الراديوطبيبك الخاص

السمنة.. تهديد جديد للأسرة في زمن كورونا

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

في ظل التوتر الذي يسيطر على العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وتغيير العادات اليومية بسبب اتخاذ بعض الدول إجراءات احترازية عديدة منها الحجر المنزلي لتجنب التجمعات، أصبحت الكثير من العائلات في جميع دول العالم تعاني من زيادة الوزن لأفرادها.

حيث اتفقت استطلاعات متفرقة من دول مختلفة على أن ازدياد أوزان أفراد هذه الأسر في فترة الإغلاق جاء بسبب الضغوط النفسية للأزمة، وقلة الحركة، وانعدام الرياضة، والإفراط في تناول الطعام.

الإعلامية “ليلى الحسيني” التقت بـ”د. نسرين صوان” عبر فقرة “صحة وحياة”، على راديو صوت العرب من أمريكا، وناقشت معها طرق التخلص من الوزن الزائد، وبناء الجسم والعضلات، والطاقة الإيجابية بعد الحجر الصحي، والأدوية والمكملات الغذائية للتخلص من الوزن الزائد.

يُذكر أن “د. نسرين نادر صوان”، هى أخصائية الأمراض العصبية، وأمراض الصداع والآلام المزمنة، وأمراض اضطرابات النوم، كما أنها أيضًا مختصة بطب التجميل والليزر وعلاج السمنة.

الضغوط النفسية والوزن
* د. نسرين؛ نبدأ من الطاقة الإيجابية.. وتلك الضغوط النفسية التي نعيشها بعد الحجر الصحي، برأيك.. هل الخمول وتلك الضغوط هى السبب في حدوث زيادة لأوزاننا؟!

** أهم شئ أدى إلى زيادة الوزن هى الضغوط النفسية، لأن هناك الكثير من الناس عندما يحدث لديهم ضغط نفسي يلجأون إلى الأكل، لكي يريحهم من ضغوطهم، وهذا شئ معروف، والمفروض ألا نقع فيه.

ومن المفارقات أنه خلال فترة الحجر الصحي، عندما كنت أتابع الناس على فيسبوك وأنستجرام، أجدهم كلهم يقومون بالطبخ والخبز، والأمر لا يقتصر على المرأة فقط، بل الرجال أيضًا وحتى الأطفال.

فالجميع لجأوا إلى المطبخ، لإعداد الطعام والاستمتاع بتناوله، فهذا الأمر يجعل معظمهم يشعرون بالسعادة، لكن المشكلة تكمن في الإفراط في تناول الطعام، وخاصةً ليلًا، هذا إلى جانب حدوث خلل في الساعة البيولوجية، فمن الأشياء التي تساعدنا على أن نأكل طعامًا صحيًا وفي أوقات معينة، هو انضباط الساعة البيولوجية.

وانضباطها يحدث عندما نتعرض للضوء صباحًا، فهناك هرمونات معينة تبدأ في الزيادة، وتساعدنا على قضاء أعمالنا، ومع المساء هذه الهرمونات تقلّ، وتخرج هرمونات أخرى تساعد الجسم على الاسترخاء والنوم، وهذه من الأمور التي تساعد الشخص في السيطرة على وزنه.

بالإضافة إلى ذلك فإن نوعية الأكل التي نتناولها لها تأثير هام، خاصة الوجبات السريعة التي غالبًا ما تكون ممتئلة بالـfats وCarbohydrates وأشياء أخرى غير مفيدة، بالإضافة طبعًا إلى المشروبات الغازية، والحلويات، والقهوة.

السمنة والأمراض
* كأن الحجر الصحي قد أحدث نوعًا من الانفلات، فبينما الناس يشعرون بالإحباط بدأوا يتجهون نحو المطبخ والأكل كتسلية وحيدة للعائلة بالبيت، لكن مع بدء الفتح التدريجي.. لا تزال هناك الكثير من الأماكن مغلقة، مثل مراكز الجيم وغيرها، مما يعني أن إنذار السمنة لا يزال قائمًا. فهل السمنة يمكن أن تزيد من فرص إصابتنا بالأمراض؟

** نعم، بالتأكيد، فهناك شئ مهم للغاية، وهو أننا نلتزم بالبقاء في المنازل كي لا نمرض أو نصاب بكورونا، ولكن عندما يزداد الوزن فإن هذا يزيد من مخاطر الإصابة بكورونا، هذا بالإضافة إلى مرض السكر وضغط الدم.

والسمنة تأتي على رأس عوامل الخطر للإصابة بكورونا، وأنا قرأت أن السمنة تجعل الشخص صيدًا سهلًا للإصابة، فالعادات الخاطئة التي اكتسبناها خلال فترة الحجر الصحي وأدت إلى زيادة الوزن، قد تجعلنا عرضة للإصابة بالمرض.

التخلص من الوزن الزائد
* إذن دكتورة.. كيف نتخلص من الوزن الزائد؟

** أول شئ علينا أن نعرف ما السبب الذي أدى إلى زيادة الوزن، فإذا كان هو التوتر العصبي، فعلينا أن نلتزم بكل الوسائل التي تخفف من التوتر العصبي، ولابد أن نتأكد أن فترة النوم الخاصة بنا كافية، فقلة النوم تؤدي إلى زيادة الوزن، حيث يزداد هرمون الإجهاد مع قلة النوم وعدم انتظامه، مما يجعل الجسم طوال الوقت في حاجة إلى الكربوهيدرات.

الشئ الثاني هو أننا عندما نشعر بالتوتر أو السهر، فإننا نأكل طوال الوقت، ونأكل أشياء غير صحية، أما خلال النوم فيزيد الليبتين، وهو الذي يشعرنا بالشبع، ويقل هرمون الجريلين الذي يشعرنا بالجوع، لذا فإن النوم مهم للغاية.

بالإضافة إلى ذلك لابد من الإقلاع عن تناول الوجبات السريعة والمأكولات الغنية بالدهون والحلويات، إلى جانب ضرورة ممارسة الرياضة، فلا يجوز أنه طوال فترة البقاء بالبيت ألا نمارس الرياضة، فخلال مكوثنا بالبيت يكون معدل استهلاك جسمنا قليل من 400 إلى 500 سعر حراري، في حين أننا نأكل طعام يحتوى على 3000 إلى 4000 سعر حراري.

وبالنسبة للرياضة.. ليس بالضروري أن نذهب إلى الجيم، بل يكفي المشي في الهواء الطلق، وهذا يمكن أيضًا أن يقلل الضغوط العصبية، وعلينا أيضا أن نتنفس بعمق Deep Breathing، لأن هذا يساعدنا على حرق سعرات حرارية أكثر من التنفس السطحي Shallow Breathing، ولابد أن نتعلم كيفية التنفس بشكل سليم وصحيح، ولابد أن نعرف أيضًا مؤشر كتلة الجسم الخاصة بنا.

مؤشر كتلة الجسم
* د. نسرين؛ لنذكّر مستمعينا بكيفية حساب مؤشر كتلة الجسم؟

** بسهولة يمكننا الذهاب إلى جوجل، ونبحث عن BMI Calculator ونضع الطول والوزن، وهذا يعطينا مؤشر كتلة الجسم، وكما تحدثنا عن ذلك في حلقات سابقة فإن مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 18 إلى 20، لكن لو أصبح بين 25 إلى 30، فهذا نسميه زيادة في الوزن Overweight.

وإذا كان من 30 إلى 35 فإنه Obesity grade 1، وإذا كان من 35 إلى 40 يكون Obesity grade 2، ومن 40 إلى 45 تكون Obesity grade 3 ، وفوق الـ 45 تكون Obesity grade 4، وفي هذه الحالات لابد من اللجوء إلى الاستشارة الطبية لطلب المساعدة.

نصائح مهمة
* بالنسبة لمن يحاول أن يخسر الوزن الذي زاده خلال فترة الحجر الصحي، فكم يحتاج من الوقت لممارسة الرياضة؟، وما هى المأكولات التي هو بحاجة للتوقف عنها؟.. البعض يقول توقف فورًا عن الخبز مثلًا، فما رأيك بذلك؟

** لا، هذا غير صحيح، لأنه لو تم منع هذا الشئ عن الجسم، فسيصبح لديه اشتياق له، فعلى سبيل المثال.. الأشخاص الذي يتوقفون تمامًا عن السكر لمدة يومين أو ثلاثة، بعدها ستجدين أنهم يتناولون السكر بصورة مفرطة.

وهذا الشئ خاطئ، لأنه لابد من تخفيف الكميات تدريجيًا، بحيث يكون الأكل متوازنًا، لأننا لو منعنا جزءًا معين من الأكل بشكل نهائي، يصبح لدينا رغبة شديدة في تناوله بكثرة بعد فترة.

إلى جانب كل ذلك لابد من تجنب الجلوس لفترات طويلة أمام التلفزيون والكمبيوتر، أما بالنسبة للجيم فأنا لديّ تحفظات كثيرة على الجيم، لأن الناس يتعرقون ويتنفسون في وجوه بعضهم، لذا فأنا أرى أن عودة صالات الجيم للفتح الآن ليس ضروريًا، والأفضل أن يتم ممارسة الرياضة في الهواء الطلق.

نصيحة أخيرة
* د. نسرين؛ في الختام .. نريد منكِ نصيحة أخيرة نلخص بها كل ما سبق لكل من زاد وزنه خلال فترة الحجر الصحي؟

** أول شئ لابد أن نأخذ الجوانب الإيجابية لكورونا، وهى أننا جلسنا معنا في بيوتنا واقتربنا من أولادنا، لكن يجب ألا نترك أنفسنا كي تزيد أوزاننا أمامهم، بل يجب أن نكون قدوة لهم، وحتى إذا حاولنا أن نقوم بالطبخ معهم بالمنزل، فيجب أن نقوم بإعداد وجبات غذائية صحية.

* شكرًا جزيلًا لكِ د. نسرين على هذه المعلومات المهمة، ونعد مستمعينا بلقاء معكِ في الأثنين الأول والأثنين الأخير من كل شهر، عبر فقرة “صحة وحياة”، عبر أثير راديو صوت العرب من أمريكا.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى