الراديو

راديو صوت العرب يبحث أسباب خروج المنتخبات العربية من المونديال

الناقد والمعلق الرياضي د. طارق الأدور : نحن نعتبر التأهل لكأس العالم إنجازا في حد ذاته

إعداد: هارون محمد– مروة مقبول

تحرير : مجدي فكري

للمرة الأولى في تاريخ المونديال تشارك 4 دول عربية ولكن بدون إنجاز

* علقت الجماهير العربية وعشاق الكرة أمالها على وصول الفرق العربية إلى نهائيات المونديال ، خصوصا بعد مشاركة أربعة منتخبات عربية في نهائيات كأس العالم في روسيا  2018، وهي الأولى في التاريخ

لكن بخسارة المنتخب التونسي أمام بلجيكا في دور المجموعات بخمسة أهداف مقابل هدفين تكون تونس اخر ممثل للدول العربية في مونديال حيث كانت هذه المباراة هي الفرصة الاخيرة للمنتخب التونسي وللمنتخبات العربية للاستمرار في المنافسة في كأس العالم

خيبة أمل الجماهير العربية

أصابت نتائج المنتخبات العربية في المونديال عشاق كرة القدم عبر الدول العربية بخيبة أمل كبيرة بعد أن كانوا يعلقون آمالا كبيرة على المنتخبات العربية المشاركة في أن تقدم عروضا أفضل بعد غياب طويل عن كأس العالم

ماهو سر خروج العرب من المونديال

ويبدو السؤال للمتابع العربي وأيضا للمغتربين، ما أسباب خسارة المنتخبات العربية، وما هو السر؟،

 ينضم إلينا من مصر الصحفي والناقد الرياضي والمذيع المتألق الدكتور طارق الأدور في إطلالته الأولى على عرب أميركا على أثير صوت العرب من أميركا، في مداخلة حول أسباب خسارة المنتخبات العربية في مونديال روسيا 2018،وهذه الفقرة تأتي برعاية IB-CAP .

*دكتور طارق ما هو السر … ما أسباب خسارة المنتخبات العربية ؟

**في الحقيقة أنتِ تحدثتي في بداية كلامك عن الإنجاز الكبير في وصول أربعة منتخبات عربية لأول مرة

كنا نرى وصول منتخب عربي واحد وأحيانا منتخبين ولكن وصول أربعة منتخبات عربية كان إنجازا جيدا للكرة العربية وكان يتوقع عشاق الكرة في الوطن العربي أن يكون هناك نتائج عربية جيدة من حيث أن أحد الفرق يتأهل إلى الدور الثاني أو أن يكون هناك انتصارات ولكن في الحقيقة فعلا المنتخبات العربية الأربعة لعبت ثمانية مباريات في الجولتين الأولى والثانية خسروا الثمان المواجهات بالكامل حتى لم يحدث أي تعادل،

فمصر خسرت مباراتها أمام روسيا وأوروجواي ، والسعودية خسرت في نفس المباراتين أيضا ، المغرب في المجموعة الثانية أيضا خسرت مباراتيها وتونس خسرت في لقاءيها الأولين فبالتالي خرجت الكرة العربية بدون تعادل وهذا كان مزعجا للكرة العربية  ، ومخيبا جدا للآمال.

أسباب الخروج من المونديال

** هناك أسباب كثيرة وبعضها معروف وبعضها يمكن لم يتناولها الإعلامي العربي بشكل جاد وبشكل حازم للتخلص من هذه النتائج التي دائما ما تكون سلبية، وهناك أسباب معروفة للجميع وأول هذه الأسباب التي أدت لتراجع الفرق العربية هو أن الدول العربية بشكل عام واتحاداتها الكروية دائما يعتبرون أن مجرد التأهل للمونديال هو انجاز وهذه أكبر ضربة سلبية للفرق العربية، بمعنى أنه لو كانت الفرق العربية يتم تجهيزها لأن تلعب بالمونديال بشكل أكثر إيجابية لكي تحقق نتائج لما كنا وصلنا إلى هذه النتائج السلبية.

مصر وحلم التأهل بعد 28 عاما

فالبنسبة لمصر، كان هذا هو التأهل الثالث لها في تاريخها الكروي والأول منذ 28 عام –إيطاليا مونديال1990، وبالتالي كان الشعب المصري يعتقد أن التأهل هذا هو حلم والحلم تحقق بالفعل بالنسبة لاتحاد الكرة والعاملين في الكرة في مصربأنهم وصلوا إلى المونديال. وبعد ذلك يكون التفكير بخطوة مستقبلية وبأنهم يقوموا بإنجاز  يكون أقل قليلا.

تونس .. الحلم يتوقف مع الوصول لكأس العالم

ونفس الكلام للمنتخب التونسي الذي كان في السنوات الأخيرة حضوره أكثر إيجابية في الفترة الأخيرة و لكن في كل مرة تتأهل تونس، نرى أن كل الأوساط الكروية في تونس تعتبر أن مجرد التأهل للمونديال هو إنجاز كبير وأن هذا الإنجاز ربما يكون على حساب فرق عربية أخرى أكثر إيجابية في نتائجها،  ولكنهم لا يقوموا بمثل هذه الإنجازات للوصول إلى كأس العالم  و بالتالي يتوقف الحلم أيضا عند الوصول لكأس العالم.

المغرب وتراجع الطموحات

 حتى المغرب يمكن بمشاركاتها الأولى ، و أذكر أن أول مشاركة للمنتخب المغربي في كأس العالم كانت في عام 1986 وفي الحقيقة كانت مشاركة إيجابية جدا وحقق فيها انتصارات و خصوصا انتصارها على المنتخب البرتغالي و هذا الانجاز الإيجابي كان بسبب أن هناك مجموعة من اللاعبين لديهم طموحات مثل حداوي وكريمو لديهم طموحات كبيرة جدا أنهم يقوموا بإنجاز على المستوى الدولي، من خلال هذه المشاركة حققوا انجازات ولكنها لم ترتقي لتكون انتصارات وأيضا لنفس الأسباب.

د

السعودية .. الانجاز الأكبر في أول مشاركة

 المنتخب السعودي رغم وصوله للمرة الخامسة للمونديال، لكن حتى الأوساط الكروية السعودية تتحدث دائما على أن أول مشاركة سعودية في المونديال كانت إيجابية جدا حيث وصل الفريق إلى الدور الثاني  ونذكر الجيل الرائع  و منهم سامي جابر وسعيد العويران ويوسف  الثنيان الذين حققوا إنجازا كبيرا جدا . و بعد هذا المنتخب السعودي حتى الآن لم يحقق أي انتصار، فكان الانتصار الوحيد له هو أول مشاركة.

طموحات عربية محدودة

فدائما السبب الأول والأساسي هو اعتبار التأهل للمونديال إنجاز، فإذا أي شخص اعتبر أي شيء حققه إنجازا كبيرا وأقصى طموحاته فهو لا يفكر في الخطوة التالية ، وأن يبدع بعد هذا الإنجاز حتى يصل إلى نقطة أبعد وبالتالي أنا أرى أن هناك قصورا عربيا كبيرا جدا في التفكير فيما بعد التأهل للمونديال وهذا واحد من الأسباب الرئيسية.

كيف نتجاوز خيبة الأمل لتحقيق الانتصارات ؟؟

* إذاً متى يمكن للمنتخبات العربية أن تنافس بشكل جدي في المونديال إذا تجاوزنا خيبة الأمل التي شعر بها اللاعبون وأيضا الجمهور العريض الذي تابع هذه المباريات؟

** يجب أن نبدأ بالسلبيات التي جعلتنا لا نحقق انتصارات أو نقدم نتائج إيجابية. فتعديل هذه الأسباب هي من الأمور المهمة جدا حتى تتطور الكرة العربية .

و من السلبيات أيضا تواضع مستوى المسابقات المحلية في الوطن العربي . فهناك بعض المسابقات التي تحظى بالاهتمام و يشارك فيها محترفين مثل الدوري المصري والدوري السعودي وأحيانا على فترات الدوري المغربي ، ولكن هذه الدوريات لم ترقى بعد إلى مستوىالدوري الأوربيعلى سبيل المثال.  فاللاعبين يختلطون بمستويات فنية عالية جدا من خلال منافسات قوية جدا و مستوى فني عالي. و لذلك تحتاج المسابقات المحلية في الوطن العربي إلى إعادة نظر جادة جدا لكي تتمكن من إخراج لاعبين من المنتخبات الوطنية يستطيعوا بعد هذا أن يحققوا انجازات على مستوى كأس العالم.

تفاوت مستوى اللاعبين بسبب الفرق بين الهواية والاحتراف

هناك مشكلة أخرى هامة لم تتناولها وسائل الإعلام العربية وهي التفاوت الكبير في مستوى اللاعبين المحترفين في أوروبا بشكل خاص. و لا يخفى على أحد أن الهدف الأول والأسمى لأي لاعب في العالم هو الوصول إلى القارة العجوز- قارة أوروبا – والوصول إلى الاحتراف في نادي كبير في قارة أوروبا مثل إنجلترا وايطاليا واسبانيا ، فهذا هو حلم أي لاعب في العالم سواء عربي أو أميركي أو آسيوي أو أفريقي.

و النتيجة هي وجود تفاوت كبير جدا في المستوى الذي يقدمه اللاعبين المحترفين مع أنديتهم في أوروبا و عندما ينضمون إلى أنديتهم في المنتخبات الوطنية ، فهذا سبب آخر لتراجع النتائج ويحتاج إلى العلاج. فنظام ادارة الكرة في الدوريات الكبيرة مثل الدوريات الأوروبية يختلف كلاً وجزءً عن ما يحدث في المسابقات المحلية في الدول العربية. فمثلا لازالت الدوريات العربية الجيدة ، وإن كانت تطبق نظام دوري المحترفين ، تقترب لنظام الأقرب الهواية وليس الاحتراف فاللاعب ليس عليه أية ضوابط قوية يلتزم بها ، عكس الدوريات الأوروبية التي فيها مستويات عالية جدا من الاحتراف.  فأنا من وجهة نظري تطبيق ضوابط قوية جدا على هؤلاء اللاعبين سيؤدي إلىتقديم دوري محترفين يعود بالنفع على المنتخبات العربية.

اللاعبون المحترفون دوليا … ومدى انتمائهم

 يقدم بعض اللاعبين الذين يحترفون في أوروبا مستويات قوية جدا ومتميزة ، فمثلا المنتخب المغربي الذي يضم 23 لاعب فيها 3 لاعبين محليين فقط أما باقي اللاعبين فجميعهم من المحترفين في أوروبا.و هذا شيء جيد ، فهم يحتكون  بمستوى اللاعبين في أوروبا. و لكن في الواقع هؤلاء اللاعبين المحترفين جميعهم ولدوا خارج المغرب ، وبالتالي لا يربطهم بالمغرب إلا الجنسية وما عدا ذلك لا يوجد ارتباط نفسي ولا معنوي. لأن الارتباط بالوطن جزء مهم جدا، مما يعطي الدافع لللاعبين لأداء المباريات بشكل قوي. فهؤلاء اللاعبين يؤدون بشكل جيد و خاصة في المسابقات الكبرى مثل نور الدين أمرابط والمستوى الذي يقدمه وحكيم زياش وكريم الأحمدي ولكن الانتماء للوطن غير موجود، فهذه نقطة مهمة جدا تحتاج أيضا للدراسة بقوة لعودة العرب بشكل قوي إلى المونديال.

** ضعف اللياقة البدنية

* اللياقة البدنية كانت غائبة عن المنتخبات المشاركة و خصوصا العربية .. كيف ترى ذلك ؟

**بالنسبة للمستويات البدنية للفرق العربية الأربعة من مصر والسعودية وتونس والمغرب، من الجدير بالذكرأن مباريات كرة القدم مدتها 90 دقيقة ، انما مباريات الفرق العربية مدتها 75 دقيقة فقط ودائما يؤديها اللاعبين بمستوى بدني تقريبا متقارب مع الفرق المنافسة سواء أوروبية أو غيرها ، لكن بعد الدقيقة 75 دقيقة يحدث انهيار بدني رهيب. فيكون الفارق البدني في آخر ربع ساعة غالبا مؤثرا على نتيجة المباراة . فنلاحظ أن المستوى البدني للمغرب اختلف كثيرا في الربع الساعة الأخيرة عندما كان يلعب مع البرتغال.

و نفس الشيء للسعودية التي انهارت في الربع الساعة الأخيرة أمام روسيا ، فأصيب مرماها بهدفين من الأهداف الخمسة في آخر دقائق المباراة . وكذلك مصر خسرت في آخر دقيقة أمام أوروغواي في كأس العالم. ظهر هذا المستوى البدني في الكثير من المباريات حتى التي كانت قبل كأس العالم

فمثلا في اللقاء الودي بين مصر والبرتغال كان المنتخب المصري متقدم بهدف لمحمد صلاح حتى الدقيقة 90 من المباراة ، ثم قام المنتخب البرتغالي بتسجيل هدفين في مرمى منتخب مصر في الدقيقة 91 وفي الدقيقة 94. فحتى انتهاء الوقت الأصلي كانت مصر متقدمة ولكن في الوقت بدل الضائع  يسجل رونالدو بضربات رأسفي مرمى مصر ضربتين فتخسر المباراة بعد أن كانت هي الفائزة.

النواحي البدنية هي نقطة مهمة جدا كان يمكن أن نتجنب سلبياتها اذا كان لدينا مسابقات محلية قوية تساعد في اعداد لاعبين بشكل جيد واحترافي و يؤدون بنسق بدني ينافس اللاعبين الأوروبيين ولاعبي أميركا الجنوبية. فأنا أرى أن اللاعبين المحترفين في الدول العربية أيضا مستوياتهم البدنية أيضا تتأثر في الدقائق الأخيرة من المباريات

الوطن العربي الأقل في النواحي البدنية الفطرية

حتى تجد بعض اللاعبين العرب المميزين جدا على المستوى الفني يلعب حتى الدقيقة 70 ثم  يتم استبدالهم في اخر 20 دقيقة للمباراة. و هذا بسبب أن كل المسابقات المحلية لا تنتج لاعبين لديهم نواحي بدنية عالية ، بالاضافة إلى نقطة هامة جدا قام بدراستها علميا بعض المسؤولين البدنيين في العالم ، و هي أن الحزام الخاص بالوطن العربي كله موجود في منطقة هي الأقل في النواحي البدنية الفطرية . فدائما النواحي البدنية موجودة بشكل قوي جدا عند اللاعبين الذين هم حول خط الاستواء كالأفارقه  ولاعبي أميركا الجنوبية . كما توجد النواحي البدنية العالية بشكل فطري في اللاعبين الموجودين في الشمال والمناطق الباردة جدا  فكلما اتجهت من منطقة خط الاستواء إلى الشمال تقل المعدلات البدنية والتي نسميها فطرية أي موجودة بشكل فطري لدى المواطن ، وكلما اتجهت من الشمال إلى الجنوب أيضا تقل النواحي البدنية الفطرية. أما حزام الوطن العربي  فهو موجود في الوسط و هذا يعني أقل معدلات بدنية و بالتالي يحتاج الأمر إلى دراسات معينة لاختيار اللاعبين المؤهلين بدنيا.

أهمية مباراة مصر والسعودية

و في تعليق عن لقاء منتخبي مصر و السعودية يقول الدكتور طارق الأدور الصحفي والناقد الرياضي

مباراة مصر والسعودية بشكل خاص أكثر من أنها مباراة ليس لها قيمة على المستوى إلا أنها تحدد المركز الثالث وتحقق للفريق الفائز أول فوز له في المونديال، إلا أنها مباراة نسميها نحن الرياضيين” دربي عربي”  وهو الذي يكون دائما حافل بالأحداث القوية ويكون عليه تركيز أعلامي عربي كبير .

السعودية حققت قبل هذا فوز على بلجيكا في أول مشاركة عام 1994. و لم تحقق مصر خلال مشاركاتها في المونديال أي فوز.

 المباراة لها قيمة أخرى خارج نطاق المونديال مهمة ، فهي المباراة رقم 11 التي تجمع بين مصر والسعودية و قد فازت مصر قبل هذا في سبع مباريات بينها وبين السعودية ومباراتين انتهت بالتعادل  والفوز الوحيد الذي كان للسعودية على مصر قبل ذلك كان في بطولة كأس القارات عام 1999و كان الفوز العريق على ما أتذكر 5 – 1 .

الحضري وأرقام قياسية في المونديال

أيضا عصام الحضري الذي حقق رقما قياسيا عالميا كأكبر لاعب مشارك في المونديال في تاريخه في سن 45 سنة وخمسة أشهر وعشرة أيام ، ويكون أكبر لاعب في تاريخ المونديال حيث ضرب رقم اللاعب فريد موندراجون الحارس الكولومبي  الذي شارك في البطولة الماضية و كان يبلغ من العمر 43سنة وثلاثة أشهر ولكن أيضا سيبقى رقم مصري مهم جدا.

لمتابعة اللقاء عبر اليوتيوب 

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى