الراديوطبيبك الخاص

مع اقتراب الشتاء.. إليكم روشتة الوقاية من متحور دلتا سريع الانتشار

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

تزداد مخاوف انتشار الفيروس التاجي ومتحوراته التي لا تنتهي مع اقتراب فصل الشتاء، والتي بدأت بالمتحور البريطاني ثم البرازيلي، حتى بات متحور دلتا الأسرع انتشارًا والأشد شراسة، بحسب تصريحات منظمة الصحة العالمية.

وفي تصريح لـ “أنتوني فاوتشي”، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الصحة، قال إن “الولايات المتحدة تحرز تقدمًا في مواجهة فيروس كورونا”، مضيفًا أن ذلك يظهر من خلال تراجع معدل الإصابات اليومي، ومعدل الإدخال إلى المستشفيات بشكل ملحوظ للمرة الأولى خلال ثلاثة أشهر، لكنه رهن الاستمرار في خفض الإصابات بالاستمرار في التلقيح.

ضمن حملة التوعية الشاملة تحت عنوان “اللقاح أمان وأمل”، والتي تهدف لتعريف المواطنين بأهمية اللقاحات كوسيلة آمنة وفعالة في مواجهة فيروس كورونا القاتل، وما تمثله أيضًا من أمل لنا في العودة للحياة الطبيعية، استضاف راديو صوت العرب من أمريكا الدكتور عبد المجيد قطرنجي، المؤسس والمدير التنفيذي لمركز قطرنجي لجراحة اليد.

* نبدأ معك دكتور قطرنجي من التريند، عبارة “نتمنى لكم العفو والعافية”، تلك العبارة التي تتردد باستمرار في سلسلة حلقاتك مع الزميل العزيز سامح الهادي، حيث يتصل كثيرون بنا ليقولوا “نتمنى لكم العفو والعافية”، فما السر في هذه العبارة التي أصبحت تريند؟

** كانت هناك فكرة بيني وبين أخي سامح لإيصال أهمية الصحة وأهمية العلاج للناس بصورة بسيطة، وفي نفس الوقت أثر ذلك على حياتهم بشكل عام، فكلمة “العفو والعافية” جاءت من عنده، وبفضل الله فقد أحبها الناس أيضًا.

* ربما تلقائية الحوار الذي تديره مع الزميل سامح، قد وصل كما هو بدون أي تزييف إلى متابعينا، نحتاج إلى هذه التوعية الصحية ومن ضمنها هذه الحلقات التي نتابعها معك،

اليوم موضوعنا يأتي في ظل تحذيرات منظمة الصحة العالمية من متحور دلتا، خوفًا من تفاقم أزمة انتشار الفيروس مع اقتراب فصل الشتاء، فقد حذرت مسؤولة كبيرة في منظمة الصحة العالمية من أن العالم لم يتخط مرحلة الخطر في التصدي لجائحة كوفيد-19، على الرغم من اعتقاد كثيرين أن الأمر شارف على الانتهاء، فهل نستطيع القول إننا فشلنا في القضاء على الوباء لأننا لم نتصدى لهذا الفيروس على الصعيد العالمي بأقوى ما يمكننا، وهو ما جعل هذا الوباء لا يزال يتحور ويتغير؟

** أهم شيء يجب أن يعرفه الناس هو أن أي فيروس يتحور عندما يدخل إلى أجسام البشر، على سبيل المثال فيروس الإنفلونزا، الذي ظهر قبل 100 أو 200 سنة، في فترة معينة كانت الإنفلونزا الإسبانية قد تسببت في إصابة وقتل ملايين الناس، وهي لم تؤثر فقط على الصحة بل أثرت أيضا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ويُقال إن هذه الإنفلونزا كانت من أسباب الحروب التي حدثت في بدايات القرن العشرين.

الفيروس عندما يصيب الإنسان فإنه يؤثر عليه بشكل عنيف، فالفيروس مخلوق ذو طبيعة خاصة، وهو سريع الانتشار، ولكن بحمد الله فإننا في هذا العصر باتت لدينا القدرة على سرعة إنتاج اللقاحات والأدوية التي تستطيع أن تحارب وتقاوم هذه الفيروسات، والتي لولاها لتوفى ملايين البشر.

* بالرغم من كل ذلك، فإن الناس في الشوارع لا يزالون يتصرفون وكأن الأمر قد انتهى فعلا، فهناك أناس يعارضون التلقيح، فهل مازلنا نلوم المعلومات المغلوطة والمضللة حول كوفيد-19 التي يتم تدالوها على الإنترنت؟، وما هو السبب الذي يدفع الناس إلى عدم تصديق أنه لا حل للوباء سوى باللقاح؟

** إذا أعطيت كتابًا عن الجبر فيه معلومات لمستوى تفكير الأطفال بعمر 10 سنوات، لولد صغير بنفس العمر، فمن الطبيعي أن يفهمه، لكن لو أعطيتهم كتابًا لمستوى أعلى، قد يفهمه العباقرة منهم، وهم قلة، ولكن لن يتمكن معظمهم من فهمه، وهكذا فإن البشر ليسوا جميعا على نفس المستوى من الفهم والوعي، ومن هنا تنشأ حالة التردد والقلق حيال اللقاحات، بالرغم من بساطة الأمر، فالمسألة بكل بساطة أن هناك فيروس يؤثر على الإنسان، وإذا لم نحصل على اللقاحات المضادة له، فقد يمرض الإنسان ويدخل المستشفى بسبب هذا الفيروس، وربما قد يموت.

* يتساءل البعض عن المناعة التي يمكن أن يعطيها لهم اللقاح، خاصةً وأنهم قد أصيبوا بالفيروس أكثر من مرة، وفي كل مرة كانوا يشفون منه بدون اللقاح، فكيف ترد على ذلك؟

** من المهم للناس أن يعرفوا أننا عندما نعطيهم اللقاح، فإننا نعطيهم جزئية معينة من الفيروس في هذا اللقاح، وهي المسؤولة عن صنع البروتينات، فالفيروس يكون أشبه بالمطبعة التي تخرج نسخًا مختلفة من نفس الورقة التي يتم طباعتها، ولذلك عندما نعطي اللقاح فإننا نحارب النسخ المختلفة من هذا الفيروس بشكل مستمر.

* الآن باتت هناك أكثر من نسخة جديدة من هذا الفيروس، والآن باتت هناك جرعة ثالثة معززة من هذا اللقاح الذي تلقيناه من جرعتين، فهل تقينا هذه النسخة من تلك النسخات؟

** نعم، فالتلقيح يساعدنا حتى في حالة وجود مناعة لدينا لمحاربة الفيروس، ووجود المناعة لا يعني أن الإصابة قد أصبحت ممنوعة، وإنما لا تزال هناك فرصة للإصابة، لكن مع أعراض أقل ونسب دخول المستشفيات أيضا أقل، ووفقًا لبعض الدراسات فإن فردًا واحدًا من كل 10 آلاف يتأثر بشدة بالفيروس في حالة تلقيحهم جميعا.

* قالت ماريا فان كيركوف، المسؤولة التقنية في منظمة الصحة العالمية عن مكافحة فيروس كورونا، إن أكثر من 3 ملايين إصابة جديدة قد تم إبلاغ منظمة الصحة بها خلال الأسبوع الماضي، و54 ألف وفاة إضافية، وقالت إن معظم حالات الوفاة هم بغالبيتهم غير ملقحين، هل تصادق على هذه المعلومة؟

** هذا واضح بكل تأكيد، فالأمر يشبه أن ولدًا لم يدرس بشكل جيد، فهل نلوم المعلم، أم نلوم الولد الذي لم يدرس بشكل كاف وجيد؟، وبالتالي فإن من يموتون بسبب متحور دلتا، نسألهم ألم يكن هناك لقاح متوفر لأخذه؟، وكل الدراسات تثبت أن نسب الوفاة حاليا بسبب اللقاح هي 1 إلى 16 ألف، بمعنى أن كل 16 ألف شخص من غير الملقحين يموتون بسبب الفيروس، هناك واحد فقط في المقابل من الملقحين يموت.

* هناك تحذيرات بأن الوضع المقبل خلال الأشهر المقبلة سيكون أسوأ إذا لم نلتزم بتسريع وتيرة اللقاح وبالتباعد الاجتماعي خلال العطلة، فهل هذا صحيح؟

** نحن نعرف أن هذا الفيروس بطبيعته يعتبرونه من الفيروسات الشتوية، ليس لأن الفيروس يمكنه أن يفرق بين الصيف والشتاء، ولكن لأن التصرف الإنساني خلال الفصلين يختلف، ففي الشتاء نتجمع كلنا في المنزل، وأحيانا في نفس الغرفة، لذلك هنا تكون لدى الفيروس فرصة أسرع كي ينتقل من شخص لآخر، لذلك فإننا نؤكد مجددًا على احترام الإجراءات المتعلقة بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامات، ونحن في الجالية العربية هناك قد بات لدينا حالة من الالتزام بهذه الإجراءات، والتي من شأنها أن تخفف من انتقال فيروس كورونا، وكذلك غيره من الفيروسات والأمراض الأخرى.

* هل لا تزال نسبة التلقيح هي 56% في الولايات المتحدة، أم حدث ارتفاع في هذه الفترة؟

** أصبح هناك حالة من الارتفاع والحمد لله، خاصةً مع فرض بعض المؤسسات والأماكن ضرورة تلقيح الموظفين والعاملين بها.

* هل يجوز أخلاقيًا فرض التطعيم على الأفراد، حتى وإن كان الهدف هو محاصرة وباء عالمي؟، هذا السؤال ورد إلى البرنامج، وسنبقيه معنا حتى الأسبوع المقبل، حيث سنلتقي مجددًا، وفي الختام نشكرك د. قطرنجي جزيل الشكر.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى