 5 إلى 10% منهم الحمل، رغم أن عندهم هذا المرض، حيث أنهم يفرزون بويضات. ولدي حالات لنساء يعانين من هذا المرض، واستطعنا أن نجعلهن يحملن وينجبن أطفالاً طبيعيين كليًا.

وأسباب حدوث (primary ovarian insufficiency) ليست جينية واضحة، ولكن تتعلق بالمناعة عند هؤلاء النساء. وتكون مبايض النساء اللاتي يعانين من هذا المرض قاسية جدًا، بمعني أنه مثلما يحدث في حالة مرض السكري من النوع الأول، أو مثل الذين يعانون من الروماتيزم أو من أمراض المناعة الزائدة على الجسم، حيث يحدث نفس الشيء وتضرب المناعة المبايض. في هذه الحالات، لا تضرب كل البويضات، ولكن يبقي عدد من البويضات التي نستخدمها حتى يستطعن الإنجاب.

فلدي حوالي 10 نساء في سن الثلاثين استطعن في هذه الحالات أن ينجبن، كما كانت هناك امرأة أمريكية تنطبق عليها هذه الحالة وأنجبت مرتين وليس مرة واحدة، مع أنها مرت بفترات طويلة لا تحمل ولم يكن عندها عادة شهرية.

* هناك نقطة مهمة، وهي أن تنتبه المرأة عندما يكون هناك اضطراب بالدورة الشهرية، وتبدأ مباشرة من مراحل العلاج، فهل الوعي بهذا الموضوع يقلل من حدة المشكلة فيما بعد؟

** ليس لاضطراب العادة الشهرية ارتباط بهذا الموضوع، ففي أغلب الأوقات يكون اضطراب العادة الشهرية له علاقة بتكيس المبايض، والتي تصير غالباً لـ 15% من كل البشر. لكنك تتحدثين عن سبب يحدث فقط لـ1% من البشر، خصوصًا قبل سن 30 سنة. لكن ليس كل سيدة يحدث عندها اضطراب في العادة الشهرية تعتقد أن عندها هذه المشاكل.

عامل السن

* نأتي إلى السبب الثالث من أسباب انقطاع الطمث، فما هو؟

** السبب الثالث يكمن في موضوع تحدثنا فيه أكثر من مرة، وهو أن العمر عند النساء له دور كبير. فعندما تصل المرأة إلى سن الـ 50 تنقطع العادة الشهرية، فلا يجب أن تضيع المرأة الوقت في الفترة بين 40 و50 في تجارب محاولة الإنجاب واستخدام أدوية وعلاجات ليس لها تأثير.

ودعيني أذكر أن هناك مجموعة من الأمراض لا تؤثر فقط على المبايض، بل تؤثر على غدد أخرى. فهناك حوالي 25% من هذه الحالات مصابة بمرض الغدة الدرقية، ومن الضروري تشخيص هذا الوضع لمعرفة ما إذا كان موجودًا وعلاجه. لأن هذا المرض لا يؤثر بشكل مباشر على المبيض، ولكن يمكن أن يؤثر على حياة المرأة.

معدل الأدرينالين

وهناك أيضًا، السبب الرابع، وهو معدل (الأدرينالين)، وهى الغدد الموجودة فوق الكليتين. وهذه الحالات من المهم جدًا علاجها. وأيضًا يمكن أن يكون لديهم أمراض فقر الدم وأمراض نقص فيتامين B12 وأمرض الروماتزم والروماتويد، وأيضاً الأفراد الذين يفقدون الصبغة البنية تحت الجلد وتصير بشرتهم بيضاء.

هذه الحالات جميعها لها علاقة بانقطاع الطمث، وهى حالات يجب أن يتم تشخيصها وعلاجها. فحوالي من 5 إلى 10% من هذه الحالات يمكن علاجها ويمكن استخدام البويضات الموجودة عندهم.

ولتشخيص انقطاع الطمث كليًا، يجب انتظار سنة بعد انقطاع الطمث، وذلك في سن فوق الأربعين، لكن هناك حالات ننتظر فيها أربعة أشهر فقط، وذلك في حالة ما إذا اتضح من فحصين متتابعين للدم عدم وجود بويضات. وفي هذه الحالة يتم التشخيص على أنه انقطاع مبكر للطمث.

أسباب بديهية

* ذكرت حضرتك حتى الآن أربعة أسباب فهل يمكن أن تكمل لنا باقي الأسباب؟

** هناك أسباب بديهية، مثل إصابة مريضة لدي بأمراض سرطانية بالمبيض، واضطررنا في هذه الحالة لإزالة المبيض، وبالتالي فإن العادة الشهرية ستنقطع. وسيحدث ذلك أيضًا في حالة استئصال الرحم، لكن في هذه الحالة فقط يمكن للمرأة أن تحمل إذا لم يتم استئصال المبايض، وذلك من خلال أخذ البويضات منها وتلقيحها وزرعها في رحم امرأة أخرى. أما في حالة تأثر المبايض جراحيًا فسيتوقف الطمث.

كما أن هناك أسباب أخرى، مثل إصابة الفتاة بمرض سرطان الدم وتناولها العلاج الكيمائي الذي ينجح في القضاء على الخلايا السرطانية، لكنه في المقابل يؤثر على المبيض ويقتل البويضات الموجودة. وهذا هو الحال في حالة العلاج بالإشعاع، خاصة على الحوض، وبالتالي تنقطع العادة الشهرية. وفي حالة تفكيرها في الحمل يظل الحل هو أخذ بويضات من امرأة أخرى.

نقل البويضات

* من مجموعة الأسباب التي طرحتها، ما هي الحالات التي ليس أمامها طريق للعلاج غير نقل البويضات؟

** كل الحالات التي لا يقوم فيها المبيض بإنتاج بويضات، حيث أن نسبة النجاح في هذه الحالة بمركزنا هي 80%، وذلك في حالة أن يكون الرحم طبيعيًا تقريبًا. أما إذا كان المبيض يعمل ولو بشكل ضعيف فهناك علاجات كثيرة، منها علاج ظهر في الصين، وهو أن يتم نقل المبيض وتوصيله قطعة قطعة، وتلقيح البويضات الباقية داخل المعمل، ونقلها بعد ذلك.

وهناك علاج آخر تحت الدراسة وهو إعطاء هرمونات للنساء، وهي أصلاً هرمونات للرجال، ولكن بنسب ضئيلة، وقد أثرت بشكل إيجابي على عدد من النساء اللاتي عندهن مقدرة ضعيفة جدًا على إنتاج بويضات.

الأمل موجود

* إذًا نستطيع أن نقول أن هناك أمل طالما أن المبيض يعمل ولو بصورة ضعيفة جدًا؟

** نعم هناك أمل حتى لو كان المبيض يعمل بطريقة بسيطة جدًا، وأيضًا في حال التشخيص المبكر والعلاج المبكر.

* هناك من يرى أن عقاقير التخصيب تؤثر على التبويض، فهل هذا صحيح؟

** هذه المقولة خاطئة، لأني كما أوضحت سابقًا، فالمرأة تفقد شهريًا حوالي  1000 بويضة خلال الدورة الشهرية حتى عندما تكون حاملاً، لكن عندما نعطى هذه العقاقير فإننا ننقذ حوالي من 5 إلى 10 بويضات من الموت الطبيعي ونحافظ عليها.

لكن هناك سبب يجب أن نتحدث عنه وهو أيضًا مهم جدًا وهو التدخين، فكما يؤثر التدخين على الرجال يؤثر أيضًا على النساء، حيث يقلل من كمية الدماء التي تصل إلى المبايض ويعجل من عملية انقطاع الطمث.

أسلوب حياة

* نرجو منك دكتور أن توضح لنا مدى تأثير أسلوب حياتنا في انقطاع الطمث المبكر.

**- هناك أسباب أخرى موجودة في حياتنا غير الأسباب الجينية، مثل الكيماويات الموجودة حولنا، والتي تؤثر أيضًا على عملية التبويض عند النساء، لكن هذا التأثير يختلف من امرأة لأخرى.

* دكتور ما هي نصيحتك للسيدات المستمعات والمهتمات بهذا الموضوع؟

** نصيحتي لهم أن يتزوجوا في فترة مبكرة ويحاولون الإنجاب في فترة مبكرة وفى حالة وجود مشاكل يذهبون إلى متخصصين في المجال لمحاولة عمل تشخيص سليم وعلاج مبكر وفى حالة أنهم غير راغبين في الإنجاب المبكر من الممكن إجراء عملية تفريز للبويضات لإعادة استخدامها في الوقت المفضل لديهم للإنجاب.

مكالمات المستمعين

# أسماء من السويد: دكتور.. أنا ممن تشخصون حالتهم “بسن اليأس” المبكر، حيث انقطع عنى الطمث من سن 25 سنة، وأنا الآن متزوجة منذ 10 سنوات، ولم تحدث لدى أي حالة حمل، وقد جربت الكثير من الأدوية والعلاجات بدون فائدة، وجميع الأطباء المعالجين يرون أنى غير قادرة على الإنجاب، حتى طفل الأنبوب غير وارد بالنسبة لي بسبب عدم وجود بويضات لدى.. فبماذا تنصحني في هذه الحالة.

 ** الحل الوحيد لحالتك هو أن تأخذي بويضات من شخص آخر لأن رحمك غالبًا طبيعي، لكن هناك سؤال مهم هل أنتي طولك طبيعي؟

# أنا طولي طبيعي 163 سم.

**هل أحد من عائلتك حدثت معه هذه الحالة، أمك أو أختك مثلاً؟

# ليس هناك أحد في العائلة مر بهذه الحالة، فليس لدي سبب وراثي، لكن أحد تشخيصات الأطباء أنه يجوز أنى قد أصبت منذ الصغر بمرض يسمونه “أبو كعب”.

** هذا المرض يؤثر أكثر على الخصية عند الرجال، ونادرًا ما يؤثر على المبيض عند النساء، لذلك فهذا ليس السبب الذي أوقف التبويض عندك. هناك أسباب أخرى لم نذكرها بعد، لكن إذا لم يكن لديك مشاكل بالغدة الدرقية أوبالأدريناليز فليس لديك علاج غير نقل بويضات إليكِ من شخص آخر لكي يحدث الحمل بصورة طبيعية.

# صحيح دكتور فالجميع نصحني بذلك، حيث أن الأطباء وجدوا أن المبيض تقريبًا ضامر، وليس هناك حل غير نقل البويضات.

**كم سنك الآن؟

# 34 سنة.

** انقلي بويضات من متبرع، وسوف يتم حملك بصورة طبيعية، ويتكون الطفل طبيعيًا.

* أعتقد دكتور أن أسماء كونها مسلمة تحاول إيجاد حلول أكثر متوفقة مع الشريعة، إذا كان هذا ما فهمته؟

# مضبوط أستاذة ليلى، أنا أريد وضع شرعي. وعندي سؤال آخر لك دكتور، هناك دواء جديد موجود في الأسواق يسمى “الداهية”، يعمل على زيادة التبويض، هل هذا الدواء مفيد في حالتي؟

** أبدًا غير مفيد بالمرة، لأنكِ ليس لديك بويضات أساسًا لكي يزيدها. فهذا الدواء يكون مفيد لكي إذا كانت الدورة تأتيكِ حتى ولو مرة واحدة في السنة.

أنتِ ليس أمامك خيار غير أخذ بويضة من امرأة أخرى، لكن أنا لا أعرف مدى شرعية ذلك بالنسبة لكِ.

فأنا أرى أن النطفة تكون من زوجك وأنتِ من تلدي الولد وتربيه، فهناك نساء كثير مسلمات تأتى إلينا بالمركز ويتم نقل بويضات لهن، نشرح لهن الموضوع، وفى النهاية يقتنعون لأنه ليس هناك طريقة للحمل غير ذلك.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى