تغطيات خاصةكلنا عباد الله

الإيمان والحياة- “كلنا عباد الله”.. شعار يقوم على العدل والمساواة

إعداد وتقديم: د. شادي ظاظا

مستمعونا ومتابعونا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير، وأهلاً ومرحبًا بكم في ثاني حلقات برنامجنا الرمضاني “الإيمان والحياة”.

أطلق راديو صوت العرب من أمريكا هذا العام شعار “كلنا عباد الله”، وهو موضوع يجب على كل شخص الوقوف أمامه، خاصة في ظل هذه الظروف التي يمر بها العالم.

معنى عميق

“كلنا عباد الله”.. معنى عميق تعيشه الإنسانية في مجتمعنا بصفة قائمة، شئنا أو أبينا فكلنا عباد الله، لقد خلقنا الله متساوين في كل جنبات حياتنا، وفي كل مقاصدنا، “كلنا عباد الله”.. فالخلق كلهم عيال الله، وأحب عيال الله إليه أنفعهم لعياله.

قدسية دور العبادة

أي إنسان يحاول أن يستهدف دينًا ما، أو دار عبادة ما، فهو إنسان قد خرج من إنسانيته، وقد خرج عن الطريق والتفكير الصحيح. فالمساجد والكنائس والمعابد، وأي مكان يتخذه الناس للعبادة، مهما اختلفت طرقهم ومناهجهم، فهي أماكن مقدسة، أوصى بها الله ورسوله.

يقول الله تعالى: “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا”، فالله سبحانه وتعالى ذكر كل هذه الأماكن.

وعندما أوصى سيدنا عمر جيشه عند الفتح قال لهم: “ستمرون على قوم قد جعلوا أنفسهم في صوامع يتعبدون، فلا تقربوهم، ولا تقطعوا شجرة، ولا تقتلوا طفلًا، ولا تهدموا كنيسة”، فأوصى بهذه الوصية التي بقيت خالدة في نفوس المسلمين، فلم يكتب التاريخ أن المسلمين قد هدموا مكانًا يتم التعبد فيه، وإنما دعاهم دعوة كريمة من أجل الدخول في الإسلام.

العدل والمساواة

منطلق “كلنا عباد الله” يقوم على العدل والمساواة، فهذا المفهوم إذا حمله الإنسان حقق في نفسه وفي مجتمعه احترامًا، وهذه الاعتداءات التي نالت دور العبادة لا تستهدف دينًا بذاته، وإنما تستهدف الأديان كلها، فأي هجوم على أحد المقدسات هو هجوم على جميع المقدسات.

فعلى البشرية جميعًا الاعتناء والحفاظ على جميع المقدسات ودور العبادة، وهذه الفكرة تعزز في نفوس الناس أننا “كلنا عباد الله” وأن الخلق جميعهم عيال لله تبارك وتعالى.

عبد التشريف

“كلنا عباد الله” عنوان يجمعنا عربينا وأعجمنا، أبيضنا وأسودنا، كلنا جميعًا نعبد الله عز وجل، لكن هناك عبد تشريف وعبد قهر، فالله سبحانه وتعالى شَرّفَ نبيه بهذه العبودية، حيث قال عز وجل: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا”.

كما شَرّفَ نبيه بلقب العبودية، حيث قال “فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ”، وقال أيضًا: “تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا’’، فهذه عبادة تشريف. وفيها يقول الشاعر:

ومما زادني شرفًا وتيهًا ….. وكدت بأخمصي أطأ الثريـا

دخولي تحت قولك: يا عبادي ….. وأن صيَّرت أحمد لي نبيـا

عبد القهر

 أما عبيد القهر فهم الذين رفضوا الدخول في دعوة الله، ويتعاملون مع الله بندية، وينسون فضل الله عليهم، ويديرون ظهرهم لباب ربهم، فيخسرون في الدنيا والآخرة.

لذا وجب على الإنسان أن يحترم جميع المقدسات ويحافظ عليها، وخصوصًا في بلاد الغرب، حيث نجد أطياف وعقائد كثيرة ومختلفة، يعامل فيها الناس بعضهم بحب واحترام.

 أسال الله أن يعامل الإنسان أخيه الإنسان، فيعامل الله فيه، فلا يغشه أو ينتقص من قدره، وأن يعطيه حقه كاملاً.

فإذا كان الله في تعاملاتنا جميعها فسيعم الخير علينا كلنا.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى