الراديوطبيبك الخاص

لقاح كورونا وجدل خطورته على الحمل.. أين الحقيقة؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

جدل كبير أثير مؤخرًا حول تطعيم الحوامل بلقاح كورونا، وأهمية تلقي السيدات للقاح قبل الحمل وأثناء الحمل، وهل له أي آثار سلبية على الأم أو الجنين؟، وما هي أهم المضاعفات التي يمكن أن تحدث للأمهات الحوامل المصابات بفيروس كورونا؟.. إجابات ومعلومات هامة حول هذا الموضوع مع الدكتور فائق نيكولاس شما، أخصائي الغدد الصماء وعلاج العقم والأمراض التناسلية.

مأساة كبرى
* مأساة كبيرة نعيشها في أمريكا بعد وصول عدد وفيات كورونا لأكثر من نصف مليون وفاة، فكيف ترى هذا الموقف في ظل استمرار تفشي الجائحة؟

** في الواقع هذه ليست مأساة في أمريكا فقط، بل في العالم أجمع، تخيلوا أن هناك نصف مليون شخص أمريكي توفوا، وهذا الرقم أكبر من وفيات الأمريكيين خلال الحرب العالمية الأولى والثانية وحرب فيتنام، حتى أن متوسط عمر الإنسان الأمريكي قلّ بمقدار سنة ونصف.

وأنا لازلت أظن أن ما قام به الرئيس السابق، وحتى الرئيس الحالي، يظل قليلًا ومتأخرًا، فنحن بحاجة ماسة إلى إنتاج اللقاحات بصورة أكبر، وأن يتم تطعيم شريحة أوسع من الناس، حتى نستطيع إيقاف هذا الفيروس.

جدل مستمر
* هناك جدل مستمر حول اللقاحات، فهناك من يروج إلى الآن لنظريات المؤامرة، ويزعم أن اللقاح ضارّ، فكيف ترد على ذلك؟

** الجواب بسيط جدًا وبديهي، فكل دواء أو لقاح يُعطى للإنسان من الناحية الطبية، على الشخص أن يُقارن بين ضرر هذا الدواء وضرر المرض ذاته، فمعظم أصحاب الأمراض المزمنة، مثل السكري أو ضغط الدم أو غيرها، يموتون إذا أصيبوا بكوفيد-19، على الجانب الآخر فإن اللقاح يساعدهم على البقاء، وحتى الآن لم نسمع عن تأثيرات جانبية للقاح أضرّت بأحد.

بالنسبة للقاحات كورونا التي يتم توزيعها الآن في أمريكا، لم يتم إنتاجها بتقنية تم اكتشافها قبل ساعات، وإنما منذ سنوات تعمل فايزر ومودرنا على تلك التقنيات من أجل إنتاج اللقاحات بها، والمعلومات المنتشرة عن التأثيرات الجانبية للقاحات هى محض افتراءات، وأنا أقول إن الأطباء ليسوا كلهم يعرفون جيدًا ماهية اللقاحات وطبيعتها.

وبشكل شخصي، أنا لدي 176 موظف، جميعهم حصلوا على اللقاح باستثناء 3 موظفات رفضن أن يأخذن اللقاح، وحاولت أن أشرح لهن طبيعة اللقاح وضرورته، لكنهن واصلن الرفض، ومثل هؤلاء لا يمكنني أن أفسر السرّ وراء رفضهم.

سلالات جديدة
* هل يمكن أن يقينا اللقاح من الانتشار السريع للسلالات الجديدة للفيروس؟

** الجواب على هذا السؤال ليس واضحًا تمامًا الآن، لأن هناك سلالات عديدة بسبب الطفرات الجينية للفيروس، من جنوب أفريقيا ومن بريطانيا وغيرهما، وهذه السلالات مؤثرة، ولكن حتى من حصلوا على اللقاحات، نجد أن تأثير المرض عليهم ضعيف أو حتى لا يُصابوا به.

وأنا أعتقد أن لقاح نوفافكس سيكون أكثر فاعلية على السلالات الجديدة مقارنةً باللقاحات الجديدة، ولا شك أن فايزر ومودرنا يطورون لقاحهما من أجل مواجهة تفشي السلالات الجديدة للفيروس.

* البعض يقولون إن فاعلية اللقاحات تستمر لفترة 3 شهور فقط، كم تبلغ مدة فاعلية اللقاحات؟

** لا نعرف بالضبط المدة، لكن نعرف أنه على الأقل 6 شهور، لأن بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات وجدت أن الأجسام المضادة استمرت في أجسامها لمدة 6 شهور.

الحمل وكورونا
* ما أهمية تلقي السيدات للقاح قبل الحمل وأثناء الحمل، وهل له أي آثار سلبية على الأم أو الجنين؟

** عادة 5% من السيدات في أمريكا عندما يحملن، يكن في عمر ما بين 20 و45 عامًا، و25% من السيدات اللاتي يزرن المستشفيات يكون لديهن كوفيد-19 خلال فترة الحمل، ولأن مناعة النساء الحوامل أقل، نجد أن نسبة الوفيات بينهن أكثر بكثير، وعدد كبير منهن يتم وضعهن على التنفس الاصطناعي.

وهذا الفيروس أنا أعتبره “مصيبة على الحمل”، لذلك إذا كانت المرأة تريد أن تحمل، فيجب عليها أن تسرع بأخذ اللقاح، حتى قبل أن تفكر في الحمل، فكل المؤسسات الطبية الموثوقة وعلى رأسها “CDC” تحثّ الحوامل على أخذ اللقاح.

وبخلاف المناعة، لا يجب أن ننسى أن بعض الحوامل لديهن أمراض مزمنة، مثل الضغط، لذلك فإن أخذ النساء للقاح قبل الحمل أمر في غاية الأهمية، لكن في أول trimester من الحمل يمكن عدم أخذه، وذلك لأن 4% من الحوامل بعد الجرعة الأولى و16% منهن بعد الجرعة الثانية، يصبح لديهن حرارة مرتفعة، وهذه تؤثر على تكوين الجنين خلال أول trimester، وإن كان هناك علاج بسيط لتخفيض الحرارة.

ولكن أنا شخصيًا أنصح دائمًا الحوامل خلال أول trimester من الحمل بتجنب أخذ اللقاح، مع الالتزام التام بالإجراءات الوقائية خلال تلك الفترة، لكن متى توفرت الفرصة للحصول على اللقاح خلال ثاني أو ثالث trimester من الحمل، فلا يجب أن تفويت ذلك أبدًا.

* هل هناك أيّ دراسة تشير إلى احتمالية أن يؤثر اللقاح على الأجنة أو أن يحدث تشوهات لها؟

** لا، حتى الآن لا يوجد ما يشير إلى ذلك، وهناك دراسات قامت بها فايزر ومودرنا على الفئران، وأثبتت أنه لا يوجد أيّ تأثيرات للقاحات على الأجنة أو الحمل.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى