الراديو

راديو “صوت العرب من أميركا” يستطلع آراء الجالية العربية في قرار ترامب بنقل القدس عاصمة لإسرائيل

عرب أميركا: يجب أن يكون لنا دورا إيجابيا في الحياة السياسية الأميركية

واشنطن – قامت الدنيا ولم تقعد بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحويل القدس عاصمة لإسرائيل، قام الإعلامي رفعت عبيد باستطلاع ردود فعل لنماذج عديدة من الجالية العربية، وكيف تقبل المجتمع الأميركي لهذا القرار، من خلال برنامجه “هنا صوت العرب من أميركا” الذي يذاع على راديو صوت العرب من أميركا.

استضاف عبيد كل من رولا صباحي الكاتبة والروائية الأميركية من أصول فلسطينية، والمحلل السياسي حاتم الجمسي، وعدد كبير من رموز الجالية العربية، كما تلقى العديد من الاتصالات التليفونية حيث حرص العديد من أعضاء الجالية على المساهمة برأيه من خلال راديو “صوت العرب من أميركا”.

وكشف حاتم الجمسي في الحلقة “أن الكونغرس الأميركي أصدر في عام 1995 قرارا اعتبر فيه بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وطالب الرئيس الأميركي وقتها باتخاذ الخطوات اللازمة لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، ولكن الرؤساء الأميركيين تنكروا لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وأصبحوا يقومون بتأجيل القرار كل ستة أشهر وإعلام الكونغرس بذلك بأنه غير قابل للتنفيذ في هذه المرحلة”.

وأضاف الجمسي “أن الرئيس السابق كلينتون وعد بتنفيذ طلب الاعتراف ولكنه لم ينفذ، كما وعد أيضا الرئيس جورج بوش ولكنه لم ينفذ، وتكرر الأمر مع الرئيس براك أوباما، ويبدو أن هذه الوعود كانت مجرد ورقة للفوز في الانتخابات فقط”.

وأوضح الجمسي “أن الوحيد الذي نفذ هو ترامب، فتنفيذ القرار الذي أصدره الكونغرس كان من ضمن وعود الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات دون أي اعتبار بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في شرق المدينة”.

وأكد الجمسي “أن ترامب يكرس لاحتلال واغتصاب حقوق مشروعة ومعترف بها عالميا بحقوق الشعب الفلسطيني في شرق مدينة القدس، ويعد القرار مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية، ولكن الشيء الذي يشجع هنا أنه لا توجد دولة واحدة على مستوى العالم أيدت أو شجعت القرار الأميركي، حتى بريطانيا فوزير خارجيتها صرح بأنه يرفض هذا القرار، وأن بريطانيا لن تنساق ولن تنقل سفارتها رغم أنها حليف قوي للولايات المتحدة الأميركية”.

وقال الجمسي “أن إسرائيل أعلنت في عام 1980 ضم القدس الشرقية والاستيلاء على المدينة بالكامل واعتبرتها عاصمة لإسرائيل، وكان هذا القرار مخالفا لكل القرارات الدولية التي تؤكد بأن القدس فلسطينية، ولم يعترض أحد على هذا القرار من المستوى الدولي وأصبح الماضي الإسرائيلي والجماعات المؤيدة لإسرائيل داخل الولايات المتحدة تضغط بشدة منذ فترة عليها لأن تقوم بالاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل”.

قرار غير أخلاقي

وأوضح الجمسي “يتوافق قرار ترامب مع رغبة الكونغرس، ولكن هذا لا يعني أنه قرار صحيح، فكيف لدولة أن تساعد دولة أخرى على اغتصاب حقوق مشروعة لشعب آخر، فهل من حق الولايات المتحدة أو أي قوة في العالم أن تكرس لاحتلال واغتصاب حقوق الشعب الآخر باعتباره أمر واقع”.

وأضاف “أنها قضية أخلاقية، وصفقة غير أخلاقية للولايات المتحدة التي نسعد بالإقامة بها، وبأننا مواطنين أميركيين، وبأن بلدنا هي الولايات المتحدة التي ترعى الحقوق والحريات، ولكن لم نتمنى كمواطنين أن نجد بلدنا توافق على اغتصاب لحقوق مشروعة لشعب يرضخ تحت الاحتلال منذ سنوات طويلة وكل ما يطالب به هو حقه المشروع بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني الذي أغتصب منذ عقود”.

ووجه عبيد سؤالا إلى الكاتبة والروائية رولا صباحي “ما هو رد فعلك كأميركية من أصول فلسطينية حول هذا القرار؟”

أجابت رولا “يعتبر هذا الاعتراف كف من الرئيس ترامب، ولكننا لا نتحدث لماذا كفنا هذا الكف، فهو كفنا لأننا جسد ميت، فهو يعتبرنا ميتين، وإذا أراد أن يراهن على الخطاب الديني فهو مأجور، وعلى الخطاب السياسي فهو مبتور، وهو يعلم أنه يتعامل معنا، ولن يكون لدينا أي قوة ولا أي ردة فعل”.

وأضافت رولا “لم يراهن على الشعب العربي، وكان يظن أنه منقسم ومنغلق على مشاكله الداخلية، ونحن نعلم ما هو وضع سوريا واليمن والعراق وليبيا، هو راهن على هذا الوضع، ولكنه لم يكن يعلم أن القدس ليست مجرد عاصمة عربية وفيها مقدسات إسلامية ومسيحية، بل هي تعني العالم العربي والإسلامي وحتى المسيحي”.

وأكدت رولا “كانت هناك انتفاضة في الشارع العربي من كل الدول العربية وحتى الدول المجروحة كسوريا واليمن والعراق وليبيا ولكنها قامت، وهو يظن أن ما يحدث في الضفة الغربية وفي فلسطين بشكل عام هو عبارة عن صيحة مؤقتة وستصمت، وهي من وجهت نظري انتفاضة سوف تدفع ثمنها إسرائيل، لأنها دائما تخاف عند انتفاضة الشعب الفلسطيني في الداخل”.

وتلقى عبيد اتصالا من مواطنة أميركية من أصول عربية عرفت نفسها بأنها صباح، عبرت عن مشاعرها تجاه القرار قائلة “إن القرار تعسفي ومدمر نفسيا، توجعنا كثير؛ هذا الوجع أنسانا الذي يصير بسوريا، فالقدس خط أحمر، لأنه قدس للعرب كله، وليس لفلسطين فقط، وأعتقد أن هذا القرار هو ثمن الكرسي الذي جالس فيه ترامب، أعطى شيئا لا يملكه لناس لا تستحقه، فمن أعطاه الحق أن يعطي الأقصى لإسرائيل، ألحق أنه رئيس دولة عظمى أميركا”.

ووجه عبيد سؤالا آخر للمواطنة الأميركية من أصول عربية هدى شنوي “ما هو تعليقك على هذا القرار الرئاسي؟”

أجابت هدى التي تعيش في أميركا منذ 45 عاما “أوافق الزميلة رولا بأن هذا القرار هو كف للمجتمع العربي والإسلامي، وخاصة نحن العرب بأميركا، وأعتقد أنه كسب المشاكل العربية في سوريا واليمن والعراق وليبيا، سيضل الشعب العربي الإسلامي بسبب هذا القرار متفقين، وستظل المظاهرات قائمة”.

وسأل عبيد “هل مازال هناك أمل في الوضع الحالي بأن يرجع القرار لصالح العرب؟”

أجابت هدى “أتمنى أن يرجع القرار لصالحنا وهذا شيء بيد الشعب العربي الإسلامي، وخاصة نحن الشعب الأميركي ذو الأصول العربية، فالأمور مرت في السابق ونحن صامتين، وكنا نفكر بالأمور الأخرى، وأظن أنه حان الوقت لنتحدث ونستيقظ على الذي يحدث في بلادنا”.

وأضافت هدى “مع الأسف أغلب العرب بأميركا لا يحبون التدخل بالسياسة، وهو خطأ، فيجب أن نعبر عن رأينا كعرب أميركيين في كل ما يتعلق بالقضايا حتى لا نكون سلبيين”.

وأستقبل عبيد أتصالا من أشرف خليل المقيم في نيويورك، والذي شارك في إحدى المظاهرات التي نددت بالقرار، ووجه له سؤالا “صف لنا الأجواء التي كانت في المظاهرة التي قامت في (تايمس كوير) الجمعة؟”

أجاب أشرف “كانت الأعداد كبيرة جدا، حتى أن الشرطة لم تتوقع خروج مثل هذا العدد للمظاهرة، وشارك معنا عدد من اليهود وعددهم 40 فرد تقريبا، بينما نحن كان عددنا بالآلاف”.

وأضاف أشرف “سألنا اليهود، لماذا أنتم تتواجدون في المظاهرات وأنتم يهود؟ أخبرونا أنهم لا يعترفوا بإسرائيل بل يعترفوا بالأرض المقدسة فلسطين، وتمنوا أن القرارات القادمة تكون لصالح فلسطين ولصالح القدس العربية، وتمنوا أيضا أن تفرج هذه القضية عن قريب، وأن يتمتع الشعب الفلسطيني بحياة سعيدة في بلادهم”.

وقال أشرف “بالنسبة لقرار ترامب، فالعيب ليس عليه بل على حكامنا العرب، أين مصر واليمن وسوريا والعراق في هذا الوقت، البلاد العربية كلها ضائعة، وحكام العرب نددوا فقط جبرا للخاطر، ويعلم ترامب أن لدينا ضعف في بلداننا العربية والإسلامية”.

وانتقل عبيد إلى ميسون الأميركية من أصول فلسطينية وسأل “كيف تعاملت مع هذا القرار؟”

أجابت ميسون “نحن لم نتفاجأ من قرار ترامب، فما عمله هو إرضاء لإسرائيل، المؤثرين باللوبي اليهودي في الانتخابات الأميركية، بينما نحن العرب في أميركا، لا نشارك في الانتخابات الرئاسية، وهناك قلة قليلة فقط هي من تشارك، فنحن هنا كجسد مشلول وصوتنا غير مسموع”.

وأضافت ميسون “نحن كأميركيين لنا واجب في السياسية وفي الانتخاب، الآن هذا القرار أوجعنا، جاء في صميم القلب، فعلينا جميعا أن نبعث رسائل لكل ممثلينا في الدولة، فمن واجبنا أن نساهم في النشاط السياسي، لكي يصل صوتنا عند السياسيين، ويعلمون أن الجالية العربية تنتخب”.

واستقبل عبيد أتصالا من صالح الطاهري ووجه له سؤالا “ماذا يجب علينا أن نعمل من أجل أن ندافع على بلدنا الأم فلسطين؟”

أجاب الطاهري “الاستمرار بالمظاهرات، وجعل كل مصلين صلاة الجمعة يصلون هناك في مكان التظاهر، والتفاوض مع المسؤولين الذين يمثلونا في مناطقنا ومواصلتهم بالتلفونات والمراسلات بأننا ضد هذا القرار، وأن يطالبوا الرئيس ترامب بالتراجع عن هذا القرار، وأن نتعاون مع كل الجاليات الأخرى، لأن هذا القرار ضد الإنسانية”.

ووجه عبيد سؤالا أنتقل فيه إلى مهند الذي يعيش في أميركا منذ 15عاما “كيف تقبلت هذا القرار؟”

أجاب مهند “من خلال خبرتي في أميركا كفلسطيني عربي أقول نحن أجسادنا للأسف لا تعمل أي شيء، موجودون ولكن لا نتكلم، فيجب على الأقل أن نعمل عملية تصويت للقرار ونصوت مع أو ضد، نحن لدينا أصوات كبيرة جدا، ولنا أهمية كبيرة في هذا البلد، نحن هنا نستطيع صنع قرارات من خلال التصويت”.

ووجه عبيد سؤالا أنتقل به إلى المحلل السياسي حاتم الجمسي “ماذا يجب علينا أن نعمل نحن في أميركا من أجل إلغاء هذا القرار؟”

أجاب الجمسي “رفض اغتصاب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، يجب علينا أن نعمل بطريقة نظامية على إيصال صوتنا إلى البيت الأبيض وإلى كل رجال السياسة في الشأن الأميركي”.

وأضاف “اقترح على كل مواطن محب للسلام ويرفض اغتصاب الحقوق المشروعة، وكل مواطن من أصول عربية، أن يتحول إلى مركز تعليمي وثقافي، ولا يضيع أي فرصة للتواصل مع جيرانه الأميركيين أو من جنسيات أخرى في مكان عمله أو في أي مكان يتواجد فيه لتعريف الشعب الأميركي بحقوق الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال وبأهمية مدينة القدس للشعب الفلسطيني أولا ولكل العرب ثانيا”.

وواصل الجمسي اقتراحه قائلا “يجب علينا أن نتواصل مع البيت الأبيض ونعمل على إيصال الصوت الرافض للاعتراض من خلال الاتصال بالبيت الابيض الذي لديه خط تلفون متاح للجميع لتسجيل رسالة صوتية للرئيس ترامب”.

وأضاف الجمسي “أعلم أن هناك عدد كبير يعمل على تفريغ هذه الرسائل، وكتابة تقارير يتم إرسالها إلى كبار المسؤولين في البيت الأبيض، ويجب علينا الوصول إلى الصفحة الرسمية للبيت الأبيض على مواقع الأنترنت ونرسل رسائل صوتية مهذبة ومختصرة تؤكد أننا نرفض هذا القرار الذي لا يخدم السلام في الشرق الأوسط كما انه تعدي صارخ على حقوق الشعب الفلسطيني”.

وسأل عبيد “هل عملت على هذه الاقتراح؟ وهل تفاعل معك أحد بشأن الرسائل إلى البيت الأبيض؟”

أجاب الجمسي “نعم، وكانت هناك بعض المواقع الإخبارية المصرية والعربية نقلت الدعوة، وهناك تجاوب كبير جدا من الدول العربية تواصلت مع عددا كبيرا منهم، هناك تواصل وعدد لا بأس فيه قام بالاتصال بالبيت الأبيض وطرح رسالة صوتية تحمل في طياته اعتراض وتطلب من أميركا أن تكون راعية للسلام”.

وأستقبل مقدم البرنامج رفعت عبيد أتصالا من فلسطينيين يعملون في الجالية العربية وأبدوا رأيهم ومشاركتهم بشأن القرار الذي نفذه ترامب.

قال حبيب جودة “يجب علينا التوجه لمن يخدم مصالحنا في هذه البلد نحن نصوت، التعويل على الجاليات العربية في أميركا هو الأمل وشعلة الانطلاقة لاسترداد كل الحقوق المسلوبة لا للشعب الفلسطيني فقط، ولكن لكل الشعوب العربية”.

وقال أبو الخضر اليتيم “أنصح الجاليات العربية بالتنظيم والتسجيل للتصويت والعمل المباشر مع المنتخبين السياسيين في المناطق التي يعيشوا فيها حتى يجعلوهم يتفهموا ويعرفوا تأثير قراراتهم على حياة العرب إن كان في أميركا أو في الدول الأم”.

وأضاف اليتيم “أشجع أبناء جاليتنا العربية في كل مكان حتى ينضموا مؤسسات سياسية ناشطة  لترشيح وانتخاب أعضاء إن كانوا من الجالية العربية أو من الجالية الأميركية المتعاطفة مع العرب، ليدافعوا عن حقوقنا ويتكلموا بصوتنا ويمثلونا”.

وأكد اليتيم “نحن ندافع عن القدس لأنها هي مدينة لثلاثة أديان، ونحن نريد أن نرى القدس تبقى مفتوحة لجميع الديانات وتمارس فيها هذه الديانات الثلاث بحرية دون أي ضغوطات سياسية”.

وقالت رولا صباحي في نهاية الحلقة “كيف سيكون لنا صوت، ونحن لا يوجد لنا مكان نجتمع فيه، لا ثقافي  ولا أدبي، ولا مكان نتحدث فيه عن السياسة، في الحقيقة نحن العرب نجتمع في الحفلات والمطاعم فقط”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى