الراديوطبيبك الخاص

آلام الأعصاب.. ما هي أسبابها وكيف يمكنك تجنبها وعلاجها؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

 يشعر الإنسان بالألم في جسمه من خلال آليتين رئيسيتين. الأولي، هي الألم الذي يشعر به عندما يصاب في جهاز معين أو نسيج معين في جسمه، مثلما يحدث إذا تلقى ضربة، أو تعرض لحرق أو جرح.

أما النوع الثاني فهو الألم الناتج عن ضرر في الأعصاب أو إصابة في أحد أعضاء الجهاز العصبي، بما في ذلك الدماغ، الحبل الشوكي والأعصاب المحيطية. وقد يكون ألما قصير الأمد، لكنه يكون في الغالب ألمًا طويل المدى، ويسبب آلاما مزمنة ومتواصلة.

ويختلف الألم العصبي عن الألم العادي بأنه يظهر بعد زمن طويل من تضرر الأعصاب وبأنه يستمر، غالبًا، لفترة طويلة ولا يزول بدون العلاج. فيما يظهر الألم الناجم عن جرح بعد الإصابة مباشرة ويزول في مراحل شفاء الجرح.

الإعلامية “ليلى الحسينى” ناقشت هذا الموضوع الهام مع الدكتورة “نسرين صوان” فى فقرة “صحة وحياة”، وحاورتها حول أسباب وأعراض وعوامل الخطر للألم العصبي.

يُذكر أن “د. نسرين نادر صوان”، هى أخصائية الأمراض العصبية وأمراض الصداع والآلام المزمنة، إلى جانب أمراض اضطرابات النوم، كما أنها أيضًا مختصة بطب التجميل والليزر وعلاج السمنة.

تعريف الألم العصبي
* الكثيرون يعانون من الألم العصبي، سواء بشكل مزمن، أو بشكل متقطع. فهل لكِ في البداية أن تطلعينا على تعريف الألم العصبي؟

** الألم العصبي هو الذي ينتج عن إصابة أحد أعضاء الجهاز العصبي، بما في ذلك الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب الطرفية، وتلك الأخيرة تنقسم إلى أعصاب حسية وحركية، وعادةً ما ينتج الألم العصبي عند تضرر هذه الأعصاب.

والألم العصبي يختلف عن الألم العادي لأنه له علاقة بتضرر الأعصاب، وقد يكون هذا الألم على شكل تنميل أو الإحساس بالوخز أو ما يشبه لسعة الكهرباء بجسمه.

فالألم العصبي يضايق المريض جدًا، ولا يكون شئ سهل بالمرة، ثم يتطور الأمر، فإذا كان الاضطراب يصيب الأطراف الحركية، فإن الأمر يصل إلى عدم الإحساس بالأرض واضطراب المشي، وتأثر العضلات.

ألم عارض أم دائم
* متى يكون الألم العصبي عارضًا ومتى يكون دائمًا؟

** مع الأسف فإن أغلب الآلام العصبية تكون مزمنة، ويمكن أن تستمر لأكثر من 3 أشهر، فإذا حدث الألم العصبي لمدة زمنية أقل من 3 شهور فإنه يكون ألمًا عارضًا، والمشكلة دائما أنه إذا حدث تضرر بالأعصاب، فمن الصعب أن تعود كما كانت بسهولة أو في وقت قصير.

فلنفرض أن هناك شخص لديه مُتلازمة الألم الرسغي “carpal tunnel syndrome”، فمن الممكن أن يحدث الألم نتيجة الضغط على هذا العصب، فإذا قمنا بإزالة هذا الضغط، فإن الألم سيخف أو ينتهي ولا يستمر لفترة طويلة، ولكن إذا كانت الإصابة شديدة فمن الصعب أن يعود العصب إلى وضعه الطبيعي، وبالتالي سيطول الألم.

هناك أيضًا الألم الناتج عن مرض السكري، فهذا المرض ليس فقط ارتفاع نسبة السكر، وإنما هو مرض عام، ويؤثر على جميع أجزاء الجسم، حيث يؤثر على الشرايين والشبكية والأعصاب، والمرض العصبي الناتج عن السكري هو مزمن، فالسكري مرض مزمن ويتسبب في تضرر الأعصاب.

ويحدث الألم العصبي أيضًا نتيجة للأمراض الفيروسية مثل الهيربس، ويستمر الألم العصبي المزمن حتى بعد شفاء الهربس. وكما أقول دائمًا فإن العصب إذا كان به مشكلات واضطرابات وتلف فإن هذه الآلام ستستمر.

أسباب الألم العصبي
* ما هى أهم الأسباب التي يمكن أن تسبب الألم العصبي؟

** أهم الأسباب وأكثرها شهرة هو مرض السكري، بالإضافة إلى سوء التغذية ونقص الفيتامينات، وكذلك الهربس، بالإضافة إلى الأمراض المناعية مثل مرض الذئبة وجيلان باريه والتهاب المفاصل الروماتويدي، ففي حالة الأمراض المناعية ينتج الجسم مضادات تتسبب في اعتلال مزمن للأعصاب.

إلى جانب ذلك أيضًا هناك الأورام السرطانية، حيث تؤدي إلى إتلاف مسارات الأعصاب، بالإضافة إلى الأدوية التي يتم استعمالها لعلاج السرطانات، وكذلك الإصابات والنزيف، وبشكل عام أيّ شئ يؤثر سلبًا على الجهاز العصبي.

* هل نمط الحياة يمكن أن يسبب الألم العصبي؟، أمور مثل الوقوف الطويل أو الجلوس الخاطئ أو السمنة.

** بالنسبة للسمنة فإنها تؤدي إلى زيادة حجم الأنسجة، وبالتالي تزيد من الضغط على الأعصاب، كما أن السمنة يمكن أن تؤدي إلى متلازمة الألم الرسغي، وكذلك نوع من الألم يحدث في أعلى الفخذ يؤدي إلى تنميل وآلام تشبه الصعق الكهربي في تلك المنطقة، بالإضافة إلى أن السمنة تزيد من الضغط على العمود الفقري والتهاب المفاصل ووجع الرقبة والظهر.

تشخيص المرض
* كيف يتم تشخيص سبب الألم العصبي؟

** يتم التشخيص من خلال أخذ التاريخ المرضي للشخص، بالإضافة إلى الفحص السريري الكامل، وعمل التحاليل الكاملة وفحص الدم، والتحاليل تظهر إذا كان الشخص مريضًا بالسكري، أو لديه نقص فيتامينات، أو لديه مواد سامة بالجسم، فالتسمم الناتج عن الرصاص أو الزئبق أو المعادن الثقيلة يسبب اعتلال الأعصاب.

كما يتم عمل الأشعة بالرنين المغناطيسي، والتي تكشف ما إذا كانت هناك مشكلات بالعمود الفقري، وعمل مخطط للأعصاب والعضلات (EMG / NCS)، والتي تقيس سرعة انتقال النبضات الكهربية في العصب، وكذلك قياس مدى تضرر العضلات نتيجة اعتلال العصب نفسه.

تجاهل الألم
* تجاهل الأوجاع في الأعصاب لمدة معينة، ولم نلجأ إلى متخصص في الأمراض العصبية، ما الخطر الذي يمكن أن ينتج عن ذلك؟

** سينتج عن ذلك تلف بالأعصاب، ولاسيّما الأعصاب الطرفية، ففي متلازمة الألم الرسغي، إذا تركنا الأمر ولم نهتم به، فإنه سيتطور من خدلان وتنميل بالكف إلى مشكلات بالعضلات التي تغذيها هذه الأعصاب.، ويصبح المريض غير قادر على استخدام يده، ونفس التطورات تحدث إذا تضرر العصب المحيط بالكوع، وتجاهلنا الأمر.

إذا تضررت الأعصاب بشكل كبير وتلفت، فإن الإنسان يفقد إحساس قدميه بالأرض، ويمكن أن يصاب بالحروق دون أن يشعر بذلك، ويفقد الإحساس عند صعوده للدرج، فتلف الأعصاب الحسية والحركية يؤدي إلى الإعاقة.

أساليب العلاج
* آخر الأساليب في العلاج هى الجراحة، لكن ما هى طرق العلاج بالنسبة لهذا الأمر، حتى نستدركه ونخفف الضغط على الأعصاب قبل أن نصل إلى مرحلة الجراحة؟

** في الحقيقة فإننا في بعض الأحيان نحتاج إلى الجراحة، ففي متلازمة العصب الرسغي وكذلك العصب الموجود حول الكوع نحتاج إلى الجراحة، حيث نكون مضطرين إلى إزالة الضغط عن هذا العصب.

لكن في حالة السكري نلجأ إلى معالجة السبب، وهو ارتفاع نسبة السكر، فالسكر هو مرض عام ولابد من معالجته عن طريق الأغذية والأدوية والرياضة، والأمر ذاته بالنسبة للأمراض الأخرى مثل الأمراض المناعية وسوء التغذية.

أما بالنسبة للأدوية التي تستخدم في علاج أعراض الألم العصبي؛ فإنها تشمل الأدوية المضادة للتشنج والأدوية المضادة للاكتئاب.

وقاية وعلاج
* في الختام؛ بماذا تنصحين مستمعينا فيما يخص الألم العصبي؟، وهل العلاج الطبيعي يفيد في تخفيف وعلاج الألم العصبي؟

** بشكل عام فإن العلاج الطبيعي مهم، ولكن الأمر يعود إلى السبب الذي أدى إلى الألم العصبي في البداية، ونلاحظ أن العلاج الطبيعي يساعد في متلازمة الألم الرسغي، ولكن إلى جانب العلاج.. علينا أن نتبع طرق الوقاية لمنع اعتلال الأعصاب.

إلى جانب التحكم في الحالات الطبية التي تعرضنا للخطر مثل التدخين والمواد السامة وإدمان الكحول، بالإضافة إلى تجنب حمل الأشياء الثقيلة التي تسبب ضغطًا على العمود الفقري، وتجنب الأوضاع غير المريحة وحركات اليد المتكررة، وتجنب السمنة، واتباع نظام غذائى يحتوي على الفيتامينات، بالذات فيتامين B12، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى