الراديوطبيبك الخاص

هل هناك علاقة بين أمراض العمود الفقري والأعصاب؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

للأعصاب دور هام وأساسي في الجسم، فهي تقوم بنقل الرسائل من وإلى الدماغ، ولكن ماذا يحدث لها في حال الضغط عليها من قبل الفقرات؟، هذا ما تمت الإجابة عليه خلال فقرة “صحة وحياة” مع الدكتورة نسرين صوان.

حيث ناقشت الفقرة أيضًا العديد من الأسئلة، مثل: هل هناك علاقة بين أمراض العمود الفقري والأعصاب؟، ما هو تركيب العمود الفقري؟، وما هي أكثر أمراض العمود الفقري شيوعًا؟، ولماذا تؤثر أمراض العمود الفقري على الأعصاب؟

يُذكر أن “د. نسرين نادر صوان”، هى أخصائية الأمراض العصبية وأمراض الصداع والآلام المزمنة، إلى جانب أمراض اضطرابات النوم، كما أنها أيضًا مختصة بطب التجميل والليزر وعلاج السمنة.

تكوين العمود الفقري
* د. نسرين؛ نبدأ بالسؤال الهام جدًا، ما هى العلاقة بين أمراض العمود الفقري والأعصاب؟

** أول شئ لابد أن نتحدث عن ماهية العمود الفقري، ثم نتحدث عن كيفية اتصال الأعصاب بالعمود الفقري، كذلك عن سبب حدوث مشاكل في الأعصاب عند اعتلال العمود الفقري.

فالعمود الفقري هو دعامة الظهر، وهو من الأعلى يتصل مع الجمجمة ومن أسفل مع الحوض، ويتكون من عدة فقرات، وهى 24 فقرة متحركة، بالإضافة إلى فقرات أخرى ملتحمة، وسنركز في حديثنا على الـ24 فقرة المتحركة، لأن بينهم يوجد الغضروف، وهو أساس المشكلات إذا حدث له انزلاق أو خرج من مكانه، لأنه في هذه الحالة يضغط على العصب.

ونجد أن فقرات العمود الفقري هى عبارة عن 7 فقرات رقبية، و12 فقرة ظهرية، و5 فقرات قطنية، وفي كل فقرة هناك منظقة أمامية وهى جسم الفقرة ومنطقة خلفية وهى القوس العظمي أو الفقري، فالقوس مع جسم الفقرة يُكوّن فراغات، وهذه الفراغات مع بعضها تُكوّن القناة الفقرية، وهى التي يسكن فيها الحبل الشوكي والأعصاب التي تخرج منه.

لذا فإن هناك علاقة وثيقة بين العمود الفقري والأعصاب، فإذا كان العمود الفقري سليمًا وبدون مشكلات، ففي هذه الحالة لا يكون هناك ضغط على الأعصاب، لكن في حالة وجود أيّ اعتلال بالعمود الفقري فإن ذلك يؤثر على الأعصاب.

أمراض العمود الفقري
* ما هى أكثر أمراض العمود الفقري شيوعًا؟

** الانزلاق الغضروفي، الخشونة، تزحزح الفقرات عن مكانها، بالإضافة إلى الالتهابات والسرطانات. والانزلاق الغضروفي من أبرز المشكلات التي تصيب العمود الفقري، فالغضروف موجود بين الـ24 فقرة المتحركة، وبالتالي فإن لدينا 23 غضروفًا، وهو مهم جدًا لأنه يربط بين كل فقرتين، وهو الوسادة التي تمتص الصدمات وتغيرات الظهر، ويعطينا مجال للحركة.

ومن النقاط المهمة هنا.. أنه إذا حدث انزلاق غضروفي للشخص، لا يكون العلاج هو إزالة الغضروف، ومن الضروري أيضًا معرفة أنه ليس كل شخص لديه انزلاق غضروفي يشعر بالألم، وليس كل ألم في الظهر هو انزلاق غضروفي.

تشخيص الانزلاق الغضروفي
* كيف نُشخّص أن هذا المريض مصاب بانزلاق غضروفي؟

** نبدأ من الأعراض، فلنفرض مثلًا أننا أجرينا أشعة رنين مغناطيسي لشخص لسبب آخر، ووجدنا أن لديه انزلاقًا غضروفيًا ولكن ليس لديه أعراض، ففي هذه الحالة لا يجوز علاجه بالعلاجات الدوائية أو الجراحية، حتى وإن كان لديه ألم بسيط، فالانزلاق الغضروفي ليس مدعاة للعلاج، وإنما نعالج الألم الناتج عن الانزلاق.

فالغضروف في حد ذاته عندما ينزلق من الممكن ألا يؤدي إلى الألم، وإنما ما يؤدي إلى الألم هو عندما يضغط هذا الغضروف على العصب المجاور له، وإذا كان الانزلاق الغضروفي في ناحية جانبية وأدى إلى تضييق الثقب الذي يخرج منه العصب، فمن الممكن للغضروف أن يضغط على العصب، وتسمى هذه الحالة pinched nerve.

وبالنسبة لطريقة التشخيص، فإن أول شئ هى الأعراض، كأن يشكو المريض من ألم بالذراع في حالة الانزلاق الغضروفي العنقي، أو ألم بالساق في حالة الانزلاق الغضروفي القطني، والألم يكون عصبي، حيث يكون على شكل تنميل أو حرقان أو سخونة أو برودة أو إحساس كهربائي، وقد يحدث الإحساس بالألم إذا حدث له كحة أو سعال أو مشى لفترة طويلة، وقد يختفي الألم عند الراحة.

كما يتم عمل فحص سريري من قبل أخصائي المخ والأعصاب، حيث يتم فحص الاحساس والمنعكسات والقوة للمريض، كما يتم عمل فحوصات معينة للأعصاب والعضلات، إلى جانب الرنين المغناطيسي.

التأثير على الأعصاب
* لماذا تؤثر أمراض العمود الفقري على الأعصاب تحديدًا؟

** لأن الأعصاب تخرج من الثقوب الموجودة بالعمود الفقري، وإذا حدثت أيّ مشكلة للعمود الفقري فمن الممكن أن تؤدي إلى ضيق هذه الثقوب، وبالتالي قد يحدث ضغط على العصب، فالعمود الفقري هو مَسكَن الجهاز العصبي.

الوقاية خيرٌ من العلاج
* هل هناك طريقة للوقاية من الانزلاق الغضروفي؟، وهل العلاج الوحيد للانزلاق هو العلاج الجراحي؟

** طبعًا الوقاية خير من العلاج، وأهم شئ هو عدم الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة، ومحاولة تغيير الوضع من وقت لآخر، والحذر عند رفع الأشياء الثقيلة، وإنقاص الوزن، لأن كل كيلوجرام زائد على البطن يؤدي إلى التحميل بمقدار من 4 إلى 5 كيلوجرامات على الظهر.

وبالنسبة لعلاج الألم العصبي الناتج عن الانزلاق الغضروفي، فإن العلاج التحفظي هو أصل العلاج، وفي بعض الأحيان إذا التزم المريض بالراحة، وأحيانا بالعلاج الطبيعي، يكون ذلك كافيًا، وفي بعض الأحيان من دون استعمال الأدوية.

بالنسبة لتسكين الألم، يكون من خلال المسكنات وأدوية علاج الأعصاب والمضادة للاكتئاب والتشنج، ومبسطات العضلات، ومن الممكن استعمال الكورتيزون إذا لزم الأمر.

أما اللجوء إلى العمليات الجراحية فيكون إذا لم تنجح العلاجات التحفظية وكان الألم شديد جدًا ومستمر ويؤدي إلى الإعاقة، أو في حالة ضعف الأطراف السفلية، أو ضعف التحكم في إفراغ المثانة والسيطرة على الأمعاء.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى