الراديوطبيبك الخاص

الصيام المتقطع.. هل يمكن تحويله لحمية غذائية لتخفيف الوزن؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

يعتبر الصيام المتقطع سرًا قديمًا من أسرار العافية، وقد يكون أقدم وأقوى تدخل غذائي يمكن تخيله على الإطلاق ولكننا ـ بطريقة ما ـ نسينا قوته الرائعة وتجاهلنا إمكانياته العلاجية الكامنة، ومتى تعلمنا طريقة الصيام الملائمة يكون لنا الخيار.. نصوم أو لا نصوم.

فما هو الصيام المتقطع؟، ولماذا لا يعتبر الصيام المتقطع حمية بحد ذاته؟، وما هي فوائد الصيام المتقطع؟، وهل له أضرار؟، كل هذه الأسئلة وغيرها تناولتها الإعلامية “ليلى الحسينى” مع “د. نسرين صوان” في فقرة “صحة وحياة”.

جديرٌ بالذكر؛ فإن “د. نسرين نادر صوان”، هى أخصائية الأمراض العصبية وأمراض الصداع والآلام المزمنة، وأمراض اضطرابات النوم، وأيضا مختصة بطب التجميل و الليزر وعلاج السمنة.

نمط حياة أم حمية غذائية؟!
* العديد من الأشخاص يعتقدون أن الصيام المتقطع يمكن أن يكون فعّال جدًا لتخفيف الوزن. فكيف ترين الموضوع؟

** الصيام المتقطع ليس حمية غذائية معينة لتخفيف الوزن أو التنحيف، فالصيام المتقطع هو نمط حياة، يتم فيه تحديد عدد ساعات تناول الطعام، بدون تحديد عدد السعرات الحرارية أو نوعية الطعام، وبهذه الطريقة فإن الصيام المتقطع لا يعتبر حمية غذائية.

لكن يمكننا أن نستفيد من الصيام المتقطع وأن نجعله حمية غذائية إذا كان مصاحبًا لأحد الحميات الغذائية لتخفيف الوزن، مثل: تحديد عدد السعرات الحرارية، أو تحديد كمية الكربوهيدرات التي يجب أن يتناولها الشخص الذي يودّ إنقاص وزنه.

نحن في رمضان نصوم شهرًا كاملًا، لكن كم من الناس يفقدون وزنهم، وكم منهم وزنه يزيد؟!، من يفقدون الوزن هم من يحددون السعرات الحرارية، ومن يزيدون هم من يأكلون الحلويات ويتناولون مشروبات غازية وFast Food وأغذية مليئة بالدهون، لذا يمكننا اعتبار الصيام المتقطع حمية غذائية فقط إذا كان مصاحبًا بحمية غذائية.

طرق الصيام المتقطع
* هل تقصدين بالصيام المتقطع عدد ساعات معينة من ساعات النهار؟، أم صيام يوم كامل؟، وما هى عدد المرات التي يجب أن نصوم فيها؟

** هناط طرق عديدة للصيام المتقطع، أشهرها: أن الشخص يظل بدون أكل لمدة 16 في اليوم، ويتناول الطعام لمدة 8 ساعات، مثلما نصوم في رمضان، لكن الفارق أننا في رمضان لا يمكننا شرب الماء، لكن في الصيام المتقطع يمكننا شرب الماء، وكذلك المشروبات التي لا تحتوي على سعرات حرارية.

ويمكن للشخص أن يتناول الطعام لمدة 6 ساعات، ويصوم لمدة 18 ساعة، ومن الممكن أن يتناول الطعام لمدة 4 ساعات، ويصوم لمدة 20 ساعة، فقط الفكرة هى أن يتم حساب مدة الصيام منذ انتهاء آخر وجبة يتم تناولها في اليوم.

على سبيل المثال؛ لو كانت آخر وجبة تناولها الشخص هى الساعة السادسة مساءً، وكان يتبع الصيام المتقطع بنظام (16 ساعة صيام /8 ساعات)، فبالتالي يجب أن يصوم ويمتنع عن الطعام حتى الساعة العاشرة صباح اليوم التالي.

ويمكن للشخص خلال تلك الفترة أن يتناول المشروبات المختلفة، ولكن بدون إضافة السكر، لأن إضافة تلك الأشياء تحفز البنكرياس لإفراز الأنسولين، والفكرة هنا أننا نحتاج إلى إيقاف إفراز الأنسولين بالجسم، لأن زيادته بالدم لها مشكلات كثيرة.

آلية عمل الصيام المتقطع
* ما هى آلية عمل الصيام المتقطع؟، وكيف يستفيد الجسم منه؟

** عندما نأكل، فإن الجسم يقوم باستعمال الطاقة من الطعام الذي تناولناه، تقريبًا من 7 إلى 8 ساعات، وبعد ذلك فإن الجسم يبدأ في استعمال الطاقة من الجليكوجين المخزن في الكبد لمدة 3 إلى 4 ساعات، وبعد ذلك يبدأ الجسم في استعمال الدهون الموجودة بالجسم وتكسيرها لتوليد الطاقة، وهذه هى الفكرة من الصيام المتقطع.

أهم شئ في الموضوع هو أن يتوقف البنكرياس عن إنتاج الأنسولين، لأن هذا الشئ يساعد على التخلص من الدهون، ويجب أن ندرك أن الأنسولين هو هرمون يؤدي إلى بناء الدهون، وبالتالي فإن عدم وجوده لفترات طويلة يمكنه أن يؤدي إلى التخلص من الدهون، بالإضافة إلى أنه في فترة الصيام يزيد هرمون الشباب، وهذا يؤدي إلى تحسن الجلد والشعر وزيادة الكتلة العضلية، وبصفة عامة فإن تقليل الأنسولين بالجسم يؤدي إلى تحسين الصحة العامة للجسم، وتقليل أمراض القلب وغيرها من الفوائد.

تطهير وإزالة السموم
* هل نستطيع أن نقول إن الصيام هو فترة مهمة لتطهير وإزالة السموم من الجسم، أيّ أن الاحجام عن تناول الطعام لفترة محددة من الوقت يعدّ وضعًا صحيًا تماما، ويعيد إلينا الحيوية والنشاط؟

** نعم، طبعًا، كما يؤدي إلى محاربة الشيخوخة، وتعزيز عمل هرمون النمو، ويساعد على خسارة الدهون، وتكوين العضلات، وبناء خلايا عصبية جديدة، والوقاية من مرض الزهايمر أيضًا.

فنحن عندما نأكل طوال الوقت، فإن جسمنا يحفز البنكرياس لإفراز الأنسولين، والمشكلة هنا أن هذا يقلل من حساسية الخلايا العضلية للأنسولين، وهو ما يؤدي لزيادة السكر بالدم، واستمراريته فيه لمدة أطول، ويتحول مع الوقت إلى دهون، كما أنه يؤدي في النهاية إلى مرض السكري.

الصيام المتقطع أم الحميات الغذائية؟!
* هل نستطيع أن نقول إن الصيام المتقطع أفضل من الحميات الغذائية الأخرى؟، فالحميات الأخرى قد تكون مكلّفة بعض الشئ، ولكن الصيام مجاني.

** نعم، لكن إذا كان مصاحبًا بتحديد كمية السعرات الحرارية، وفي نفس الوقت يتم اختيار كمية الأكل، وبخصوص صيام بعض الناس لمدة 8 ساعات، على سبيل المثال من الساعة 11 صباحًا (وجبة الإفطار) وصولًا إلى الساعة 7 مساءً (وجبة العشاء)، فإن مشكلة هذه الفترة أن الجسم يكون لا يزال يحظى بكمية من الطاقة، وقبل أن يبدأ في حرق الدهون، يكون موعد الوجبة الثانية قد حلّ،

وبالتالي يبدأ الجسم في استهلاك الطاقة من الوجبة الثانية، فأجسامنا إما أنها تكون في حالة بناء، أو في حالة حرق، فطالما نحن نأكل فإننا في حالة بناء للدهون، حيث يزيد السكر والأنسولين بالجسم.

نصيحة أخيرة
* أيهما أفضل في الصيام المتقطع؛ الصيام لمدة 8 ساعات، أم أن يكون الصيام من الإفطار إلى الإفطار أو من الغداء إلى الغداء؟، بماذا تنصحين؟

** أنا أنصح دائمًا بأن تكون فترة الصيام أطول من فترة الطعام، فالصيام لمدة 8 ساعات لا يكون فيه مجال للجسم كي يحرق من المخزون، لأننا نمّده في هذه الحالة بالأكل، لذلك يجب أن تكون فترة الصيام أطول من فترة تناول الطعام.

ويجب أن نطهر جسمنا دائمًا عن طريق الصيام المتقطع، عن طريق تخفيف السكر وتقليل الأنسولين، لكن طالما نحن نأكل فإن إنتاج الجسم للأنسولين يزيد، وهو ما يؤدي إلى حدوث الكثير من المشكلات والأمراض.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى