الراديو

راديو صوت العرب يحاور ضيوفه ويجيب على السؤال الصعب : ماذا بعد وقف إطلاق النار في الغوطة

رغم المحن ..... الشام لا يغيب

الشام حاضرةً دوما في القلوب خصوصا بعد الأحداث الدامية التي استمرت لمدة 7 سنوات.

” الشام تئن ” .. و في هذا البرنامج الخاص نسلط الضوء علي المعاناة الانسانية لأهل الشام ، ماذا بعد قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في سوريا لمدة شهر لإفساح المجال أمام المساعدات الانسانية و إجلاء الحالات الطبية ، والرفع الفوري للحصار عن الغوطة الشرقية، اليرموك و الفوعا و كفريا ، لأن هذا القرار مازال هشاً . فحتي الان مازالت قوات النظام السوري مدعومةً من روسيا تقصف مناطق في سوريا و منها الغوطة الشرقية ، وهنا يتبادر الي الأذهان أسئلة عديدة بشأن الوضع المأساوي في الغوطة الشرقية و منها ضعف المواقف المساندة لضحايا القصف علي المستويين العربي و الدولي، هل نجحت روسيا في تعزيز فكرة محاربة الارهاب للقضاء علي خصوم الرئيس الأسد ، هل سيؤدي رفع الحصار الفوري عن مناطق مأهولة من بينها الغوطة الشرقية ، اليرموك و الفوعا الي السماح بدخول المنظمات الدولية و الأهلية .. و أيضا افساح المجال أمام المساعدات الانسانية و إجلاء الحالات الطارئة.

*** كل هذه الأسئلة و غيرها نطرحها علي ضيوف الحلقة ، الصحفي و المحلل السياسي الدكتور عاطف عبد الجواد الذي ينضم الينا من واشنطن ، الاستاذ عماد حمد المدير التنفيذي لمجلس حقوق الانسان الامريكي ، و ايضا الدكتور شادي ظاظا مؤسس منظمة رحمة الاغاثية ، كما ستنضم الينا الطفلتان ألاء و نور من الغوطة الشرقية و توجهان نداء الي الرئيس الأميركي دونالد ترامب و الحكومة الأمريكية و أيضا الجالية العربية . الطفلتان قصف منزلهما و وجهتا العديد من الرسائل الي العالم ليقف الي جانبهم لإيقاف إغتيال أطفال سوريا.

عبرت الأمم المتحدة عن حزنها ازاء تصاعد أعمال العنف في الغوطة الشرقية من خلال اصدار بيان فارغ حيث قالت انه لا توجد كلمات يمكنها ان تحقق العدالة لهؤلاء الاطفال الذين قتلوا هم و أمهاتهم و أبائهم و أحبابهم ، تضمنت الرسالة الرمزية من المدير الاقليمى لليونيسيف جيرت كابالير يوم الثلاثاء عشرة خطوط فارغة موضوعة داخل علامات اقتباس للاشارة الى النص المفقود و قد انتهت الرسالة باضافة جملة اخيرة ” لم يعد لدينا كلام لوصف معاناة الاطفال وغضبنا”. وتساءل “هل لا يزال لدى هؤلاء منفذي تلك الأعمال غير الانسانية كلمات لتبرير اعمالهم الهمجية؟”

( في الغوطة الشرقية السورية ، والتي تقع تحت سيطرة جماعات معارضة , لقى العديد من المدنيين مصرعهم و لا تزال تلك المأساة مستمرة ) .

** البداية مع الأستاذ عماد حمد المدير التنفيذي للمركز التنفيذي لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الأمريكية ، ما تعليقك علي البيان الذي أصدرته الأمم المتحدة ؟

نحن أمام جُرح يدمي القلب و يُدمع العين و نجد أنفسنا أحيانا أمام مسألةٍ لا نملك فيها إلا أن نقول ” لا حول و لا قوة الا بالله ” ، طبعا هذا لا يعني أننا كمواطنين او كبشر علي هذه الكرة الأرضية لا نستطيع الحراك أو القيام بأي عمل يساهم في انقاذ هؤلاء الضحايا من آلة الحرب المدمرة التي لا تفرق بين صغير و كبير. قرار الأمم المتحدة جاء متأخرا جدا بعد حدوث مجازر عصفت بالمدنيين و نحن لا نتحدث عن الجانب السياسي و لا نوجه اتهاما ً لجهة بعينها لأن الكل مسئول في هذه الحرب عن هؤلاء الضحايا و لا يمكن تحت أي اعتبار تبرير قتل المدنيين و الأطفال و هدم البيوت علي أصحابها الي جانب استعمال المدنيين كنوع من الحماية في أي مكان في العالم . نحن أمام مأساة انسانية و للاسف لم ترقى للحدث ردود الفعل في العالم العربي و لا حتي علي الصعيد الشعبي و ليس الحكومات ، فعلي الأقل تحركت دولة الكويت و قامت بتقديم مشروع استغرق شهرا كاملا لاقراره و 72 ساعة لتنفيذه و الآن نحن أمام مشهد متقطع و مستمر لآلة الحرب و الدمار في سوريا . أعتقد ان هذا القرار متاخر و لكن أفضل من لا شيء علي الاقل لعله يسمح للمساعدات الانسانية ان تصل لهؤلاء الضحايا.

هناك انتهاك لهذه الهدنة و تم بالفعل تنفيذ بعض الضربات الجوية ، فأين منظمات حقوق الانسان ، أليس ما تقوم به روسيا و من وراءها كل الأطراف المساندة لهذه الضربات ارهابا ؟

للاسف نحن نعيش في زمن حتي مفهوم الانسانية أصبح وجهة نظر . في السابق كان هناك بديهيات للكرامة ، للاخلاق ، للشهامة ، للشرف أما الان فاصبح كل شيء عرضة للتأويل حتي المفاهيم الانسانية ، نحن نعيش في زمن ازدواجية المعايير و المقاييس و السياسة هي التي تجر تلك الأمور في الاتجاه الذي يناسبها.

**يشترك في الحوار الدكتور شادي ظاظا مؤسس منظمة ” رحمة” الاغاثية

 لماذا لا يرحم العالم هؤلاء الأبرياء في سوريا ؟

الذي لا يعرفه الكثير من الناس أن هناك براميل كلور سام قد تم القاؤها بعد إعلان الهدنة مباشرة وسط تعتيم اعلامي تام و لكن هناك العديد من الشواهد لهذه الضربة. الناس في الغوطة تعيش في رعب وسط الاشتباكات و أعمال الاقتحام العنيفة مع سوء الوضع الاغاثي بسبب صعوبة توصيل المساعدات الانسانية . هناك بعض الجهات تحتكر و تستغل الظروف و كأنهم يحملون دم مختلف عن البشرية. لابد لكل انسان يعيش في أي مكان في العالم أن يعمل علي مساعدة هؤلاء الأبرياء. هذه ليست حربا ً ، هذه مجزرة عندما يشن قذف علي مدار 24 ساعة علي مدنيين آمنيين لتهدم بيوتهم حتي لا يمكن التمييز بين النساء و الأطفال. فريقنا العامل علي الأرض يقول عندنا قدرة فقط أن نصل الي الملاجيء التي يوجد بها الأطفال. هذا شيء يجعل الانسان يشعر بالخجل من انسانيته ، أن يعلم عن هذه الأمور و لا يتحرك او حتي يتفاعل.

( هناك رسالة تداولها نشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي في مقاطع فيديو يعرض المأساة التي يعيش فيها سكان الغوطة الشرقية لطفلتين ، الاء و نور ، لا يتجاوز عمرهما 8 سنوات ، حيث قاما بارسال العديد من المقاطع الصوتية الي اذاعة صوت العرب من أميركا تصور واقع الفتيات الصغيرات و معاناة الأطفال و كيف يحصل الناس علي الماء من البئر بعد الدمار الشامل الذي أصاب المدينة ، تصور كيف تم تدمير منزلهما و لحظات الرعب التي عاشوها . و تقوم الطفلة نور بنفسها بنقل نص رسالتها الي الجالية العربية في اميركا و العالم اجمع و نقل معاناة الاطفال في الغوطة الشرقية. )

 نور .. عرضنا رسالتك علي مستمعينا .. ما هي رسالتك التي تحبين ان توجهيها مباشرة الي العالم من خلال إذاعة صوت العرب من أميركا ؟

الطيران لم يحترم الهدنة التي كان من المفترض أن تستمر 5 ساعات . القصف لم يتوقف. جميع الأطفال هنا جوعى و خائفين . لم نتمكن من الذهاب الي المدرسة منذ اكثر من 60 يوما لان الطيران يستهدف المدارس ايضا. نحن نعاني من نقص الاغذية و الادوية . يوجد أطفال في حاجة الي عناية و لكن لا يوجد من يعينهم ، تخيلوا أن الأسبوع الماضي هناك مستشفي قذفت بأربعة صواريخ

و قام الأستاذ عماد حمد بالرد علي كلمات الطفلة نور..

عندما تتحدث براءة الأطفال لا أحد يستطيع أن يجادل أو يناقش هذا الألم ، وهذا الحق الإنساني لهولاء الأطفال في أن يعيشوا بسلام و أمان  و كرامة و أن يكون لهم مستقبل  ، نور لا تختلف عن عهد التميمي في فلسطين و لا تختلف عن أي طفل في اليمن او أي مكان في العالم فكلهم محرومون من طفولتهم ، هذه أجيال الحرب التي كبرت قبل الأوان ، في بلداننا نتجاوز كل المقاييس و القوانين الدولية للحرب التي ترعي شئون و قوانين الاشتباك سواء كان في سوريا ، اليمن ، فلسطين ، و خاصة ما شاهدناه في الفترة الاخيرة في الغوطة الشرقية يتجاوز كل هذه الحدود و مجرد أن ينتظر العالم بأسره ليسمع  و يشاهد ما يحدث و كأنه خبر عادي يومي ،  و قد تجسد كل هذا في تأخر اصدار قرار الامم المتحدة لمدة شهر للتفكير في إنقاذ الأبرياء في الغوطة للسماح لتمرير المساعدات الانسانية . فجميع مؤسسات الاغاثة تقف أمام عقبات هائلة تفوق امكانياتها لأن هذا الأمر في النهاية هو قرار دولي. المصالح السياسية هي التي تتحكم في مسار المعركة سواء في سوريا او في اي مكان اخر.

هذا لا يبرر أبدا اننا كجالية عربية أمريكية نقف متفرجين. بعض المؤسسات الحقوقية العربية للأسف موقفها مخزي فيما يتعلق بالقضايا العربية مثل ما حدث بعد قرار الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأمريكية الي القدس و في المقابل تقوم بتحركات ايجابية في بعض القضايا مثل ما حدث في حادث اطلاق النار في فلوريدا. أنا لا اعتقد أنه يوجد اختلاف بين ضحايا فلوريدا و ضحايا الغوطة أو اليمن او أي ضحايا انسانية في أي مكان في العالم . و لذلك يجب أن يكون الموقف واحدا ً . و لكن كما ذكرت قبل حتي الانسانية أصبحت موضع وجهات نظر مختلفة. و لو عدنا بالذاكرة قليلا أيام الحرب في العراق ، اذا أعلن أحدهم اعتراضه علي الحرب في العراق كان يتم اتهامه بأنه موالٍ لصدام حسين ، نفس الشيء عند الاعتراض علي الحرب علي غزة و لبنان ، فدائما هناك هذا الجدل . و الان عندما تتعالي النداءات لوقف المعاناة في الغوطة يتهمك البعض بانك تدعم النظام أو جهة بعينها. أنا أعتقد أن الجالية العربية في أميركا بمؤسساتها المختلفة قادرة أن تفعل اكثر مما شاهدناه حتي الآن ، حتي ” أضعف الايمان ” لم ينطبق علي تلك المعادلة.

 د. شادي مع استمرار النقص في المواد الغذائية و الطبية ماذا يمكن أن نفعل

بسبب عدم تنفيذ الهدنة المتفق عليها لم يتم السماح لسيارات الإغاثة بالدخول ، سوريا تتعرض للقذف و أيضا للتخلي من أبنائها و كأنها أصبحت قصةً يتجنب الجميع الحديث عنها ، علي سبيل المثال لا الحصر، نحن منذ أسبوع نناشد بعض المساجد هنا في المنطقة في ديترويت ، الكنائس تواصلت معنا وأظهرت تعاطفها و أرسلت تبرعاتها وفي المقابل المؤسسات الدينية الاسلامية لم تتواصل معنا و كأن القضية لا تعنيها . أنا أري أن هذا عارٌعلينا. أنا أخاطب الجميع أن يتقدم بالمساعدة سواء من خلال مخاطبة النائبين المسئولين أو توجيه نداءات الي الكونغرس  ، فطرق الضغط هذه من الممكن أن يكون لها نتيجة ايجابية أو من خلال تقديم المساعدات مباشرة إلى مراكز الإغاثة لتوصيلها الى المناطق المنكوبة فهذا واجبنا بغض النظر عن أطراف النزاع ، نحن نريد أن نساهم في تحسين الأوضاع الإنسانية لهؤلاء الابرياء الذين ظلوا يعانون من نقص المواد الغذائية و الطبية لوقت طويل.

الاعلامية ليلى الحسيني تستكمل الحديث مع الاعلامي الدكتور عاطف عبد الجواد الذي يجيب على هذا السؤال  ( ماذا بعد وقف اطلاق النار في الغوطة ) وذلك في الجزء الثاني من هذا الحوار ….. تابعونا
للاستماع الى الحلقة كاملة من راديو صوت العرب … اضغط على الرابط التالي

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى