الراديو

وقت الأفعال لا الأقوال.. دعوة للمشاركة في مبادرة دعم بيروت الجريحة

أجرى الحوار: ليلى الحسيني وسامح الهادي ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

أطلق راديو صوت العرب من أمريكا مبادرة لمساعدة منكوبي انفجار بيروت تحت عنوان “ادعموا لبنان وبيروت الجريحة”، وتهدف المبادرة لدعم حملات التبرع لصالح جهود الإغاثة للمنكوبين في كارثة مرفأ بيروت، بالتعاون مع مجموعة من مؤسسات العمل الإغاثي والإنساني في الولايات المتحدة ومجموعة متميزة من رجال الأعمال.

وفي إطار تفعيل المبادرة استضاف الإعلاميان “ليلى الحسيني” و”سامح الهادي”، الدكتور “زاهر سحلول”، الطبيب السوري-الأمريكي، أخصائي الأمراض الصدرية والعناية المشددة، ورئيس منظمة ميدجلوبال الإنسانية، وهو حاصل على العديد من الجوائز التقديرية لمواقفه الإنسانية والفاعلة في أزمة سوريا، التي تعتبر أزمة القرن الإنسانية.

تضميد جراح لبنان
* د. زاهر؛ لك خبرة طويلة في التعامل مع مثل هذه الكوارث الإنسانية، فالشعب السوري عاني منذ 10 سنوات، ولا يزال يعاني مثل هذه المآسي، واليوم.. لبنان يئن وبيروت جريحة، والشعب اللبناني يحتاج إلى وقفة تضامنية من الجاليات العربية، ولهذا كان لك موقف جميل وراقي في المبادرة والدعوة إلى تضميد جراح بيروت، حدثنا قليلًا عن هذه المبادرة.

** طبعًا المأساة التي يمر بها الشعب اللبناني الآن كبيرة جدًا، وأنا كطبيب ومشرف على مؤسسة إنسانية، هدفنا هو دعم الأطباء والكوادر الطبية والمرضى في المناطق التي تحدث فيها كوراث، سواء في سوريا أو اليمن أو لبنان أو أيّ مناطق أخرى بالعالم، فمنظمة ميدجلوبال الإنسانية تعمل في 14 دولة حول العالم.

كمواطن عربي.. ما يحدث في لبنان الآن يؤلمني جدًا، بسبب التدهور الاقتصادي وسوء الإدارة والفقر واستقبال عدد كبير من اللاجئين السوريين والفلسطينيين، والآن جاءت كارثة المرفأ ووفاة أكثر من 140 شخصًا، وجرح أكثر من 4000 آخرين، بالإضافة إلى تدمير جزء كبير من بيروت.

خلال الـ 10 سنوات الماضية، كان لي الشرف أن أزور بيروت أكثر من 12 مرة أنا وعائلتي، وملايين السوريين يعتبرون لبنان هو بيتهم الثاني، ومن واجبنا أن نقف مع لبنان في أزمته هذه، فلبنان وقف مع السوريين والفلسطينيين وباقي الشعوب العربية، والوقوف يكون بتقديم الدعم بغض النظر عن التوجهات السياسية.

مساعدات وتبرعات
* في إطار ما تقومون به من مبادرات وجمع تبرعات، هل تقومون بجمع التبرعات المادية فقط، أم تستقبلون أيضا الأجهزة والمساعدات الطبية؟، وكيف تصل هذه المساعدات إلى الشعب اللبناني على الأرض مباشرة، في ظل غياب الثقة والشفافية بين الحكومة والشعب اللبناني حاليًا؟

** من أهم مبادئ العمل الإنساني هو إيصال المساعدات بشكل سريع جدًا إلى المستحقين، وفي دولة مثل لبنان تمر بمشكلات اقتصادية وسياسية يكون الشغل الشاغل لمؤسسة مثل مؤسستنا هو إيصال المساعدات بكل شفافية إلى الناس على الأرض، ونحن حصلنا على جوائز من ناحية الشفافية وتقييم “ميدجلوبال” من Better Business Bureau هو التقييم الأعلى من ناحية الأمور المالية والشفافية.

وهناك مؤسسة تسمى “GuideStar” تقوم بتقييم المؤسسات الإغاثية، ولديها درجات للتقييم، ومؤسستنا حاصلة منها على الدرجة الأعلى وهى الدرجة البلاتنيوم، ونحن نعمل مع عدد من الشركاء في لبنان، من بينهم مستشفى الحريري ببيروت والـAUB، وخلال الـ 10 سنوات الماضية كان هناك عدد كبير من متطوعي “ميدجلوبال” في لبنان من أجل الدعم والمساعدة، لذلك فنحن لدينا خبرة متراكمة من العمل هناك.

لذلك بدأنا بحملتنا الحالية “لبنان في القلب”، وهى موجودة على الفيسبوك لجمع التبرعات، وكذلك على الموقع الخاص بنا medglobal.org، وذلك لدعم العمل الإغاثي هناك، وهو مقسم إلى 3 أقسام؛ القسم الأول: مساعدة الجرحي ومعالجتهم وتوفير الأدوية لهم، القسم الثاني: هو دعم العائلات النازحة، فهناك 250 ألف شخص نزحوا من بيوتهم بسبب تدميرها، القسم الثالث: سيكون مخصصًا لإعالة أسر كل من توفوا في هذا الحادث.

* من يشرف على هذه العمليات على الأرض في لبنان؟

** بسبب وجودنا في لبنان منذ 10 سنوات، لدينا فريق عامل في لبنان، كما أننا نعمل مع مؤسسات إغاثية لبنانية شريكة، وبعضها يحصل على الدعم من الأمم المتحدة والصليب الأحمر وبعض الدول الخارجية.

المساعدة الميدانية
* في ظل هذه الظروف هل تخططون لإرسال فريق طبي متخصص في عمليات الإغاثة والعمل في مناطق الكوارث والحروب للمساعدة وتقديم العون مباشرة من الناحية الفنية والطبية؟

** هذا الأمر عادةً نفعله في مناطق الكوارث، فنحن لدينا 1000 طبيب من مختلف أنحاء العالم في مختلف الاختصاصات، يتطوعون في العمل الإنساني، وقد ذهبنا إلى بنجلاديش لمساعدة اللاجئين الروهينجا، وفي السودان والإكوادور وهايتي وكولومبيا واليمن ولبنان وسوريا والعراق ودول أخرى كثيرة.

ولكن للأسف بسبب ظروف كورونا وتعليق رحلات الطيران، من الصعب جدًا إرسال الفرق الطبية، وأصدقاءنا في لبنان أبلغونا أن الطبيب موجود والممرض موجود، ولكن العجز الأكبر في الأدوية والمعدات والتجهيزات الطبية في المشافي، خاصة تلك التي استقبلت عددًا كبيرًا من الجرحى بعد الانفجار مباشرةً.

وهذا الاكتظاظ سينقص مع الوقت، لكن الأهم الآن هو أنهم بحاجة إلى أدوية ومستلزمات طبية، أيضا سيكون هناك صعوبة في دخول الأطباء الآن إلى لبنان، لأن الطبيب من أمريكا أو بريطانيا سيحتاج إلى رخصة لمزاولة عمله في لبنان، وهذا سيأخذ وقتًا طويلًا بسبب التعقيدات الإدارية، كما أن الحكومة اللبنانية لم تطلب أطباء للمساعدة.

ضحايا سوريون
* د. زاهر؛ ورد إلينا أن هناك من بين الضحايا أشخاصًا سوريين، فهل لديكم إحصاء حول عدد الضحايا السوريين في هذا الانفجار؟

** العدد المبدئي حتى الأمس كان 37 لاجئًا سوريًا في لبنان، وهذا العدد مرشح للزيادة، وهؤلاء معظمهم فقراء جدًا وكانوا يعيلون أسرهم، ولأن مؤسستنا معنية باللاجئين السوريين في لبنان أيضًا، فسوف يكون جزء كبير من دعمنا موجه إلى تلك الأسر.

مبادرة صوت العرب
* د. زاهر؛ لو عدنا معك إلى دور الإعلام العربي والجاليات في المساعدة من أجل تضميد الجراح، والمبادرة التي أطلقها راديو صوت العرب من أمريكا “ادعموا لبنان وبيروت الجريحة”، كيف ترى دور الجاليات العربية الآن، ليس فقط في هذه المصيبة التي يشهدها لبنان، ولكن بالعموم؟، كيف يمكن أن توحدنا مثل هذه الأمور وأن نتفاعل معها بشكل إيجابي؟

** أولًا، شكرًا جزيلًا  على هذه المبادرة التي أطلقتموها، وهذا شئ جميل جدًا، طبعًا واجبنا كعرب أن ندعم العمل الإغاثي في أيّ منطقة تحدث فيها كوارث، خاصةً الدول التي جئنا منها، والتي يعيش فيها أهلنا، دولنا يجمعها تاريخ مشترك وكذلك اللغة والقرابات، فنحن أهل، ولذا يجب علينا الاستجابة وتقديم الدعم.

ونحن نعيش الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، أقوى دولة في العالم، معظمنا عنده قدرة على التبرع وإيصال الصوت، ومعظمنا لديه القدرة على إثارة موضوع الحاجة في الدول العربية، والحاجة هناك كبيرة للأسف الشديد، سواء كان لبنان حاليًا، أو سوريا أو العراق أو اليمن أو السودان، وهدفنا هو الاستجابة لحاجات تلك الدول، فالله أنعم علينا بنعم كبيرة في هذا البلد، نعم لا تعدّ ولا تحصى.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى