الراديوطبيبك الخاص

هل خرج كورونا عن السيطرة؟.. وهل سيفاجئنا بمتحورات أكثر خطورة؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

لا يزال انتشار متحور أوميكرون يسبب قلقًا متزايدًا حول العالم، وهو ما يعطي مؤشرًا على أنه من السابق لأوانه التنبؤ بموعد انتهاء الوباء.

راديو صوت العرب من أمريكا استضاف الدكتور عبدالمجيد قطرنجي، المؤسس والمدير التنفيذي لمركز قطرنجى لجراحة اليد، حيث تطرق اللقاء إلى الإجابة على عدة تساؤلات هامة، منها: هل سيكون أوميكرون آخر المتحورات؟، وهل يمكن أن نشاهد متحورات أكثر فتكًا في المستقبل؟، وكم نحتاج من الوقت لتحقيق مناعة القطيع وحماية المجتمع؟، وما الخطأ الذي تم ارتكابه فيما يتعلق بسياسة التطعيم حول العالم؟، وكيف أثرت هذه السياسة على الدول الفقيرة؟.

التعايش مع الفيروس

* دكتور قطرنجي، دعنا نبدأ بما قاله كبير المستشارين الطبيين بالبيت الأبيض، الدكتور أنتوني فاوتشي، بأنه رغم العدد القياسي للحالات الاستشفائية جراء الإصابة بكوفيد-19، فقد تكون الولايات المتحدة على عتبة فترة انتقالية، يمكن بعدها التعايش مع فيروس كورونا، فكيف تفسر ما قاله فاوتشي؟

** نحن ـ والحمدلله ـ بدأنا نرى مدى النجاح الذي حققته اللقاحات في مكافحة فيروس كورونا، ونعرف بشكل عام أن كل 100 عام تقريبًا يصيب البشر فيروس أو وباء جديد يؤثر على حياتهم كليًا، ومع الوقت يمكن التغلب عليه، فما يقوله الدكتور فاوتشي الآن هو ما قلناه سابقًا قبل عام.

* هل سيكون أوميكرون هو آخر المتحورات؟

** لا، لأنه على مر السنوات كان هناك تحور للعديد من الفيروسات، وكذلك الجراثيم أيضًا، فخلال فترة الأربعينات كان السلّ يؤثر على الجميع، ثم جاءت بعد ذلك فيروسات أخرى، وحدثت تحورات لتلك الفيروسات نفسها، ولكن المهم أنها مع الوقت تضعف وتتطور اللقاحات لمواجهتها.

* يتحدث البعض عن متحور جديد هو مزيج بين “أوميكرون ودلتا”، فهل لك أن تخبرنا عن ذلك المتحور؟

** كل يوم هناك متحور جديد من فيروس كوفيد-19، لأن الفيروس له “DNA” وله مقومات وراثية وبروتينات تتغير مع انتقاله من جسم إلى آخر، لذا فمن الطبيعي أن نسمع كل يوم عن متحور جديد مثل دلتا، ألفا، أوميكرون، وغيرها. لكن يجب أن يطمئن الناس ولا يفزعوا من السماع يوميًا عن متحورات جديدة، ويجب أن يعلموا أننا نواجه الفيروس بعائلته من المتحورات بشكل عام.

اللقاحات ومناعة القطيع

* كم ستستغرق مناعة القطيع من الوقت حتى تأتي بثمارها لحماية المجتمع؟

** لو تحدثنا على سبيل المثال عن دول الخليج؛ سنجد أن لديهم شدة وحزم في موضوع التلقيح، سواء على المقيمين أو الزوار، ولاحظوا أنه بمجرد وصولهم إلى 85% من التلقيح، فإن تأثير الفيروس ضعف بشكل واضح جدًا، صحيح أن الفيروس بمتحوراته المختلفة لا يزال موجودًا في دول الخليج، لكن عندما يُصاب الفرد به فإنه يكون غير مضطر لدخول المستشفى أو العناية المركزة.

* ما الخطأ الذي ارتكبناه في تطعيم العالم؟

** الخطأ هو أننا أخذنا موضوع اللقاحات إلى جوانب سياسية، وبدأنا ننقاشه بعيدًا عن العلم والطب، فمثلًا لا أحد ينكر أن الأكل الصحي له فوائد مقارنة بالأكل العادي غير الصحي، نحن للأسف نواجه الآن مشكلة كبيرة بخصوص المصلحة المجتمعية، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار معلومات مجهولة المصدر عن الفيروس واللقاحات.

كذلك فإن هناك من وسائل الإعلام من لا يهمه إلا الدعاية والترويج لأفكار معينة، لذلك أنا أفضّل أن أكون معكِ في هذا البرنامج على أن أكون في الـ “CNN” مثلًا، لأنهم هناك إذا تحدثنا فإنهم يريدون أن نتحدث بأرقام وأفكار معينة من أجل تحريك المبيعات والترويج لسلسلة مطاعم وجبات سريعة مثلًا، وهذه الأرقام ليست علمية أو مدروسة، وإنما فقط من أجل الدعاية.

أيضا كان هناك خطأ في تعدد اللقاحات، لأن ذلك خلق حالة من التردد لدى الناس، وصارت هناك دعاية بأن هذا اللقاح أفضل من ذاك، وبعد ذلك وجدنا أن هناك 3 منها فقط هي التي تحظى بنسبة حماية عالية، وحتى نسب الحماية فيما بين الثلاثة التي تمت الموافقة عليها كانت متفاوتة، وهذا أيضًا تسبب في حالة قلق وتردد لدى الأشخاص الملقحين بها.

وبشكل عام؛ يجب علينا الالتزام بالإجراءات الاحترازية من غسل لليدين وتغطية للفم والأنف، وغيرها من الإجراءات، حتى بعد حصولنا على اللقاح.

مواجهة المتحورات

* بخصوص التطعيم، لا تزال النسب ضعيفة، حتى هنا في الولايات المتحدة بلغت النسبة ما بين 48% و52% تقريبًا، وشركة فايزر مؤخرًا تتحدث عن توفير لقاح خاص بأوميكرون، هذا أيضًا يتسبب في حالة من التشتت لدى الناس، بينما خرج الدكتور فاوتشي وقال إنه لا داعي لأخذ لقاح مخصص لأوميكرون، وأن الجرعة المعززة كافية حتى الآن لتعزيز المناعة، فما تعليقك؟

** اللقاح الموجود الآن في السوق من فايزر وموديرنا وجونسون آند جونسون هو الأفضل حتى الآن، ولا أعتقد أن هناك فترة كافية مرّت منذ ظهور متحور أوميكرون لأول مرة كي تمكننا من عمل دراسات من أجل إيجاد اللقاح المناسب لهذا المتحور.

* هل يمكن أن نشاهد متحورات أكثر فتكًا مستقبلًا؟

** نعم، فالأمر أشبه بالأمواج الصاعدة والهابطة، ولكن في النهاية سيهدأ ويصبح مياه ساكنة، ويصبح المرض مثل الأمراض العادية التي لا تثير الرعب في نفوس الناس، وأظن أن هذا سيحدث في غضون 7 سنوات تقريبًا، لذلك فإنني أؤكد مرة أخرى على ضرورة التلقيح، فالتلقيح واجب على الجميع.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى