الراديوطبيبك الخاص

هل تسبب الضغوط النفسية تأخر الحمل؟.. وهل يمكن أن تؤدي للإجهاض؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

كيف يؤثر تأخر الحمل نفسيًا على الزوجة؟، وإلى أي مدى يمكن أن يساهم ضغط المجتمع والأسرة في حدوث العقم؟، وهل تؤثر الحالة النفسية والعقلية للزوجين على فرص حدوث الحمل؟، وإلى أي مدى تؤثر مشكلات التوتر والإجهاد على السيدة الحامل، وعلى صحة الجنين؟، وهل يمكن أن تؤدي لحدوث الإجهاض؟، وما هي أهم النصائح لتجنب كل هذه المشكلات؟.. الإجابة مع الدكتور فائق نيكولاس شما، أخصائي الغدد الصماء وعلاج العقم والأمراض التناسلية.

التوتر والأمراض
التوتر العصبي يمكن أن يؤدي إلى الكثير من الأمراض، فهل يمكن أن يؤدي أيضا إلى العقم؟؛ يجيب الدكتور شمّا بالقول: “التوتر موجود في الحياة ويؤثر على صحة الإنسان من عدة جوانب، فالتوتر والضغط النفسي يؤثر على قدرة الإنسان على الإنجاب، كما أنه يؤثر أيضًا على نجاح عمليات التخصيب والتلقيح الاصطناعي، فهناك 12% من كل المتزوجين ليست لديهم القدرة على الإنجاب، أيّ 1 من كل 8 أشخاص متزوجين تقريبًا”.

وتابع: “هؤلاء 30 إلى 40% منهم لديهم أسباب نفسية أو قلق أو ضغوط عصبية هى السبب في عدم قدرتهم على الإنجاب”، موضحًا أن”العقم يسبّب ضغوط نفسية، وهذه الضغوط بالتبعية تؤثر على القدرة على الإنجاب في وجود فرصة للحمل، وخصوصًا في حالة المرأة، ولا سيّما إذا انقطعت العادة الشهرية عنها، وبالمناسبة هناك دراسات تم إجراؤها حول هذا الأمر، لمعرفة يمكن معالجة هذه الضغوط لإيقاف تأثيرها على نجاح الحمل”.

العنف والإجهاض
هناك أكثر من حالة للضغوط النفسية، بعضها تكون المرأة حامل وتتعرض لضغوط نفسية، وكشف الدكتور شمّا أن “هناك دراسات عديدة أجريت حول هذا الموضوع، في ميشيجان وفي كاليفورنيا، ووجدت أن الضغط النفسي لا يؤثر على نسبة الإجهاض، ولكنه يؤثر على العلاقة بين الزوج والزوجة، وهنا في الولايات المتحدة نجد أن واحدة من كل 4 نساء تتعرض للعنف المنزلي من زوجها، فإذا صار هناك عنف، فإن هذا بالتأكيد سيؤثر على الجنين، ويمكن أن يحدث الإجهاض”.

وتابع: “الضغط النفسي لا يؤثر على الإجهاض، وإنما يؤثر على القدرة على الإنجاب، وفي حالات عدم القدرة على الإنجاب.. فإن الشعور الذي يصيب بعض الناس عندما يتم إخبارهم بعدم قدرتهم على الإنجاب يوازي تقريبًا شعور إبلاغهم بإصابتهم بالسرطان، ولا ننسى أن عدم القدرة على الإنجاب في بعض المجتمعات يعتبرونها عارًا، ويحمّلون الشخص سبب المشكلة، وأحيانا يحدث طلاق وخلافات كبيرة”.

القدرة على الحمل
أشار الدكتور شمّا إلى أن معظم المعلومات المنتشرة على الإنترنت حول هذا الموضوع تشير إلى أن الضغط النفسي يؤثر على الحمل نفسه، ولكن “هذا غير صحيح، فالضغط النفسي يؤثر على القدرة على الحمل منذ بدايتها، فبسبب الضغوط النفسية تتأثر العادة الشهرية عند المرأة، فربنا خلق الإنسان بطريقة عظيمة”.

وتابع: “إذا كان هناك ضغوط كبيرة عند الشخص بسبب ـ على سبيل المثال ـ حروب أو مجاعات أو ما شابه، فإن الدماغ عند المرأة لا يفرز الهرمون الذي يجعل المبايض تنتج بويضة كل شهر، لا شك أن هذه مشكلة، ولكن في نفس الوقت لها حلول، وهناك ادوية تساعد على الحل”.

تعامل مختلف
حول الأثر العاطفي لتأخر الحمل، وتأثير الحالة النفسية والعقلية للزوجين على فرص حدوث الحمل، وتأثير ضغط المجتمع والأسرة على حدوث عدم القدرة على الإنجاب، قال الدكتور شمّا: “يجب على المجتمع والعائلة التصرف بطريقة مختلفة تتماشى مع الحالة النفسية للأشخاص الذي لا يستطيعون الإنجاب”، موضحًا كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات، مراعاةً لحالتهم النفسية.

وكشف الدكتور شمّا عن أن التوتر يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتسارع نبضات القلب، مطالبًا من يُصابون بالتوتر كثيرًا أن يبحثوا عن حلول لمسببّات هذا القلق، وأن يقوموا بما يمكن تسميته بـ”الرياضة النفسية”، وأن يقوموا بالتأمل والهدوء وطرد الكآبة، كما أعطى بعض النصائح الأخرى للتخلص من التوتر والضغوط النفسية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى