الراديو

(نطور- نجدد- نبتكر).. رسالة راديو صوت العرب في اليوم العالمي للإذاعة

“إذاعة متجددة.. لعالم متجدد”.. هذا هو الشعار الذي أطلقته اليونسكو للاحتفال باليوم العالمي للإذاعة هذا العام، والذي يصادف مرور 10 سنوات على بدء الاحتفال بهذه المناسبة المهمة التي أعلنتها الدول الأعضاء في اليونسكو عام 2011، ثم اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012، ليتم الاحتفال بها عالميًا في 13 شباط/فبراير من كل عام.

احتفالية هذا العام جاءت مختلفة بتأكيدها على التجديد والتطور والابتكار الذي تتميز به الإذاعة، وهي الصفات التي مكنت هذه الوسيلة الإعلامية الساحرة من الاستمرار لأكثر من 125 عامًا منذ اختراع المذياع عام 1894، ومنحتها القدرة على منافسة عمالقة المحتوى البصري في عصر مزدحم بالفضائيات ومواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي.

طوال كل هذه العقود من الزمان لم يستطع التطور التكنولوجي الكبير في مجال المؤثرات البصرية أن ينزع العرش من تحت أقدام الإذاعة التي احتفظت بجمهورها، وسعت لتلبية احتياجات عشاقها، فتطورت وجددت لتكون عند حسن ظنهم.

طوال كل هذه السنوات لا زال الناس يتنفسون الإذاعة مع الهواء الذي يحمل أثيرها.. ينامون على أنغام موسيقاها، ويستيقظون على صوتها مع دقات أولى ساعات الصباح، ليتناولوا وجبة إذاعية متكاملة قبل أن ينطلقوا إلى الخارج، ثم تصاحبهم في سياراتهم ذهابًا وإيابًا.

هكذا كانت الإذاعة وستكون وسيلة فعالة ومميزة في الحياة الإنسانية، حيث استطاعت على مدار عقود كثيرة أن ترسم معالم حياة المجتمعات في إطار من التنوع، حيث وفرت خدماتها لمختلف المجتمعات على تنوعها، وقدمت تشكيلة متنوعة من البرامج ووجهات النظر والمحتويات التي تتناسب مع تنوع مستمعيها، كما استطاعت أن تكون ساحة تتيح للجميع إمكانية التعبير عن آرائهم وتمثيلهم والإصغاء إليهم.

انتشار واسع

عامًا بعد عام يتغير العالم، وتواكب الإذاعة هذا التغير فتطور إمكانياتها وأدواتها، ثم يتطور العالم ويتقدم فتقرر الإذاعة التكيف مع التكنولوجيات الجديدة، لتحافظ على مجدها كأفضل وسيلة إعلام متنقلة يمكن للجميع الاستماع إليها أينما كانوا وفي أي وقت.

في هذا الإطار تعدّ الإذاعة الوسيلة الأكثر ومرونة وتفاعًلا، حيث تكيفت مع كافة التغيرات التي طرأت خلال القرن الـ21، وأتاحت سبلًا جديدة للتفاعل والمشاركة بين الناس بكل تنوعاتهم، لهذا ستظل أكثر وسائل الإعلام استخداماً على الصعيد العالمي، فلا تستطيع وسيلة أخرى منافستها في هذه القدرة الفريدة على الوصول إلى عدد كبير جداً من الناس.

فمنذ بدء أول بث إذاعي في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، وحتى حلول عصر المعلوماتية والتكنولوجيا الرقمية الآن، باتت هناك أكثر من 44 ألف محطة إذاعية في العالم، كما دخل الراديو أكثر من 75% من البيوت في الدول النامية، كما أنه يصل إلى أكثر من 70% من سكان العالم عبر الهواتف المحمولة.

وفي خمسينيات القرن العشرين، عندما بدأ التليفزيون ينافس بقوة، اعتقد البعض أن عصر الإذاعة الذهبي قد انتهى، وأم مستمعيها سينصرفون عنها، لكن هذا الاعتقاد سرعان ما تبدد، حيث تزايدت أعداد المستمعين، بفضل التطور الهائل في الأداء الإذاعي بما يناسب العصر.

مصدر مفيد

لعل أهم ما يميز الإذاعة عن غيرها من وسائل الإعلام الأخرى أنها حرصت منذ البداية ألا تكون وسيلة للإلهاء وتضييع وقت الناس فيما لا يفيد، بل ركزت على مهام التوعية والتثقيف أكثر من أي شيء آخر، لذلك لعبت أدوارًا مهمة في أوقات الكوارث الطبيعية، والأزمات الاجتماعية والاقتصادية، وخلال تفشي الأوبئة، وما إلى ذلك.

ربما هذا ما أرادت السيدة أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، أن تؤكد عليه في رسالتها بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة هذا العام، حيث قالت:

“بتنا بحاجة في يومنا هذا، أكثر مما كنا في أي وقت مضى، إلى وسيلة الإعلام العالمية هذه، التي تتسم بطابع إنساني وتفتح نوافذ الحرية. فغياب الإذاعة يؤثر سلبًا على الحق في الحصول على المعلومات وحرية التعبير، ومن ثم الحريات الأساسية؛ ولما كانت محطات الإذاعة المحلية صوت الذين لا صوت لهم، فإن غياب يؤثر سلبيًا على التنوع الثقافي أيضاً”.

تطور وتجديد

وفي هذه المناسبة المهمة يتقدم راديو صوت العرب من أمريكا بخالص التهاني لكل إذاعات العالم، ولكل العاملين في مجال الراديو، مؤكدًا تبنيه لشعار احتفالات هذه العام (التطور والتجديد والابتكار.. حتى نكون إذاعة متجددة في عالم متجدد).

وهذا ما تحرص عليه إذاعتنا “راديو صوت العرب من أمريكا” منذ نشأتها عام 2005م وحتى الآن، فهي لا تألو جهدًا في السعي لتقديم كل ما هو جديد، لتواكب التغيرات، وتكون عند حسن ظن جمهورها وتحافظ على تجربتها الناجحة، وتستمر في المنافسة بقوة ليس داخل الولايات المتحدة فقط وإنما خارجها أيضًا.

جسر بين الشعوب

ولأننا ندرك أهمية الدور الذي تلعبه الإذاعة في الربط بين الشعوب والمجتمعات، فقد تجاوز طموحنا في راديو صوت العرب من أمريكا حدود الولايات المتحدة، وكما كنا جسرًا بين عرب أمريكا وأوطانهم الأم انطلقنا إلى بناء جسر بين الإنسانية جمعاء.

وفي هذا الإطار أطلقنا مبادرة بعنوان “كلنا عباد الله”، وواصلنا العمل عليها بهدف دعم قيم التسامح والتعايش المشترك بين الأديان والطوائف المختلفة، ونستعد لإطلاق مبادرتنا الجديدة تحت اسم “سواسية”، وهو اسم شعار يحمل الكثير من المعاني، ويضم الجميع تحت مظلة “كلنا بشر”، فلا فرق بين أبيض وأسود، ولا بين عربي وأعجمي، أو بين ذكر أو أنثى، ولا بين غني أو فقير.

نطور ونتنوع

في كل عام نحرص على تقديم الجديد.. هكذا عهدنا في راديو صوت العرب من أمريكا منذ بدأنا.. نطور من أنفسنا.. ونتوسع في تغطيتنا.. ونقدم المزيد من الخدمات الإعلامية المتميزة لمتابعينا ومستمعينا حول العالم.

في هذا الإطار قمنا بإطلالة جديدة من خلال البث الحي (على مدار 24 ساعة) لبرامج وفقرات الراديو، عبر موقعنا على الإنترنت، وأضفنا خدمة الأونلاين راديو.

وفي موقعنا الإلكتروني www.arabradio.us تواصل نجاحنا.. واستمر عملنا على تطوير الشكل والمحتوى، وقدمنا انطلاقة جديدة من خلال فريق عمل مميز ومتنوع من أمريكا ومختلف الدول العربية.

ويومًا بعد يوم يتم تطوير الموقع ودعمه بالكوادر والخبرات الجديدة من الصحفيين والإعلاميين، وإضافة كل جديد إليه من مواد صحفية تهم القارئ الأمريكي والعربي، بالإضافة إلى محتوى مقروء لأهم الفقرات وحلقات البرامج التي تذاع عبر أثير الراديو، وموضوعات مترجمة نختارها بعناية حول أهم الأحداث والموضوعات، وتقارير مميزة حول أهم القضايا الأمريكية والعربية والعالمية.

وعلى المستوى المهني، حرصنا على التميز، ونجحنا في تكوين شبكة قوية من المراسلين على المستويين المحلي والعالمي، وفتحنا الباب أمام الكوادر الشابة، فمنحناهم الفرصة، وأثقلنا موهبتهم من خلال التدريب واكتساب الخبرات على يد نخبة من الإعلاميين المحترفين.

التنوع أيضًا كان سمة برامجنا وفقراتنا المختلفة التي نقدمها لجمهورنا، حيث طورنا الأداء، وأضفنا الجديد من الفقرات والبرامج، واستضفنا الأفضل من المحامين والأطباء والخبراء والمحللين المتميزين في مختف المجالات.

وانطلاقًا من دورنا في المشاركة المجتمعية نسعى دائمًا لإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات المحلية، والمضيّ قدمًا في تعزيز حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، والحوار، والسلام.

وكنا على قدر المسئولية خلال أزمة كورونا ومارسنا دورنا مبكرًا في التوعية بمخاطر الوباء وأهمية مراعاة الإجراءات الاحترازية، وأطلقنا مبادرة للتوعية حول سلامة لقاحات كورونا والرد على الشائعات والمعلومات المضللة حولها.

ويحتل المستمعون الذين يحتلون مكان الصدارة في برامجنا الإذاعية، بفضل سياسات إشراك المستمعين في البرامج.

وفي إطار احتفالنا مع إذاعات العالم باليوم العالمي للإذاعة .. نتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في نجاحنا، ولكل مستمعي ومتابعي الإذاعة في أمريكا وحول العالم.

تابعوا تقريرنا المميز عن اليوم العالمي للإذاعة وراديو صوت العرب من أمريكا🔻

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى