الراديو

بين الفرح والقلق.. كيف تستقبلين خبر حملك في توأم؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني

أعده للنشر: مروة مقبول ومحمد سليم

أصبح الحمل بتوأم أو أكثر أمرًا شائعًا في السنوات الأخيرة بسبب عاملين رئيسيين، أولهما هو لجوء المزيد من الأزواج إلى علاجات الخصوبة. ففي عمليات التخصيب أو التلقيح الاصطناعي يتم وضع جنينين في رحم الأم، وتكون 24 بالمائة من الولادات توأمًا أو ثلاثة توائم. وهذا رقم أعلى بحوالي 20 مرة من معدل الحمل الطبيعي.

أما العامل الثاني فيتمثل أن النساء أصبحن ينجبن مواليد في سن متأخر من حياتهن، حيث تتمتع الأمهات الأكبر سناً بفرصة أعلى للحمل بتوأم بدون تقنيات المساعدة على الإنجاب.

أما بالنسبة للحمل في سن وظروف طبيعية فإن فرص الحمل بتوأم تتوقف على التاريخ العائلي للمرأة، حيث أن العامل الوراثي يظل سببًا مهمًا من أسباب وعوامل أخرى تزيد من فرص حملك بتوأم

وبحسب دراسات حديثة هناك تزايد في حالات ولادة التوأم في الولايات المتحدة الأميركية بنسب أكبر من السابق، وكانت أول حالة ولادة لثمان توائم في الولايات المتحدة الأميركية في عام 1998 في مدينة هيوستن بولاية تكساس.

ووفقا لتقرير صدر مؤخرا عن المركز الوطني للإحصاءات الصحية، ارتفع معدل ولادات التوائم بنسبة 76% بين 1980 إلى عام 2009، وخلال السنوات الماضية ارتفع هذا المعدل إلى أن أصبح واحدًا من كل 30 مولود في الولايات المتحدة هو توأم.

وكما يعني الحمل بتوأم فرحة مضاعفة، فهو يعني أيضًا زيادة المخاطر والمتاعب التي قد تتعرض لها المرأة أثناء الحمل، وهو ما يتطلب معرفة ما يمكن توقعه من أبعاد ومضاعفات صحية، والتي يجب وضعها في الحسبان سواء كانت أثناء فترة الحمل، أو أثناء الولادة، أو بعد الولادة.

للحديث حول هذا الموضوع استضافت الإعلامية ليلى الحسيني الدكتور فائق نيكولاس شما، الحاصل على البورد الأميركي في أمراض العقم، وأخصائي الغدد الصماء والأمراض التناسلية، وذلك في حلقة جديدة من برنامج “طبيب وراء الميكرفون”، على راديو صوت العرب من أمريكا.

تناولت الحلقة موضوع الحمل بأكثر من جنين، وسعت إلى الإجابة على العديد من الأسئلة المطروحة لدى النساء حول هذا الموضوع مثل: هل يمكن أن أكون حاملًا في توأم؟، متى تزداد فرص الحمل بأكثر من جنين واحد؟، ما هي أشهر علامات وأعراض الحمل بتوأم؟، ما هي المضاعفات التي قد تتعرض لها الحامل بجنين واحد؟، ما هي النصائح والاحتياطات التي يجب أن تتبعها الأم الحامل في توأم؟

التوائم في أمريكا

* دكتور.. دعنا أولاً نتحدث عن الحقائق التي أوردناها في مقدمة الموضوع، هل ما ذكرته حول ازدياد نسبة المواليد التوائم في أميركا صحيح؟

** طبعًا صحيح، فإذا نظرنا للإحصائيات من السبعينات حتى 2007 وهي أخر إحصائيات موجودة، سنجد أن نسبة التوائم زادت بالولايات المتحدة، حتى أنه من كل 1000 طفل يولدون هناك 30 منهم يكونوا توائم، والسبب الرئيسي هو تطور التكنولوجيا، خاصة فيما يتعلق بأطفال الأنابيب، ولكن النسبة الأكبر تعود للمنشطات التي يتم إعطاؤها لمن يرغبون في الإنجاب، والتي تجعل لدى المرأة أكثر من بويضة واحدة كل شهر، وهذا هو السبب الرئيسي في ولادة حوالي 65% من التوائم الثنائية أو الثلاثية أو أكثر.

تطور التكنولوجيا

* متى تزداد فرص الحمل بتوأم؟، وهل عملية التخصيب هي السبب الأول في إنجاب التوائم كما هو شائع؟

**هذا غير صحيح لعدة أسباب، أهمها أن الإحصائيات أوضحت أن أكثر التوائم أو التوأم الثلاثي تأتي بسبب المنشطات التي تتناولها النساء اللاتي لديهن بعض المشاكل في الحمل، وهذه النسبة أكثر من أطفال الأنابيب، ولكن السبب وراء هذه الإحصائيات أن التكنولوجيا تطورت لدرجة أنه لم يعد هناك داعي لوضع عدد كبير من الأجنة عندما نقوم بعملية أطفال الأنابيب.

وفي عام 2017 أي منذ عام تقريبًا.. أصدرت الجمعية الأميركية للعقم وثيقة تنصح بأن يضع النساء تحت عمر الـ38 سنة جنينًا واحدًا في عمليات طفل الأنبوب، وكانت هذه أول مرة يضعوا فيها جنينًا واحدًا، لأن هذا الجنين لديه نسبة عالية لحدوث الحمل. وأنا مثلا أقوم بـ 5 أو 7 عمليات من هذا النوع، وكل امرأة قبل أن نضع لها الجنين أو الأجنة، نجعلها تقرر إذا ما كانت تريد جنينًا واحدًا أو اثنين، فأغلب النساء تفضل وضع أكثر من جنين، لسبب وجيه وهو أن نسبة الحمل تزيد بالنسبة لهم إذا تم وضع أكثر من جنين.

مثلا إذا أتيتِ إلينا وتريدين أن تقومي بعملية طفل الأنبوب، وعمرك تحت الـ 35، فنسبة النجاح إذا وضعتِ جنينًا واحدًا تكون 55% تقريبًا، وإذا وضعتِ اثنين فنسبة النجاح تصبح 70%  تقريبًا، وفي معظم الحالات يصبح لديكِ توأم، ونسبة 2% من حالات التوائم تصير 3  أو أكثر لأن الجنين ينقسم إلى اثنين.

وعندما يسمع الأزواج تلك الإحصائيات يدفعون الأموال، خصوصًا عندما يعلمون أن نسبة النجاح 55% إذا وضعنا جنينًا واحدًا، و70% إذا وضعنا جنينين، ولكنهم لا يفكرون في المستقبل بشأن المضاعفات التي قد تحدث للمرأة إذا أصبحت حامل في توأم، لكنهم يفكرون في نسبة النجاح بأول مرة، ولكني أخبرهم أن النسب تظل هي نفسها، وأن نسبة النجاح تزيد لكن المضاعفات التي ستحدث بسبب الحمل ستكون أكثر في حالة التوأم.

وهناك معلومة أخري مهمة جدًا، فهناك حالات من المرضى، تقريبا نصف المرضى الذين يأتون إليّ، نقوم معهم بعمل فحص جيني للأجنة قبل أن نضعها في الرحم، بمعني أننا نأخذ الجنين ونفحصه من الناحية الوراثية لنعلم إذا كان طبيعيًا أو غير طبيعي، وفي تلك الحالات لا يمكن أن نضع أكثر من جنين واحد، لأن نسبة النجاح في هذا الوقت لجنين واحد أصبحت 72%، وهذا يوضح أننا نريد أن نزيد نسبة النجاح أكثر من أن نزيد نسبة التوائم.

الفحص الجيني

* إذًا الفحص الجيني يقلل من مخاطر حدوث إجهاض للحمل، كما أننا أصبحنا غير مضطرين لوضع أكثر من جنين لزيادة نسب النجاح حتى لا تتعرض السيدة لمضاعفات الحمل بتوأم، أليس كذلك؟.

** صحيح جدًا، لأن نسبة النجاح تزيد، ونسبة الإجهاض تقل كثيرًا عندما نقوم بالفحص الجيني للطفل، لأنه حتى إذا كان عمر المرأة تحت الـ 35 فإن نسبة 55% من الحالات يكون الجنين فيها غير طبيعي، ولا يمكن أن يحدث للسيدة إجهاض في تلك الحالة بسبب الكثير من المشاكل التي يمكن أن تحدث.

* هل الفحص الجيني مُكلّف في بعض الأحيان؟

** تقريبًا نصف المرضى الذين يقومون بعمل طفل الأنبوب يقومون بعمل فحص جيني على الطفل، ووقتها نضع جنينًا واحدًا، والفحص الجيني يكلف من 5000 إلى 10000 دولار زيادة عن الفحص التكنولوجي العادي، لأنك تأخذين من الجنين 4 أو 5 خلايا من أصل 300 خلية، ونقوم بعمل الفحص الجيني لها، وهي التي تظهر لنا ما إذا كان الطفل طبيعيًا جينيًا أم لا، وبعدها نجمد الجنين، وبعد أربعة أسابيع نضعه في الرحم.

أدوية التخصيب

* دكتور..إذا كان التخصيب ليس هو العامل الأساسي، فما هي الأسباب الأخرى للحمل بتوأم؟

** في الولايات المتحدة الأميركية أغلب الأسباب تكون طبيعية، فتقريبا 3% من الأجنة التي تحمل يكونوا توأم، و80% بالمائة من التوائم يولدون بشكل طبيعي، وهذا لسبب بسيط، فكل شهر يتكون عند المرأة بويضة واحدة، ولكن تقريبا في 3% من هذه الحالات تقوم بتكوين بويضتين وتحمل بتوأم، لذا أغلب التوائم الذين كانوا يولدون قبل 1980 أو كلهم كانوا يولدون بشكل طبيعي، ولكن قبل 1980 كانت نسبة ولادة 3 توائم أو أكثر قليلة، فمن بين كل 2000 إلى 8000 طفل يولد 3 فقط توائم، لكن تلك النسب زادت بعد عام 1980 بسبب زيادة التكنولوجيا وأدوية التخصيب.

فنسبة 20% من التوائم الذين يولدون الآن سببهم الأدوية التي تعطى لزيادة عدد البويضات التي تخرج كل شهر، وهي أدوية إما تعطى بالفم مثل “كلومت”، والأخرى تسمي “بيمارا”، وفي الولايات المتحدة تلك الأدوية تعطي بالفم، ويجب أن تعطى للذين لا تتكون لديهم بويضات كل شهر، والمشكلة أن هناك أطباء كثيرون ليس لديهم مشكلة في زيادة البويضات، وعند أخذ تلك الأدوية بالفم يزيد عدد التوائم من 3% تقريبا إلى 5 أو 8%.

* ما هي نسبة المخاطر من هذه الأدوية، وما هو العمر الذي يجب أن تتجنب فيه المرأة تناولها، وهل لها أساسًا علاقة بالعمر؟

** نعم لها علاقة، فنسبة التوائم تزيد كلما زاد عمر المرأة، و لا نعرف حتى الآن لماذا، والآن معظم الأطباء يعطون تلك الأدوية للنساء اللاتي لديهن مشكلة في الحمل، ومعظم هؤلاء أعمارهن كبيرة، فكما ذكرت لك إذا أخذوا تلك الأدوية بالفم تزيد نسبة التوائم وتصل إلى 8%، والآن إذا أخذت المرأة  تلك الأدوية بالحقن تزيد تلك النسبة من 15% إلى 30% من الحالات، بمعني أن كل سيدة من كل 3 سيدات تحمل بتوأم، وثلث تلك النسبة تكون توأم ثلاثي أو أكثر، فمعني ذالك أن نسبة الحمل بتوأم تزيد إلى 8% في حالة أخذ الأدوية بالفم، وتزيد إلى 30% في حالة الحقن، وثلث الـ 30% يكون لديهم توأم ثلاثي أو أكثر .

مشكلة المنشطات

* دكتور.. ما هي  الحالات التي تنصح بأخذ منشط فيها؟

** أنا لا أحب أكذوبة المنشط، لكن هناك سيدات لا ينتجن بويضة كل شهر، وهذا بسبب ما يسمونه بتكيس المبايض، وهؤلاء مجبورات على أخذ تلك الأدوية حتى يقمن بعمل بويضة، خصوصًا إذا كان الرجل ليس به أي مشكلة، وكانت الأنابيب مفتوحة والرحم طبيعي. إذاً في تلك الحالات يجب إعطاء السيدة تلك الأدوية حتى تستطيع عمل بويضة كل شهر، وإذا لم ننجح في ذلك يمكن القيام بخطوة طفل الأنابيب.

ولكن المشكلة أن كثيرًا من النساء يأخذن تلك الأدوية دون أن يكون لديهن أي مشكلة في عمل بويضة كل شهر، والأخصائيون مثلي عندهم مشكلة بهذا الموضوع، لأننا نجد الكثير من المرضي يأخذون تلك المنشطات، ولا يخبرهم أحد عن المضاعفات التي قد تحدث لهم.

* هل تنصح حضرتك بأن تذهب السيدة إلى مختص قبل أن تباشر بأخذ تلك الأدوية؟

** أريد أن أقول لكِ أن من 10 إلى 15% ممن يجربوا الحمل ولا ينجحوا يجب أن يقابلوا أخصائي بالطبع، ولكن تقريبًا 90% منهن يقابلن طبيب النساء العادي وليس المختص، والمشكلة أيضًا أنه ليس هناك عدد كاف من المختصين ليقابلوا تلك النسبة من المرضى، ونحن نتكلم عن عدد يتكون من 7.5 مليون شخص بالولايات المتحدة، فليس هناك أطباء زيادة لمعالجة هؤلاء الأشخاص، والحمد لله أن أغلبهم يكون عنده مشكلة بسيطة لها علاقة بأنه لا تخرج بويضة كل شهر، وهذا يمكن أن يعالجه طبيب النساء العادي.

ولكن في رأيي إذا توفر المجال لمقابلة أخصائي فهذا سيكون أفضل من أن يقابلوا أحدًا آخر، فنحن نعرف أن العلم يساعد في علاج الكثير من الأمراض، ولكنك تجدين أناسًا يجربون هذه الأدوية ثلاثة أشهر ثم 6 أشهر حتى فترة عامين، ثم بعدها يقررون أن يأتوا إلينا ليرونا، والدراسات بالأصل تقول أنه إذا جربت تلك الأدوية أكثر من ثلاثة أشهر ولم يفلح ذلك.. إذا فلن يفلح أبدًا.

ما هي المشكلة؟

هناك أيضًا مشكلة أود أن أتكلم عنها وهي أن البعض قد يتساءلون: وما هي المشكلة بالتوأم؟!، وأنا أقول لهم ليس هناك مشكلة بالتوأم، ولكن المشكلة هي المضاعفات التي تحدث عند الحمل بالتوأم، فعند المرأة  في الحمل الطبيعي تكون المدة حوالي 39 جمعة، أي ما يساوي 9 أشهر عند النساء، ولكن عندما تحمل المرأة بتوأم يكون المعدل 69 جمعة، و50% من الحالات يلدن قبل وقتهن، فمثلا يولد الطفل ووزنه 2500 جرام بدلاً من أن يكون 3100 جرام، ويولد أيضًا قبل وقته، وإذا ولد قبل وقته يكون عنده مضاعفات ما يسمونه بالمشاكل الخلقية، خاصة مشاكل الدماغ، وتكون تلك النسبة في حالة التوأم أربعة أضعاف النسبة عندما يكون طفلاً وحيدًا، لذا نحن لا نفضل أن يكون هناك توأم.

فإذا كانت هناك سيدة حامل بتوأم ثلاثي تكون فترة الحمل من 62 الـ 63 جمعة، و90% منهم يلدوا قبل وقتهم، ويكون معدل وزن الطفل فيهم 1700 جرام بدلاً من أن يكون 3100 جرام، فنحن تقريبًا نتكلم عن نصف وزن الطفل الطبيعي، وعندما يحدث ذلك يكون عرضة 17 مرة أكثر من الطبيعي لحدوث مشاكل بالدماغ  تؤثر علي هذا الطفل، فإذا كانت المرأة حامل بتوأم فنحن نتكلم عن 10% من الحالات يكون فيها واحد من الثلاث أطفال عنده مشاكل طوال عمره، وبعض الأوقات يكون اثنين منهم أو الثلاثة كلهم، ونحن دورنا أن نساعد هؤلاء الأشخاص لكي يكون لهم عائلة طبيعية، ولا نريد أن نزيد من مشاكلهم، لأن هذا الولد سيكون سبب فرحة لأهله وليس تعباً لهم.

أسباب طبيعية

* وراثيًا دكتور، إذا كانت هناك نسب عالية بولادة التوأم في عائلة الأب أو الأم، فهل هذا يؤثر بالضرورة؟

** كما ذكرت لك قبل قليل، فأغلب التوائم الذين يولدون الآن يكونون لأسباب طبيعية، وهذا قد يرجع إلى أن الأهل عندهم نسبة عالية من التوائم بالعائلة، ونحن حتى الآن لا نعرف لماذا يحدث ذلك، ولكن العائلة التي بها نسبة توائم عالية يكون الأولاد فيها معرضون أكثر لإنجاب التوائم، وفي بلاد مثل نيجيريا نسبة التوائم زادت بسبب شيء معين يوجد في الطبيعة هناك يجعل المرأة تخرج أكثر من بويضة واحدة كل شهر، وهذا له علاقة بالطبيعة هناك لأن هؤلاء النساء مثلا عندما يأتين إلى الولايات المتحدة تقل نسبة التوائم لديهن.

بين أوروبا وأمريكا

* لكن لماذا تقل نسبة التوأم في أوروبا عنها في الولايات المتحدة؟

** في أوروبا الآن نسبة عدد الأولاد من شخصين هي فقط 1,3% بأسبانيا واليونان وإيطاليا، فهم ينجبون عادة أقل، وهم لا يريدون إنجاب عدد كبير من الأطفال، والتكنولوجيا في هذه البلاد تجبرهم على أن يضعوا جنينًا واحدًا في عمليات طفل الأنابيب، وليس مثلما يحدث هنا في الولايات المتحدة الأميركية يكون الموضوع استشاريًا وليس إجباريًا، لأن الدولة هناك تدفع تكاليف هذا الموضوع.

ولأننا لم نتكلم عن كم يتكلف المجتمع إذا وُلد الطفل قبل وقته، ووضع  فترة طويلة بالحضانة، وكم يكلف ذلك من الناحية الطبية، ففي تلك البلاد التي تدفع ثمن العلاج، يتم إجبار النساء بوضع جنين واحد حتى لو كانت تلك المرأة كبيرة بالعمر، فبسبب تلك الحالات تقل نسبة التوائم في أوروبا.

أنواع التوائم

* دكتور نيكولاس.. ما هي المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها السيدة إذا كانت حاملاً بتوأم؟

** أول شيء قبل أن أجيبك علي سؤالك، سأخبرك عن معلومة لم أقلها بعد، وهي أنه هناك نوعين من التوائم، النوع الأول من بويضة واحدة تنقسم لقسمين عندما يتم تلقيحها، وهذه الأجنة تكون متطابقة وتحدث عندها مشاكل أكثر من الأجنة المكونة من أكثر من بويضة، ولكن معظم الحالات تكون من أكثر من بويضة.

والجنين الذي يخلق من بويضة واحدة وينقسم إلى اثنين يكون من الناحية الجينية معرضًا أكثر أن يكون عنده خطئًا بالأجنة، ثاني شيء إذا كان الجنين المنقسم مثل كيس واحد فتكون تلك الأجنة المتطابقة معرضة أكثر أن يكون عندها مشاكل،  فيرتبطوا مع بعضهم البعض ويمكن أن يحدث إجهاض. وإذا كانوا بأكياس مختلفة، ولكن متطابقين، تكون 10% من الحالات خطيرة جدًا فيذهب الدم من جنين إلى جنين أخر، ويكون عندهم مشاكل خطيرة بالقلب تؤثر علي الطفلين، ولكن هذه المشاكل لا تحدث في هذه الحالة إلا بنسبة قليلة، ولا تحدث في حالة الأجنة غير المتطابقة، وهذا ليس له علاقة بالتكنولوجيا.

مخاطر الحمل بتوأم

أما بالنسبة للمضاعفات التي تحدث فيمكن أن نقسمها إلى قسمين، الأول عندما يولد الطفل قبل وقته ويحدث عنده مشاكل بتكوين الدماغ ومشاكل بالنسبة للعيون والأسنان والجهاز الهضمي، وكل هذا له علاقة بالحمل القصير، حيث يُولد الطفل الصغير قبل وقته. والله عز وجل قد خلق المرأة حتى تلد ولدًا واحدًا، ولكن 3% من الحالات عندما يولد طفلين أو ثلاثة تكون المرأة معرضة أكثر للمشاكل بالضغط، حيث تكون نسبة الضغط عادة عند 8% من الحالات، ولكن ترتفع هذه النسبة إلى 37% بين الحوامل، فالضغط يعتبر ردة فعل النساء حتى تعطي دم زيادة للجنين، وإذا كان الجنين أكبر تكون نسبة اللاتي لديهن مشاكل بالضغط أكبر بكثير وتصل تقريبًا إلى الثلث.

وإذا كانت المرأة عندها مشاكل بالضغط، فإن هذا يؤثر على الكلى، مثل تسرب البروتين على الكلى، وأيضًا مشاكل بالكبد وكل الجسم، وهي أمراض تجبر المرأة أن تلد قبل وقتها، وثاني مشكلة هي نسبة السكري، فعادة 5 أو 6% من الحالات يكون عندهم سكري، وهذا في حالة الحمل بطفل واحد، أما في حالة الحمل في اثنين تزيد نسبة السكري ضعفين وتكون 10%، مما يجعل الطفل يولد أكبر وعنده أمراض ومشاكل، فهذه مشكلة كبيرة لنا، لأن المرأة تضطر إلى أن تلد بطريقة غير طبيعية وهي القيصرية، وإذا دخلنا في الطريقة القيصرية فسيكون هناك احتمالات بمضاعفات نتيجة الجراحة.

* لماذا توجد نسبة عالية من الأطباء بالولايات المتحدة ينصحون بالولادة القيصرية حتى لو لم تكن الأم عندها مشاكل ويمكن أن تلد بشكل طبيعي؟

** بالنسبة للجراح سيفضل الولادة القيصرية، لأنه يأتي للعملية الساعة 8، يولد الطفل 8.15 ويكون في بيته الساعة 8.30، وما أريد أن أقوله هو أنه أهون لي كجراح أن أتمم الولادة بالطريقة القيصرية، ولكنها صعبة جدًا علي المرأة لأنها جراحة، حيث ستمكث بالمستشفي من يومين إلى ثلاثة.

* دكتور ..دعنا نستكمل حديثنا حول المضاعفات التي يمكن أن تحدث للحامل بتوأم؟

** كما ذكرنا، كل المضاعفات ليس لها علاقة بالناحية الجينية، ولكن بالحمل القصير، فمثلا يولد الطفل إذا كان توأم ووزنه 2500 جرام، وإذا كانوا ثلاثة يولد الواحد منهم ووزنه 1700 جرام، وهذا يكون سبب لمعاناته من مشاكل بالأكل والتنفس، وهو ما يجعلنا نضعه على أجهزة التنفس، وليس لديك أدني فكرة عن المضاعفات التي يمكن أن تحدث له وهو يمكث بالعناية الفائقة للأطفال أسبوعًا أو أسبوعين أو حتى شهرين، حيث تكون نسبة الوفاة للطفل أكثر إذا كانوا توأم، وحتى بالنسبة للمرأة تحدث مضاعفات، فهذا التوأم يأخذ مساحة من جسد المرأة مما يخلق عندها مشكلة القيء في أول الحمل ويزيد ضغطها، وهكذا.

حياة الطفل

* لماذا يحدث موت للطفل في حالة التوأم في بطن الأم، وما هو الحل ؟

** هناك عدة أسباب لذلك، ولكن الأسباب التي تؤدي إلى وفاة الطفل أثناء الحمل حتى لو كان طفلا وحيدًا أو توأمًا فليس هناك اختلافات كثيرة في الأسباب بين الحالتين، فالسبب الأول والأخير لوفاة الطفل يكون مشاكل جينية عند الطفل، وإذا كان غير طبيعي خلقيًا.

وفي أغلب الحالات للتوأم لا يكون الأمر على الحالة التي بدأ فيها الحمل بتوأم، حيث قد ينتهي الأمر بولادة طفل واحد، وهذا لأن الطفل الذي عاش يكون طبيعيًا، والطفل الذي مات في بطن الأم يكون غير طبيعي، وهذه الحالة تسمي بـ “vanishing twin centre”  وفي هذه الحالة نري أن الطفل الآخر اختفي، ولكن هو لا يختفي فقط عندما يموت، بل يمتصه الجسم ويعطيه للجنين الآخر.

 ومن الأسباب الأخرى التي ليس لها علاقة بالأشياء الخلقية، وهي حالة مخصوصة، إذا كان هناك دم يخرج من طفل ويذهب إلى طفل آخر، وتسمي بـ “  twin transfusion”، وهذه الحالة عندما تحدث في حالة التوأم المتطابقين يكون هناك خطر كبير على الطفل.

* دكتور.. بماذا تنصح إذا حدث وفاة لأحد الأجنة خلال الحمل قبل الولادة، وهل تلك الحالة نادرة؟

** هي حالة نادرة، لأن أغلب حالات الإجهاض تحدث في أول ثلاثة أشهر من الحمل، ولكن في آخر الحمل تكون النسبة 1% فقط من الأطفال الذين يتوفون بين الشهر الـ 7 والـ9 ، فإذا توفي ولد من التوائم، والآخر مازال على قيد الحياة وينمو بطريقة طبيعية فليس هناك مشكلة، ولكن المشكلة إذا توفي واحد فإن المرأة تلد قبل وقتها، إذاً فالطفل الطبيعي يصبح غير طبيعي.

الصناعي والطبيعي

* هل هناك فرق بين التخصيب الصناعي للحمل بالتوأم والطبيعي من حيث المضاعفات والمخاطر؟

** تقريبا النسبة هي نفسها في الحالتين، ولكن تختلف النسبة في الصناعي أحيانًا، لأننا كفريق أطباء نسيطر علي عدد الأجنة، لأننا إذا وضعنا واحدًا فيخرج طفل واحد بمعظم الحالات، ولكن لا تختلف المخاطر بين الطبيعي والتخصيب الصناعي، ولكن الفرق الأول والأخير أن هناك الكثير من الحالات يكون عندهم مشكلة بالرحم، وفي هذه الحالات يكون عندهم فرصة أكبر لأن يُولد الطفل قبل وقته.

* أخيرًا دكتور فائق.. بماذا تنصح المرأة الحامل في توأم؟

** نصيحتي ليست فقط للمرأة الحامل، ولكن لكل النساء، وهي أن نتفادى الحمل بأكثر من طفل واحد، ولكن إذا حدث الحمل بأكثر من طفل واحد لأسباب طبيعية أو غير طبيعية، فيجب أن تهتم المرأة بنفسها أكثر، وأن يكون عندها أطباء متخصصين أكثر، ويمكن أن تقوم بعمل رياضة بطريقة مختلفة، وتأكل بطريقة مختلفة، ويكون هناك أحد مختص يعالجها في هذه المرحلة، ولكن أهم شيء أن نتفادى الحمل بتوأم.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

 

 

للمتابعة عبر اليوتيوب :

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى