الراديو

مخرج أول فيلم رعب مصري: خضنا مخاطرة كبيرة وننتظر نجاحًا أكبر

حصري- راديو صوت العرب من أمريكا

أجرى اللقاء: سامح الهادي 

أعده للنشر: مروة مقبول – تحرير – علي البلهاسي

تجربة جديدة ومختلفة كليًا خاضها فريق عمل فيلم “122”، فالفيلم هو أول رعب مصري، ويمثل نقلة نوعية في هذه النوعية من الأفلام التي أنتجتها السينما المصرية والعربية، سواء من حيث التقنيات العالمية المستخدمة فيه كأول فيلم رعب مصري بتقنية 4D، أو القصة والسيناريو اللذان يقدمان نوعية مختلفة لم يتم تقديمها في السينما المصرية من قبل، وكذلك الأداء الرائع للفنانين المشاركين في العمل. ‏

ويعد الفيلم التجربة الإخراجية الأولى للمخرج العراقي ياسر الياسري، وهو إنتاج مصري إماراتي مشترك، وحصل الفيلم علي أعلى نتيجة بحث عبر موقع جوجل بـ 42 مليون نتيجة بحث، وهو من أعلي أرقام البحث حول الأفلام والمسلسلات العربية.

وبمجرد طرح تريللر الفيلم نال الكثير من الاهتمام، ليس فقط من الجمهور، ولكن من صناع السينما أيضًا، خاصة أن التريللر جاء مقنعًا ومشوقًا، ويدل على بذل مجهود كبير لفريق ومخرج العمل حتى يضاهى ما تقدمه السينما العالمية.

ويرى النقاد أن الفيلم مبشر بشكل كبير، ويمثل أملاً لفتح باب جديد لخوض السينما المصرية مزيدا من التجارب في مجال أفلام الرعب، وذلك بعد سنوات من التجارب المتواضعة التي تم تقديمها في المجال.

الإعلامي سامح الهادي أجرى لقاءً حصريًا مع مخرج الفيلم ياسر الياسري، في برنامج “سوا على الهوا” الذي يذاع على راديو صوت العرب من أمريكا.‏

إطلالة أولى

ياسر الياسري مخرج عراقي شاب ولد في عام 1983 بالعاصمة بغداد ويستقر الآن في دبي، وكان قد غادر العراق إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2000، على أمل العودة بعد ثلاثة أشهر لاستكمال دراسته في كلية الهندسة، لكنه اضطر إلى المكوث هناك 10 سنوات متتالية، دخل خلالها دخل عالم الفن بمساعدة أخيه الأكبر المخرج والمنتج المعروف أنور الياسري.

عمل في البداية في مجال المونتاج، ثم مساعد مصور، فمساعد مخرج، إلى أن أصبح مخرجًا وقدم أول عمل إخراجي له عام 2002، وهو أغنية “هب النسيم” لفرقة دبي الحربية، ليبدأ مشواره الفني بإخراج فيديو كليبات خاصة بالتراث الإماراتي، قبل أن يدرس هذا الاختصاص في أكاديمية مانهاتن.

ورغم صغر سنه وقت بداية عمله كمخرج، إلا أنه استطاع التعامل مع كبار المطربين والنجوم العرب. وكان له الأثر الايجابي في إحداث نقلة نوعية في الكليب الخليجي، مما منحه لقب أفضل مخرج عربي لثلاث مرات، الأولى في استفتاء مجلة سيدتي عام 2008، والثانية في استفتاء مجلة الصدى عام 2011، والثالثة في استفتاء مجلة نادين اللبنانية عام 2011.

وكان الفيديو كليب بطاقة عبوره إلى الدراما والسينما، حيث اكتسب من خلاله الخبرة الفنية عالية المستوى، والتي كانت تتطور من عمل إلى آخر ، كما أعطاه شهرة كبيرة بين الوسط الفني وبين الجمهور العربي.

وتعلم الياسري المونتاج وكتابة السيناريو والتصوير في معاهد وجامعات عدة. زلم يحصر نفسه في مجال إخراج الفيديو كليب، بل انتقل إلى مجالات أخرى، مثل الإعلان، والبرنامج، والدراما التلفزيونية، والسينما.

ومن تجاربه الدرامية إخراج مسلسل (ما أصعب الكلام)، ومسلسل (8 ساعات)، كما أخرج برامج مثل برنامج (افتح يا سمسم)، وقدم أعمال كثيرة كمنتج مثل مسلسل (آخر المطاف)، ومسلسل (على قد الحال) وفيلم (هذه ليلتي)، والعديد من الأعمال الأخرى.

4 أفلام

في جعبة الياسري السينمائية 4 أفلام، الأول قصير بعنوان “ضوء دامس” من تأليف محمد عبدالله الحمادي، وكان الفيلم نقلة نوعية للفيلم الخليجي، وحاز على جائزتي اللؤلؤة السوداء عام 2012 من مهرجان أبوظبي السينمائي كأفضل فيلم وأفضل تصوير، وبعدها شارك في أكثر من 40 مهرجان دولي، وكان أهم محطة للفيلم هو مشاركته في مهرجان ترايبيكا السينمائي العالمي، ليكون الفيلم الإماراتي الأول الذي يشارك في هذا المهرجان، حيث كانت مشاركته تجعل الفيلم ضمن القائمة الأولية لترشيحات جوائز الأوسكار

أما الفيلم الثاني فكان روائيا طويلا، ومازال الياسري يحصد نجاحه حتى اليوم، وهو فيلم “شباب شياب” الذي تم عرضه في مهرجان “بالم سبرينغز” السينمائي الدولي 2018 في ولاية كاليفورنيا الأميركية ولاقى نجاحا جماهيريًا.

أما الفيلم الثالث فهو فيلم (في الوقت الضائع) والذي سيعرض قريبًا، ويتعاون فيه مع «إيمج نيشن. وهو مأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب والشاعر كريم العراقي حول أربعة رجال مسنين يمضون السنوات المتبقية من حياتهم في مأوى للكبار، إلى أن يبتسم الحظ لهم عندما يرث أحدهم أكثر من 50 مليون درهم، ما يمكنهم من العودة لتحقيق أحلامهم التي طواها النسيان.

والفيلم الرابع هو فيلم “122” والذي سيعرض خلال موسم عيد الأضحى المقبل، وهو ما سيدور حوله حوارنا معه اليوم.

تحدي الذات

* هذه هي إطلالتك الأولى على الجالية العربية من خلال إذاعة أمريكية، نعرف أن العمل السينمائي هو ابن المخرج وعنوانه، ففي ماذا كنت تفكر وأنت تقدم فيلم “122” وتنقله من الورق إلى الشاشة؟

** المخرج هو المسئول عن كيفية إظهار العمل للمشاهد، بداية من النص وحتى العرض. ونوع الفيلم ليس جديدًا فقط على السينما المصرية، وإنما جديد عليّ أنا شخصيًا كعمل إخراجي، حيث أنه ينتمي إلى فئة أفلام الرعب، وكان هذا هو التحدي بالنسبة لي.

وقد قبلت هذا العمل ليكون تجربة جديدة لي، فذهبت إلى مصر، وبدأت التعاون مع المنتج سيف عريبي، ومن هناك بدأت عملية اختيار الممثلين وتحضير المشاهد، وهذه عملية ينصهر فيها المخرج مع العمل الفني، فهو يكون موجود داخل الورق والمشاهد، وبين الحروف ونبرات الممثل وانفعالاته، وما إلى ذلك.

إصرار على النجاح

* قد يكون فريق العمل لديه الكثير من الحماس لخوض هذه التجربة، ولكن ليس لديهم الخبرة اللازمة لصناعة مثل هذه الأفلام، ألم تكن مخاطرة من جانبكم أن تقدموا نوعية من الأفلام لم تتناولها السينما العربية والمصرية، وتعرضونها في موسم كبير كموسم عيد الأضحى؟

** مبدأ العمل في ظل المخاطرة كان في أذهان الجميع منذ بداية قبول النص واختيار الممثلين وفريق العمل، ففي هذا النوع من الأفلام لا يوجد حل وسط، فإما أن يكون عمل متقنًا بنسبة 100%، أو يصبح خارج الفئة المخصصة له، وبالتالي لن يحقق الأهداف المرجوة منه.

وهذا الأمر كان واضحًا لدى كل فريق العمل، فقد كان هناك ترقب، وحماس في العمل، وتفاني إلى أقصى الحدود. صحيح أن هذا العمل جديد تمامًا على السينما المصرية، ولكن من أول يوم لي في مصر وجدت الجميع يعمل بجد وتفاني من أجل إنجاح التجربة.

* وماذا فعلتم لتجنب المخاطرة؟

** لتجنب عنصر المخاطرة يتعين على المخرج الإعداد الجيد للعمل منذ لحظة قبول النص، وينبغي أن يبذل كل جهده ليقدم العمل في أفضل صورة. وبالنسبة لي، فأنا أحب دائمًا خوض التجارب الجديدة، واستمتعت بكل لحظة في هذا العمل.

وأنا لست ضد أن يتخصص المخرج في فئة محددة من الأعمال مثل الكوميدي أو الرومانسي أو الدرامي. لكن بالنسبة لي أجيد التعامل مع كل هذه الأنواع، ويعود هذا إلى تجربتي في إخراج الكليبات، التي تعرضت من خلالها إلى العديد من الفئات المختلفة.

مشاريع قادمة

* هل تفكر في مشاريع سينمائية قادمة؟

** أقرأ حاليًا أعمال جديدة من دبي ومصر، ولكنني أكرّس كل وقتي لتجهيز فيلم “122” للعرض، وسأقوم باختيار العمل القادم بعد الانتهاء من الفيلم.

* سرور الساعدي، إحدى مستمعاتنا، تسألك عن مدى استيعابك للهجة المصرية، واستخدامها كأداة للتعبير وأنت عراقي الأصل؟

** من المعروف أن اللهجة المصرية لهجة سهلة لدى كل العرب، لأننا كنا نشاهد الأفلام المصرية منذ طفولتنا. وبالتالي لم أجد أي صعوبة في التعامل مع اللهجة المصرية، ولم أجد أنها ربما تكون عائقًا أمامي، فأغلب الوطن العربي مطلع على اللهجة المصرية، ومصر هي مهد صناعة الأعمال الفنية من أفلام ومسلسلات وما إلى ذلك.

السوق السعودي

* تم فتح دور للسينما مؤخرًا في المملكة العربية السعودية، فهل ستتوجهون لدور العرض السعودية لعرض الفيلم هناك؟

** بالتأكيد، فالسوق السعودي جديد ومهم، وأتمنى عرض هذا الفيلم هناك، وأتمنى أيضًا عرض فيلمي “شباب شياب” في السعودية.

* وما هي الأسواق التي تستهدفون عرض الفيلم بها؟

** الوطن العربي كاملاً، ومن المرجح أن يتم عرضه أيضا في الولايات المتحدة وتركيا وربما في أوروبا.

ففي النهاية الفيلم يحمل رسالة، بغض النظر عن الناحية التجارية له، وأتمنى أن يلقى الاستحسان عند الثقافات المختلفة، كما كان الحال في تجربتي السابقة، من خلال عرض أفلامي في مهرجانات وأسواق غربية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى