الراديوطبيبك الخاص

كيف يؤثر الأرق على صحتك ونمط حياتك.. وكيف يمكنك التخلص منه؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

الأرق هو اضطراب شائع في النوم، يمكن أن يؤدي إلى صعوبة النوم، أو صعوبة الاستمرار فيه، أو يجعلك تستيقظ مبكرًا مع عدم القدرة على العودة إلى النوم مرة أخرى.

وقد تشعر بالإرهاق عند الاستيقاظ، ويمكن أن يوهن الأرق من مستوى طاقتك ومزاجك ومن صحتك أيضًا، إلى جانب تأثيره على أدائك في العمل وجودة الحياة.

الإعلامية “ليلى الحسينى” ناقشت هذا الموضوع الهام مع الدكتورة “نسرين صوان” فى فقرة “صحة وحياة”، وحاورتها حول موضوع الأرق ومضاعفاته على الصحة.

يُذكر أن “د. نسرين نادر صوان”، هى أخصائية الأمراض العصبية وأمراض الصداع والآلام المزمنة، إلى جانب أمراض اضطرابات النوم، كما أنها أيضًا مختصة بطب التجميل والليزر وعلاج السمنة.

تعريف الأرق
* د. نسرين؛ في البداية.. ما هو تعريف الأرق؟، ومتى يعرف الشخص أن حالته ليست عارضة وإنما هى بسبب الأرق؟

** الأرق هو صعوبة الدخول في النوم، أو صعوبة الاستمرار فيه، أو الاستيقاظ مبكرًا مع عدم القدرة على العودة إلى النوم، ويؤدي ذلك إلى الإرهاق وخلل في الطاقة والمزاج والصحة، والأداء في العمل وجودة الحياة.

ويعتبر الأرق مزمنًا إذا استمر لـ 3 ليال أسبوعيًا، لمدة أكثر من 3 أشهر، هنا يمكننا تعريف الوضع على أنه أرق مزمن. فبالنسبة للنوم الصحيح هو من 7 إلى 9 ساعات يوميًا، ويختلف على حسب الشخص والعمر، فكلما تقدم الإنسان في السنّ كلما زادت مشكلات النوم وتقلّ فترته، كما تتغير نوعية النوم.

فالوضع الطبيعي في النوم، أن هناك 4 مراحل من النوم، وهى: المرحلة الأولى والثانية، وهى مرحلتي النوم الخفيف، والمرحلة الثالثة وهى مرحلة النوم العميق، والمرحلة الرابعة وهى مرحلة حركة العين السريعة وهى التي تحدث فيها الأحلام، ومع تقدم السنّ.. يزيد النوم الخفيف، ويقلّ النوم العميق.

أعراض الأرق وأسبابه
* ما هى أعراض الأرق وعدم النوم؟

** طبعًا الأرق المزمن شئ صعب، حيث يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب، ويؤثر على المزاج، بالإضافة إلى الإعياء والإرهاق.

* ما هى أسباب الأرق العارض؟

** إذا كان الإنسان عنده مشكلة معينة، أو مثلًا لديه امتحان أو قلق بشأن شيء ما، فإن هذا الأرق نسميّه “أرق عارض”، وليس أرق مزمن، وهذا الأرق العارض يحدث في مرات غير متكررة، ولا يؤثر على جودة الحياة، ولا يتسبب في مشكلات كبيرة مثل الأرق المزمن.

الأرق وهموم الحياة
* هل تعتقدين أن هموم الحياة تشكل سببًا مؤثرًا يمنع الشخص من النوم؟

** طبعًا، فإذا كنا نتحدث عن أسباب الأرق وقلة النوم، فإن المشكلات النفسية تأتي في المقدمة، وهى مشكلات الضغط النفسي، والقلق، والاكتئاب.

ومن الأسباب الأخرى.. نجد الأشخاص الذين يعانون من أمراض عصبية، مثل: الجلطة الدماغية “Strok”، أو مرض الرعاش ” Parkinson's disease”، أو مرض الزهايمر، وكذلك أيّ نوع من العته.

بالإضافة إلى الآلام التي قد تصيب الجسم، مثل: مرض الليف العضلي، لأن هذا المرض يسبب وجعًا مزمنًا بالرقبة أو الظهر أو المفاصل، ومع وجود هذا الألم يكون من الصعب جدًا على الشخص أن ينام، ويجب أولًا أن يتم إزالة الألم وعلاجه حتى يستطيع الشخص أن ينام.

هناك أمراض أخرى يمكن أن تجعل الشخص لا يستطيع النوم، مثل حرقان المعدة، أو ارتجاع المرئ، ومشكلات الكلى أو الغدة الدرقية، وبعض مصابي مرض السكري، فهذه الأمراض يمكن أن تؤدي إلى الأرق المزمن.

وإذا كانت هناك بعض أنواع الأدوية التي تساعد على النوم، فهناك أيضًا بعض الأدوية التي قد تؤدي إلى حدوث الأرق مثل مضادات الاكتئاب، كما أن الكورتيزون وبعض أدوية الضغط تؤدي إلى الأرق، وكذلك بعض الأدوية المنشطة، ومشروبات الطاقة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.

مضاعفات وأمراض
* لدينا مداخلة هاتفية الآن على الهواء من أحد المستعمين.
*** عندي سؤال حول مشكلة شخصية في النوم، حيث أنام متأخرًا جدًا، لدرجة أن اليوم الذي أنام فيه الساعة 4 صباحًا، أكون قد نمت مبكرًا.

وهذه المشكلة سببت لي من قبل Heart Attack، فكيف يمكنني معالجة الأمر، خاصة وأن الأمر مرتبط بعائلتي؟، وهل يمكن أن ينتهي الأرق إذا زال السبب، أم أنه تحول إلى مرض مزمن؟

** طبعًا هذا الأمر من مضاعفات مشكلات الأرق ومشكلات قلة النوم، فمن بين مضاعفاتها أمراض القلب والسكتة القلبية وعدم انتظام ضربات القلب، بالإضافة إلى حدوث مرض الضغط أو السكري، أو حتى السكتة الدماغية.

وبالنسبة لحل المشكلة، يجب أن تراجع طبيب مختص بأمراض النوم للبحث في الأسباب التي ذكرناها، فمن الوارد أن يكون هناك أكثر من مشكلة لحدوث الأرق لديه، وليس فقط وجود مشكلة في العائلة.

وأحب أن أضيف أيضًا أن من بين الأسباب الأخرى، بالإضافة لما ذكرناه سابقًا، أن مرض انقطاع النفس النومي، هو من بين الأسباب التي تؤدي إلى تقليل جودة النوم، وضبابية التفكير، وحدوث ضعف في الإدراك، والتأثير على الذاكرة والتعلم، إلى جانب نقص المناعة والسمنة وشيخوخة الجلد، وإلى الموت في النهاية بسبب السكتات القلبية والدماغية.

نصائح ووصايا
* د. نسرين؛ ما هى الوصايا بالنسبة للأرق الطارئ؟

** هذه الوصايا للأرق الطارئ، وللأرق المزمن أيضًا، فلا يجب ان ينتظر أحد لمدة 3 أشهر قبل أن يراجع الطبيب، أقصد أنه لا يجب أن ينتظر الشخص حتى يصبح المرض مزمنًا، فمن الضروري أن الشخص الذي لديه اضطربات في النوم أن يراجع الطبيب المختص بمشكلات النوم.

وبالنسبة للنصائح؛ يجب أن يكون هناك جدول معين للنوم، وأن يكون عدد ساعات النوم من 7 إلى 9 ساعات يوميًا، وأن يستعمل الشخص السرير من أجل النوم، وليس للعمل أو الأكل وجميع الأمور الحياتية الأخرى.

يجب أن يكون السرير مريحًا للنوم، ودرجة حرارة الغرفة مريحة، وأن يكون الشخص بعيدًا عن الأجهزة مثل الآيباد والموبايل والكمبيوتر والتلفزيون، فكل هذه الأشياء تعيق عملية النوم، بالإضافة إلى الابتعاد عن الضوضاء والضوء.

* هل هناك نصيحة معينة بخصوص الأكل أو المشروبات؟

** أنا أنصح بعدم تناول القهوة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل النوم، وكذلك المشروبات الكحولية، وكذلك تناول وجبات بكميات كبيرة، أو شرب كميات كبيرة من المياه، لأنها ستدفعهم إلى الاستيقاظ لدخول الحمام أكثر من مرة أثناء النوم.

ويمكن تناول مشروبات مثل اليانسون أو البابونج، فهذه المشروبات قد تساعد على النوم المريح والهادئ.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى