الراديوطبيبك الخاص

ما هي أفضل طريقة للوقاية من تحورات فيروس كورونا؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

تنتشر الآن ثلاث سلالات على الأقل من الفيروس في الولايات المتحدة، لكن أي سلالة هذه السلالات هو الأكثر خطورة حاليًا؟، ولماذا تتأخر الولايات المتحدة عن الدول الأخرى في تتبع السلالات الجديدة من فيروس كورونا؟، وما هي أفصل طريقة لمواجهة تحورات الفيروس؟

راديو صوت العرب من أمريكا يستكمل الحوار الهام مع الدكتور “زاهر سحلول”، أخصائي الأمراض الصدرية والعناية المشددة، ورئيس منظمة ميدجلوبال الإنسانية، لإلقاء الضوء أكثر على تحورات فيروس كورونا وسلالاته الجديدة، وأفضل الطرق لمواجهة هذه التحورات.

سلالات جديدة
* بدايةً د. زاهر، ما المقصود بالسلالات الجديدة للفيروس؟

** كل الفيروسات تطرأ عليها تغييرات جينية أو طفرات، وهذه أمر متوقع، وأحيانًا تكون الطفرات شديدة ومتكررة، بحيث تغير من سلوك الفيروس بسبب تغيرات في البروتينات الأساسية له، وهذه التغيرات الجديدة والطفرات نسميها سلالة، وقد تجعل الفيروس أكثر انتشارًا وأسرع نقلًا للعدوى.

فلو قلنا إن الشخص المصاب بالسلالة القديمة يمكن أن ينقل العدوى إلى 3 أشخاص، فإن السلالة الجديدة تنتشر بما يفوق 35% أكثر، والسلالة الجديدة تزيد من سرعة العدوى وشدة المرض، وبالتالي يزيد ذلك من نسبة دخول المستشفيات، وكذلك نسب الوفاة.

خطورة السلالات الجديدة
* أي من هذه السلالات الجديدة هو  الأكثر خطورة الآن؟، ولماذا تتهم الولايات المتحدة بأنها تتخلف عن الدول الأخرى في متابعة ودراسة السلالات الجديدة لفيروس كورونا، وهل هذه الاتهامات دقيقة وصحيحة؟

** نعم، للأسف بالرغم من أننا نحن الدولة الأكثر قدرة على معرفة المادة الجينية للفيروس، ونحن الدولة الأولى في معرفة الجينوم الإنساني، ورغم قدراتنا العلمية التي تفوق كل الدول الأخرى، إلا أنه للأسف، بسبب عدم الاهتمام بالموضوع مثل باقي الدول الأخرى، وعدم وجود الدعم المادي المطلوب لدراسة تتبع وتسلسل الفيروس (Sequencing)، فإن ترتيبنا الحالي في هذا الموضوع هو الـ 36 على مستوى العالم.

وإذا أخذنا مثالًا على هذا الأمر، فنحن في الولايات المتحدة نقوم بعمل دراسة لتسلسل الفيروسات بمعدل 0.3% من الفيروسات التي يتم دراستها، بينما الدنمارك تقوم بما نسبته 50%، وهذا يدل على التخلف مقارنةً بالدول الأخرى، وهذا مثير للقلق والحسرة.

البحث العلمي .. متراجع أم متقدم؟
* هل نستطيع أن نقول إن هناك تراجع في البحث العلمي في أمريكا خلال الفترة السابقة؟، وهل هذا يعود إلى فترة الرئيس السابق دونالد ترامب، أم أن هناك بالفعل تراجع قديم مستمر؟

** لا يمكننا أن نقول إن هناك تراجع، إذ لا تزال الولايات المتحدة هى الدولة الأولى في مجال البحوث العلمية، ورأينا أن الدولة قد أنفقت مليارات الدولارات من أجل البحث عن لقاح، ومن ثمّ تم إنتاج اللقاح، وقد نجحنا في اكتشاف اللقاح الأكثر فاعلية وإنتاجه كأول دولة في العالم.

فالموضوع ليس تأخر البحث العلمي، وإنما هو متعلق بسلم الأولويات، والدعم المادي لكل هذه الأمور، والحق يجب أن يُقال حول عملية Warp Speed وفضلها في التوصل إلى اللقاح، والإنفاق الكبير الذي ساهمت به إدارة ترامب من أجل دعم عدة لقاحات، بهدف التوصل إلى لقاح فعّال في وقت قصير.

أما إدارة بايدن فهى حاليًا تقوم بعدة خطوات جيدة أيضًا، منها تسريع عملية تطعيم الأمريكيين باللقاح، وكذلك تسريع إنتاج اللقاحات، وزيادة عملية دراسة تسلسل الفيروسات (Sequencing)، وهناك ضغوط من المؤسسات العلمية لزيادة نسبتنا في هذا المجال حتى تصل إلى 15%.

والهدف من موضوع الـ(Sequencing) هو اكتشاف السلالات الجديدة من الفيروس، لأن هذه السلالات أخطر، وبالتالي إذا اكتشفناها بشكل مبكر يمكننا إيجاد العلاجات المناسبة مبكرًا، ومنع انتشار هذه السلالات الجديدة.

وبشكل عام فإن السلالات الجديدة، البريطانية والبرازيلية والجنوب أفريقية، هى أخطر من السلالة الأصلية، خاصةً سلالة جنوب أفريقيا التي هى مقاومة أكثر للقاح، وتنتشر بشكل أسرع، ويمكن أن تؤدي إلى الموت بشكل أكبر، وهذه السلالات الثلاث قد تم اكتشافها في الولايات المتحدة بعد اكتشافها في دولها الأصلية، وتنتشر للأسف بشكل أسرع.

مواجهة التحورات
* ما هي أفصل طريقة لمواجهة تحورات فيروس كورونا؟

** من خلال إيقاف إنتاج الفيروس، فطالما الفيروس يتم انتشاره بين الناس بشكل سريع، فمن المؤكد أنه سيكون هناك سلالات جديدة، لذا فإن وقف إنتاج أو تكاثر الفيروس سيؤدي إلى تقليل تحوراته، وذلك من خلال تسريع إنتاج اللقاحات، وتسريع تلقيح الناس وصولًا إلى مرحلة المناعة المجتمعية.

ومن الملاحظ أن الدول التي ظهرت فيها سلالات جديدة من الفيروس، جميعها قد انتشر فيها الفيروس وتكاثر بشكل كبير، وهذا ما أدى إلى ظهور السلالات الجديدة فيها.

انتقال العدوى
* بالنسبة لمن أخذوا اللقاح، هل بشكل مؤكد لن ينقلوا العدوى إلى أيّ شخص آخر؟

** من الممكن أن ينقلوا العدوى، فلا يوجد دليل على أن الإنسان الملقح لا يمكنه نقل العدوى، ومن الممكن أن يُصاب بالفيروس دون أن يُصاب بأعراض مرضية شديدة، ومن الوارد أن ينقل العدوى إلى أشخاص آخرين، ولذلك فإن الإلتزام بالإجراءات الوقائية ضروري وهام، حتى بالنسبة للأفراد الذين أخذوا اللقاح.

* لو أصيب الشخص بالسلالة الجديدة؛ هل يمكن للقاح أن يُضعف تأثير الإصابة أو يخفف من أعراضها؟

** نعم، والأمر المطمئن أنه لم يُثبت حتى الآن أن شخصًا قد توفى بعد إصابته بالسلالة الجديدة وكان ملقحًا بلقاح ضد كورونا، وهذا يعني أن اللقاح يعطي للإنسان مناعة إضافية، ولكن هذا الأمر من الوارد أن يتغير، لأننا نكتشف أمورًا جديدة عن الفيروس كل يوم.

إرشادات جديدة
* أصدرت “CDC” إرشادات جديدة للوقاية من كورونا، تتضمن ارتداء كمامتين في نفس الوقت للحد من انتشار الوباء، ألا يكون ذلك ثقيلًا على بعض الناس، خاصةً في أجواء العمل لفترة طويلة؟

** يجب علينا إتباع العلم، وعندما تنصح “CDC” بارتداء كمامتين فإن هذا مبني على العلم، وهذا دليل على أن السلالات الجديدة لديها القدرة على الانتشار والعدوى بشكل أكبر، وأنها أكثر قابلية للبقاء لفترة أطول في الهواء، بحيث من الممكن أن يستنشقها الإنسان من خلال ثقوب الكمامة الواحدة أو من حولها، لذلك فإن ارتداء كمامتين أفضل من كمامة واحدة.

وكما قلنا مرارًا، فإن مثل هذه الأمور تتغير بحسب تغير المعطيات، واكتشاف المزيد من المعلومات حول الفيروس، ولا تدل على أن العلم مقصّر.

أفضل الكمامات
* ما هو أفضل نوع للكمامات تنصح به؟

** هناك كمامات قماشية لها عدة طبقات، وهذه أفضل من الكمامة ذات الطبقة الواحدة، وتكون كبيرة بحيث تغطي الأنف والفم جيدًا، لأن هناك كمامات الآن صغيرة أو على الموضة، ويجب أن تكون الكمامة مريحة للشخص، ولا تسبب له التعرق الشديد.

والكمامات المتوافرة طبية، بحيث أن الثقوب التي بها لا تسمح بانتشار الفيروس، ولا شك أن كمامة الـN95 هى الأفضل، لأنها تحمي بنسبة 95% تقريبًا من الفيروسات، ولكن المؤسف فيها أنها لا يمكن للشخص أن يستخدمها لفترة طويلة، لأنها معيقة للنفس، وتسبب التعرق الكثيف.

* هل نحتاج إلى غسل الكمامات القماشية في كل مرة نستخدمها ونخرج بها خارج المنزل؟

** لا توجد تعليمات محددة في هذا الشق، ولكن بشكل عام يُفضل غسلها كل يومين، للتخلص من أيّ جراثيم أو ميكروبات أو روائح كريهة بها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى