الراديوطبيبك الخاص

هذه الطرق الصحيحة للنوم تجنبك آلام الرقبة والظهر

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

أثبتت العديد من الدراسات أن الطريقة التي ننام بها يمكن أن تؤثر على الصحة العامة، خاصة وأن آلام الظهر والرقبة واحدة من أكثر المشكلات التي نعاني منها شيوعًا عند الاستيقاظ.

الإعلامية “ليلى الحسينى” استضافت الدكتور “محمد فرح حسين”، فى حلقة جديدة من حلقات برنامج (فن العلاج الطبيعى)، تناولت معلومات هامة عن فن العلاج الطبيعي، وبعض النصائح لتجنب تفاقم ألم الرقبة والظهر عند الاستيقاظ، من خلال طريقة وضعية النوم.

سلسلة الحلقات تذاع حصريًا على راديو صوت العرب من أمريكا، صباح يوم الاثنين، برعاية مركز طب العلاج الطبيعي Top Rehab Physical Therapy Services

أهمية اختيار الفراش
* د. محمد؛ أحيانًا يستيقظ الإنسان ولديه آلام موضعية برقبته أو ظهره، فما هى الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بهذا الألم؟

** تطرقنا في اللقاء السابق إلى أمور كثيرة عن مشاكل النوم وأسبابها، ولكن لم نذكر جانبًا مهمًا جدًا قد يغفل عنه كثير من الناس، وهو موضوع المرتبة والوسادة.

فمن أكثر الأسئلة التي نتلقاها في العيادة؛ ما هى أفضل مرتبة؟، وما هى الوسادة المريحة للنوم؟، لذا يجب أن نتطرق إلى هذا الموضوع بصورة مفصلة حتى يستفيد الجمهور من هذا اللقاء إن شاء الله.

أولًا؛ يجب أن تكون المرتبة على درجة متوسطة من القساوة، لا تكون شديدة القساوة ولا تكون شديدة الطراوة، فخير الأمور الوسط، والسوق ملئ بأنواع مختلفة منها وبأسعار متنوعة، وأحيانًا يأتيني بالعيادة مريض اشترى مرتبة غالية جدًا، ولكنه لا يشعر بالراحة، وذلك لأنها لم تكن مريحة.

كثير من الناس يلجأون إلى المرتبة القاسية جدًا، كأن ينام على الأرض، وأنا لا أحبذ أبدًا أن ينام الإنسان على الأرض بدون أي فراش، لأن هذا شديد القساوة، ويؤدي إلى الكثير من الآلام.

وفي نفس الوقت لا يجب أن تكون شديدة الطراوة، بحيث يغوص الإنسان فيها، لأن هذا يؤذي العمود الفقري، فالعمود الفقري يجب أن يكون مستويًا، وهذا يحدث بفضل درجة طراوة أو قساوة المرتبة.

اختيار الوسادة المناسبة
* ماذا عن الوسادة، وكيف يمكن أن تكون مريحة في النوم؟
** من الأمور المهمة أيضًا للنوم هى الوسادة (المخدّة)، فعدم اختيارها بشكل صحيح يؤدي إلى أوجاع الرقبة، فيجب على الوسادة أن تغطي المكان كاملًا بين الأذن والكتف، بحيث عندما يكون الإنسان مستلقيًا على جانبه.. يكون كل هذا المكان مُغطى ومملوء بالوسادة، بحيث تصبح الراس والرقبة في وضع مستقيم.

* هناك أنواع مختلفة من الوسائد متاحة بالأسواق، وهذا يسبب حيرة كبيرة عند الاختيار والشراء، فكيف لنا أن نختار الوسادة المناسبة بشكل صحيح؟

** الوسادة تتميز بما هو موجود بداخلها، فهناك وسائد تُحشى بالقطن، وأخرى بالريش، وأخرى بالفووم الصناعي، وأيًا كان من هذه الحشوات، يجب أن تكون الوسادة طرية كي تعطي نوعًا من الراحة، ويجب أن تكون عالية بحيث تملأ الفراغ بين الرأس والكتف.

المشكلة في مخدات الريش والقطن ـ على عكس وسادة الفووم ـ أنها تهبط بعد فترة من استعمالها، مما يؤدي إلى أن تصبح الرأس منخفضة أثناء النوم، لذا ففي هذه الحالة لابد من تغيير الوسادة أو معالجتها لكي يتم تصحيح وضع الرأس مع الكتف، لأن عدم استقامة وضع الرأس مع الكتف يؤدي إلى شد عضلات الرقبة من الجهة الأخرى وينتج عن ذلك ألم شديد.

وضعيات النوم
* إذن، د. محمد، فإن اختيار الوسادة والمرتبة بشكل صحيح يؤدي إلى تجنب آلام النوم، فماذا عن وضعية وأشكال النوم المختلفة؟

** الوضعية الصحيحة التي ننصح بها هى النوم على الجانب الأيمن، لأن في هذه الحالة يكون القلب إلى الأعلى، بدون أن يكون هناك أي ضغط من الكبد، كما أنه في هذه الحالة يكون هناك تنفس تلقائي طبيعي، بدون أي ضغط من الأمعاء.

النوم على البطن هو نوم خاطئ، لا ننصح به إطلاقًا، حيث يحدث ضغط من أحشاء البطن على الرئة والقلب، خاصةً في حالات أصحاب الوزن الزائد، هذا إلى جانب أن الرقبة في هذه الوضعية من النوم تكون ملفوفة إلى اليمين أو اليسار، وهو ما يسبب آلام لعضلات الرقبة.

كما أن النوم على الظهر يسبب مشكلة في التنفس، مما يؤدي إلى حدوث مشكلة “الشخير”، لذا فإن أفضل وضعية للنوم ننصح بها دائمًا هى وضعية النوم على الجانب الأيمن.

النوم على الصدر
* هناك من يحب أن ينام على صدره، فهل هذا أيضًا يمكن أن يسبب نفس المشكلات التي تسببها وضعيات النوم الخاطئة؟

** في حالة النوم على الصدر يحدث منع للتنفس التلقائي أحيانًا، وفي الغالب فإن الشخص يميل قليلًا إلى اليمين أو اليسار حتى يشعر ببعض الراحة، لكن بشكل عام فإن النوم على الصدر لا يحبذ، لأنه يكون فيه ضغط على القلب والرئة، وبالنسبة للنساء يكون هناك ضغط على الثدي، وهذا لا يُنصح به.

وبالنسبة لآلام الظهر؛ فالشخص عندما ينام لا يدري كيف يتقلب، وكيف تصبح وضعيته، لذا أحيانًا ينام بصورة خاطئة ويستيقظ بألم فظيع جدًا في رقبته أو ظهره، وعدد كبير من الحالات التي تأتينا تحدث بسبب أخطاء النوم.

النوم على الجهة اليسرى
* سؤال من أحد مستمعينا يقول إنه لا يستطيع أن ينام إلا على الجهة اليسرى، ولا يستطيع النوم مطلقًا على الجهة اليمنى، حيث يصبح عنده دوخة ودوار قوي، فما رأيك د. محمد؟

** غالبًا ما يكون لديه مشكلة في الأذن الوسطى، بحيث أنه بمجرد أن ينام على الجهة اليمنى يشعر بالدوخة، لذا يجب عليه مراجعة الطبيب المختص فيما يخص الأذن، لحل مشكلة الأذن الداخلية.

رفع الساقين
* لدينا سؤال آخر من إحدى المستمعات.. تفضلي.
*** هل للساقين تأثير على العمود الفقري أثناء النوم خاصة وأن الشخص يظل طوال اليوم واقفًا على قدميه؟، هل رفعهما أثناء النوم له تأثير على تخفيف آلام العمود الفقري بعد الاستيقاظ؟

** هذه حالات خاصة، فالأشخاص الذين لديهم مشكلات تتعلق بتورم القدمين مثلا، يُنصح بأن يقوموا برفع أقدامهم عند النوم حتى لا تتورم، حيث يمكن وضع وسادة تحت الركبة، وهو ما يُسهم في تخفيف الكثير من الشد أو الضغط على الظهر.

فمن الأوضاع المريحة جدًا للنوم هى أن ينام الإنسان على ظهره، وأن يضع وسادة تحت القدمين أو تحت الركبة، مما يخفف شد العضلات على الظهر، ويريح الظهر في النهاية.

النوم على الأرض
* لدينا مداخلة أخرى من أحد المستمعين.. تفضل.
*** أغلب الأطباء يصفون للذين يعانون من آلام الظهر، ومنها إنزلاق الفقرات وعرق النسا، أن ينام على الأرض مع مرتبة خفيفة، وذلك لتحقيق استقامة الظهر، فهل هذا صحيح؟

** كما ذكرنا فإننا لا نحبذ النوم على الأرض مباشرةً على الإطلاق، لكن ننصح بوضع فرشة خفيفة، مثل اللحاف أو البطانية السميكة، لتقليل قساوة الأرض، كي تتحقق الوسطية في هذه الوضعية للنوم.

مشكلة بسيطة
* د. محمد؛ هناك كثيرون يضعون يدهم تحت جبهتهم أو تحت الخدّ حين ينامون، فهل لهذا الأمر نتائج سلبية، أو يمكن أن يحدث تيبس للرقبة أو ما إلى ذلك؟

** البعض يضعون اليد بهذا الشكل بسبب الإحساس بأن الرأس منخفضة، وفي هذه الحالة إذا تمّ استخدام وسادة مرتفعة قليلًا يمكن أن تعطي شعورًا أكثر بالراحة، وبشكل عام فإن وضع اليد تحت الخد غير مؤذية، لكن المشكلة فقط أن الرأس لا تكون مستوية، وقد تكون منخفضة.

تمارين ما بعد الاستيقاظ
* قبل الختام، ما هى التمارين الأولية التي تنصح بها لتلافي أي آلام يمكن أن نشعر بها عند الاستيقاظ، طالما أن الأمر لا يتطلب الذهاب إلى معالج فيزيائي؟

** عندما يستيقظ الإنسان من النوم.. عليه أولًا أن يقوم بصورة صحيحة من الفراش، بحيث لا يؤذي ظهره، بحيث يقوم على جنبه أولًا، ثم يخفض قدميه عن السرير، ثم يقوم بمساعدة يديه، حتى لا يسبب أي ضغط أو ألم على الظهر.

وأنا أذكر أنه في إحدى المرات؛ قمنا بعمل جلسة علاج طبيعي لأحد المرضى بشكل ناجح، وبعد انتهائها قام المريض بشكل خاطئ جدًا، وحدث انتفاض في ظهره، مما تسبب في شد عضلي كبير، وبالتالي هدم كل ما قمنا به خلال الجلسة.

وبعد الاستيقاظ يمكن للشخص أن يقوم بعمل بعض تمارين الشد غير المؤذية له، فإذا كان يشعر بألم من أي تمرين فعليه أن يتجنبه فورًا، فإذا كان هناك ألم لا يمكن تحمله، فعليه أن يتوجه للعلاج الطبيعي لمساعدته على التخلص من هذا الألم، بإذن الله.

تمارين هامة 
* ما هى التمارين التي لا تؤذي الرقبة ويمكنها أن تخفف من الألم؟

** يستلقي الشخص على ظهره، والوسادة تحت رأسه، ثم يتم عمل لف للرقبة إلى الجهة اليمنى وكذلك إلى الجهة اليسرى، ويجب أن نستمر على كل وضعية لمدة 5 ثواني، كذلك يمكن الضغط بالرأس على الوسادة، كأن الشخص يعاند الوسادة، فهذا يقوي عضلات الرقبة، ويمكن للشخص أن يقوم بهذه التمرينات كل يوم، ولن تأخذ منه سوى دقائق معدودة.

* في الختام.. أحب أن أنوّه للسادة المستمعين إلى أنه قريبًا ستكون هناك حلقات مصورة مع الزميل “سامح الهادي”، بحيث يتم إيضاح بعض الأمور التي ذكرناها خلال الحلقات، من نصائح توعوية وتمارين ونصائح مفيدة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى