الراديو

في أمريكا.. إدمان الأدوية يفوق إدمان المخدرات!

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

تعدّ ظاهرة إدمان وسوء استخدام الأدوية أمرًا في غاية الخطورة، نظراً لما يترتب على ذلك من أخطار تدمر حياة الشخص الذي يُدمن العقاقير الطبية، لذا فقد تمّ عقد اجتماع لقيادات الجالية العربية مع سلطات انفاذ القانون، برعاية المجلس الأمريكي لحقوق الإنسان والمدير التنفيذي “عماد حمد”، لدق ناقوس الخطر حول هذا الموضوع.

ولمزيد من التوضيحات حول الأمر، استضافت الإعلامية “ليلى الحسينى”، الأستاذ “عماد حمد”، المدير التنفيذي للمجلس الأمريكي لحقوق الإنسان، لمناقشة ماتم تداوله خلال الاجتماع، والتوصيات التي خرجوا بها.

ظاهرة إدمان الدواء
هذا الموضوع تشوبه حساسية خاصة، نظرًا لأن الإدمان على الأدوية أمر قد يكون وصل إلى أن يُصبح ظاهرة في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية، وبحسب الأبحاث الأمريكية المتعلقة بهذا الأمر، فقد انخفض عدد الأشخاص الذين يدخلون مصحات للعلاج من جميع أنواع المخدرات بما فيها الكحول.

بينما زادت بحوالي 37% تقريبًا الأشخاص الذين دخلوا مصحات للعلاج من الإدمان على الأدوية التي تُباع في الصيدليات، وتُباع بوصفات طبية.

ثورة وعيّ
وحول الاجنماع الذي عُقِدَ لقيادات الجالية العربية مع سلطات انفاذ القانون، لمناقشة هذه الظاهرة المستحدثة، وبرعاية المجلس الأمريكي لحقوق الإنسان؛ يحدثنا المدير التنفيذي للمجلس “عماد حمد”، حيث قال أن “هذه الظاهرة ليست قاصرة فقط على الجالية العربية، بل إنها تشمل المجتمع الأمريكي بأكمله”.

وأضاف أن “الرئيس ترامب في خطاب حالة الاتحاد أشار إلى ظاهرة إدمان الأدوية المسكنة ومخاطرها على المجتمع الأمريكي، وضرورة التصدي لها”، فحالات إدمان المسكنات قد باتت تفوق حالات إدمان المخدرات التقليدية الأخرى.

وخلال الاجتماع المذكور؛ كان من بين الحضور سلطات انفاذ القانون وبعض الحقوقيين، وبعض الأئمة من مختلف المساجد، وإعلاميين، وطلاب جامعات، وممثلين لبعض المؤسسات التربوية والمدارس، وفي هذا الصدد يؤكد “حمد”: “نحن بحاجة لثورة في الوعي، والارتقاء بثقافة الناس للتعريف بهذه الظاهرة ومخاطرها، خاصة أنها مستمرة في التفشي”.

ثقافة العيب
لا تزال ثقافة العيب موجودة، خاصة عند التصريح بأن أحد أفراد الأسرة يتعاطى هذا العقار أو ذلك، وهذا موجود لدى الأسر العربية أكثر من الأمريكية، لاختلاف ثقافة التصريح بجلاء ععن هذا الموضوع، في هذا الصدد يقول “حمد”: “لقد آن الأوان أن يتم الحديث عن هذه الظاهرة بكل صراحة، وبدون خوف، وبدون تردد، فثقافة الخوف والخجل والرهبة من السمعة أو ما سيتحدث به الآخرون هى جزء من الأسباب الرئيسية لحدوث هذه الظاهرة”.

ويتابع: “لم يعد هناك مبررًا أن يبقى الخجل هو سيد الموقف، فالكثير من أبناءنا للأسف قد باتوا يتعاطون هذه الادوية، وأحيانا بطريقة غير شرعية، وفي النهاية ينتهي بهم المطاف إلى الإدمان، وأحيانا إلى الوفاة”، موضحًا أن هذا مرض مثله مثل أمراض أخرى كثيرة، وليس عيبًا أن نطلب المساعدة في علاجه.

مسؤولية جماعية
يرى ضيفنا أن “المشكلة جد خطيرة، ومسؤولية معالجتها مسؤولية جماعية، تبدأ من العائلة حيث المنزل، ثم إلى المدرسة، وإلى الجامعات، والكنائس والمساجد، وكل أماكن التجمعات”، ويتابع: “من المؤسف أن الحصول على هذه العقاقير قد يحدث عن طريق إشراف طبي غير مسؤول، أو عن طريق سرقة هذه الأدوية من أهلهم بطرق غير مشروعة”.

ويقدم “حمد” نصيحة أخيرة للأهل: “أي ملاحظة تجدونها أو تثير الانتباه تخص أحد أفراد الأسرة، عليكم فورًا كسر طوق الخجل والعيب، وابحثوا عن المساعدة المناسبة، لأنه بين الحياة والموت .. موقف، بين الحياة والموت .. طلب للمساعدة، فلا تترددوا في طلبها”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى